يعد عسر القراءة (بالإنجليزية: Dyslexia) من ضمن إعاقات التعلم التي تندرج تحت اضطرابات النمو العصبي، تتمثل إعاقة عسر القراءة في عدم قدرة الدماغ على التعامل مع الحروف والكلمات المكتوبة وربطها بالأصوات، وذلك لا يعني أن المصاب باضطراب عسر القراءة أقل ذكاءً من أقرانه، فهناك الكثير من الأمثلة على أشخاص ناجحين ومشهورين مصابين بهذا الاضطراب، فما هي أسباب اضطراب ديسلكسيا؟ وما هي أعراضه؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما مدى شيوع عسر القراءة؟
يؤثر عسر القراءة على 7% من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، ولا يتأثر بالجنس أو العرق. مع الأخذ في الاعتبار أنه يوجد الكثيرون ممن يعانون من بعض الأعراض، لكنها تكون غير كافية للتشخيص.
يمثل اضطراب عسر القراءة تحديًا كبيرًا في التعلم، وتظهر أعراضه بدخول الطفل إلى المدرسة وزيادة المتطلبات التعليمية في القراءة كل سنة؛ لذا فإن الكشف المبكر له والحصول على الدعم المناسب من الأهل والمدرسة بتوجيهات من مختص سيمثل فارقًا كبيرًا في التغلب والتكيف مع التحديات التي ستقابل الشخص المصاب بخلل القراءة.
أسباب عسر القراءة
لا يوجد سبب واضح وصريح للإصابة بخلل القراءة، إلا أن هناك بعض الأسباب المحتملة مثل:
- الوراثة: فمثلًا كون أحد الوالدين يعاني من عسر القراءة، فإن احتمالية وراثة الطفل له تكون بنسبة من 30-50%.
- خلل في نمو الدماغ ووظيفته: حيث أُثبت علميًا أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة يملكون اختلافات في بنية المخ ووظائفه.
- أسباب خارجية تؤثر على نمو الدماغ لدى الجنين: مثل العدوى أو التعرض للمواد السامة التي تؤثر على نمو المخ وتطوره.
- أسباب أخرى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعسر القراءة في عمر متقدم، مثل: التعرض للملوثات في الماء والهواء، أو عدم الحصول على دعم تعليمي كافي، أو التنشئة في بيئة لا تشجع على القراءة، أو التعرض لجلطة تؤثر على مناطق مهمة في المخ، حيث تكون تلك المناطق المتضررة متعلقة بالقراءة والسمعيات.
أعراض عسر القراءة
تتباين أعراض اضطراب عسر القراءة تبعًا لعمر الفرد الذي يعاني الاضطراب، وتظهر الأعراض كما يلي:
أعراض عسر القراءة قبل سن الدراسة
يمكن اكتشاف بعض الأعراض قبل دخول المدرسة مثل:
- تأخر الكلام مقارنة بأقرانه من نفس العمر (قد تكون هناك أسباب أخرى لذلك).
- مشاكل في النطق تظهر في صعوبة نطق الكلمات الطويلة.
- صعوبة التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم بسبب عدم تذكر الكلمات الصحيحة.
- عدم التمييز بين الكلمات المتشابهة في الإيقاع.
أعراض تظهر أثناء عمر الدراسة
تظهر أعراض عسر القراءة بوضوح في هذه المرحلة العمرية (5-12 سنة)، حيث يبدأ بتعلم القراءة والكتابة في المدرسة. وإليك بعض الأعراض الشهيرة:
- صعوبة التعرف على الأرقام والحروف.
- تهجئة غير صحيحة.
- تبديل الحروف في الكلمات.
- عدم القدرة على تمييز الحروف والأرقام المتشابهة والارتباك دائمًا بشأن هذا.
- بطء القراءة والكتابة وكثرة الأخطاء فيهما.
- سهولة الإجابة علي الأسئلة الشفهية مع عدم القدرة على إجابة نفس الأسئلة بالكتابة.
- ضعف الوعي الصوتي للطفل حيث يجهل أن تغيير بعض الحروف في الكلمات يخلق كلمات جديدة.
- خط رديء.
أعراض تظهر على المراهقين والبالغين
بالإضافة للأعراض المذكورة سابقًا يمكن أن يعاني أيضًا من:
- عدم القدرة على التعبير بالكتابة رغم الإلمام بالموضوع كاملًا.
- ضعف الإملاء.
- صعوبة تذكر بعض الأشياء المهمة مثل رقم الهاتف أو الأرقام السرية.
- تجنب القراءة والكتابة.
كيف يتم تشخيص عسر القراءة؟
لا يوجد تحليل دم أو فحص معملي يمكن أن يشخص عسر القراءة، فبدلا من ذلك يقوم المتخصصون باختبار أبرز الأعراض التي ذكرناها مسبقًا بدقة للجزم بالتشخيص.
مضاعفات اضطراب عسر القراءة في حالة إهمال العلاج
يؤدي عدم التشخيص المبكر إلى عدة مضاعفات منها:
- المعاناة من مشاكل في الدراسة طوال المرحلة التعليمية.
- مواجهة تحديات شديدة للنجاح في المدرسة.
- الإصابة بأمراض نفسية وضعف الثقة بالنفس نتيجة عدم الوعي بأنه شيء خارج عن إرادة الطفل، بالإضافة إلى اعتبار الطفل ليس ذكيًا مقارنة بأقرانه.
علاج اضطراب عسر القراءة
في وقتنا الحالي لا توجد علاجات دوائية لعسر القراءة. لكن يمكن استخدام استراتيجيات وطرق جديدة في التعلم والقراءة بتوجيهات من متخصص:
- يمكن لشرح الدرس ببطء أن يمنح طفلك مزيدًا من الوقت للإلمام بالموضوع والتجاوب مع المعلم.
- تختلف التدخلات والاستراتيجيات المطلوبة حسب نوع وشدة الصعوبات التي يواجهها الشخص، ومما لا شك فيه أن التشخيص المبكر وبدء المتابعة مع أخصائي يكون أكثر فعالية.
- ترتكز أغلب التدخلات على المهارات الصوتية ليتمكن الطفل من معالجة أصوات الكلمات المنطوقة بسهولة، مع الحرص على التطوير بخطوات بطيئة تضمن استيعابًا والانتظام على ما تعلمه.
- يجب أن تكون معظم المدارس قادرة على تقديم الدعم والاستراتيجيات اللازمة للطفل المصاب بعسر القراءة.
شاهد أيضًا: تربية الطفل الصغير، طرق فعالة وممتعة.
كيف أساعد طفلي المصاب بعسر القراءة؟
بطبيعة الحال عندما تجد طفلك يعاني من عسر القراءة ستبذل قصارى جهدك لدعمه وتعليمه فإليك أفضل الطرق لدعم طفلك في القراءة:
- اقرأ معه بصوت عالٍ.
- اجعله يستمع إلى الكتب الصوتية والقراءة معها.
- أضف المتعة لطرق التعلم، مثل: استخدام الموسيقى والأغاني والألعاب لمساعدته على التذكر.
- استخدام الأجهزة الذكية للوصول للقواميس الصوتية وبرامج تحويل النص إلى كلام.
- ساعده في الواجبات المدرسية.
- ادعمه نفسيًا وعاطفيًا.
- كن صبورًا ومتفهمًا.
- احتفل بنجاحاته وامدح مهاراته.
شاهد أيضًا: ألعاب الأطفال، المرح والتعلم في عالم واحد.
يستحق اضطراب عسر القراءة اهتمام المختصين التربويين والقائمين على التعليم في البلاد، فهو لا يؤثر على الفرد فقط، لكن يؤثر أيضًا على المجتمع، فالمصابون به فئة تستوجب الاهتمام وحل ما يمرون به من عقبات، منعًا من زيادة عدد المرضى النفسيين، فهو اضطراب يؤثر على نفسية المصاب به كما ذكرنا سابقًا.