يشعر الكثير من الناس بالاستغراب حين يعرفون أنهم يعانون من مرض هشاشة العظام، وذلك نتيجة عدم ملاحظتهم لأي أعراض أو علامات تشير إلى ذلك، فمعظم حالات تشخيص المرض تتم بعد تعرض المريض لكسرٍ في عظامه أو حين يجري اختبارًا لتحديد كثافة العظام.
أول سؤال يطرحه المريض على الطبيب حين يعرف أنه يعاني من هشاشة العظام هو: هل يشفى مريض هشاشة العظام نهائيًا؟ وهل يمكن علاج هشاشة العظام نهائيًا؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو مرض هشاشة العظام؟
يجب أن نعلم بدايةً أن خطر هشاشة العظام يرجع في تسميته لمسامية العظام، أي أنها تضعف وتصبح قابلة للكسر عند التعرض لأي صدمة أو ضغط؛ لهذا السبب، لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة يكونون أكثر عرضةً للخطر عند السقوط أو التعرض لإصابة، حيث يمكن أن ينتج عن ذلك كسر يصعب إلتئامه.
ولعل ذلك يقودنا إلى إدراك أن المشكلة الرئيسية في مرض هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) ليست المرض نفسه، بل تكمن المشكلة في عدم ملاحظة معظم المرضى لأي أعراض أو علامات تشير للمرض، ولا يتم التشخيص في معظم الحالات إلا عند التعرض فعليًا لكسر في العظام.
والجدير بالذكر أن التشخيص المتأخر لمرض الهشاشة بالعظام له تأثير كبير على مسار المرض، لأن العلاج يقتصر فقط على الإجراءات العلاجية الوقائية، وكلما تأخر تطبيق هذه العلاجات، فإنها تكون أقل فعالية.
هل يشفى مريض هشاشة العظام نهائيًا؟
لا يوجد علاج يشفي مرض هشاشة العظام بشكلٍ نهائي، حيث أن العلاجات التي يتم وصفها لمن يعانون من الهشاشة العظمية هدفها الرئيسي هو تقليل تدهور الحالة الصحية للمريض، ولا يمكنها عكس الضرر الذي حصل؛ لهذا السبب يجب أن يستمر طوال حياته في اتباع الإجراءات العلاجية من أجل منع حصول المزيد من التدهور وتجنب التعرض للكسور.
يشمل العلاج عادةً أخذ بعض الأدوية التي تساعد على تحسين حالة العظام وزيادة كثافتها، بالإضافة إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن أن تساهم في تعزيز صحة المريض العامة، والتي يمكن أن تنعكس على صحة العظام. ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات أخذ بعض المكملات الغذائية مثل فيتامين D والكالسيوم.
كيف يتم علاج هشاشة العظام؟
إذا تم تشخيص الإصابة بمرض الهشاشة، يجب اتباع النصائح والتعليمات التي يقدمها الطبيب والالتزام بها لضمان عدم حصول المزيد من التدهور في الحالة الصحية:
- يوصي الطبيب -في معظم الحالات- بأخذ أدوية هشاشة العظام، و هذه الأدوية تتضمن بكل تأكيد مكملات الكالسيوم وفيتامين D، حيث تعدهذه العناصر ضرورية للمحافظة على صحة العظام وكثافتها، مع العلم أن النسبة التي يصفها الطبيب تختلف حسب حالة كل مريض. ينصح المريض بالتعرّض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين D.
- يوصي الطبيب المختص بممارسة بعض الرياضات المعتدلة مثل رياضة المشي ورياضة السباحة.
- يجب التوقف عن التدخين؛ والذي يؤثر بشكلٍ سلبي على صحة الجسم العامة وأيضًا على صحة العظام.
شاهد أيضًا: أطعمة لتقوية العظام والحفاظ على صحتها
هل يمكن الوقاية من هشاشة العظام؟
نعم يمكن الوقاية من هشاشة العظام من خلال اتباع نظام غذائي متكامل ونمط حياة صحي:
- ينصح باتباع نظامٍ غذائي غني بالأطعمة التي تحتوي على عنصر الكالسيوم وفيتامين D، مثل الحليب ومشتقاته وسمك السلمون.
- ينصح بالمسارعة في علاج أي مشكلة صحية يمكن أن تسبب الهشاشة للعظام، فالأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ومرض السكري تزيد خطر الإصابة بالمرض، كما يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بمرض سرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة.
- يوصى بالانتباه إلى نوعية الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب وتوضيح حالة العظام للطبيب المعالج في حال التعرض لأي مشكلة صحية، حيث أن تناول بعض الأدوية يزيد من احتمال الإصابة.
- يوصى بتجنب شرب كميات كبيرة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو المشروبات الكحولية، أو التدخين، فكلها تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
يمكن الوقاية من الإصابة بالهشاشة من خلال اتباع نظام صحي يتضمن الأكل الصحي الذي يحتوي على العناصر الضرورية لصحة العظامإضافةً إلى الأدوية والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب، إلى جانب إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية والإقلاع عن التدخين، لكن هل يشفى مريض الهشاشة نهائيًا؟ لا يوجد علاج نهائي للهشاشة كما ذكرنا لكن يمكن السيطرة على الأعراض ومنع تدهور الحالة.