في عالم اليوم، يُعتبر الحفاظ على الصحة العقلية خلال سنوات الجامعة أمرًا بالغ الأهمية، إذ تتطلب هذه الفترة من الطلاب التوازن بين الضغوط الأكاديمية والاستجابة لاحتياجاتهم الشخصية والاجتماعية، فإذا كنت طالبًا جامعيًا وتواجه تحديات صعبة خلال رحتلك الجامعية، فهذا المقال لك.
تعرف معنا في هذا المقال على كيفية تحقيق هذا التوازن بطرق فعالة تدعم الصحة العقلية بشكل شامل، دون إفراط أو تفريط.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
الصحة النفسية والعقلية
يمكن تعريف الصحة النفسية (بالإنجليزية: Mental health) على أنها حالة من العافية على المستوى النفسي والعاطفي والاجتماعي، فهي تعبر عن الصحة العامة لكيفية التفكير وتنظيم المشاعر والتصرفات، وقد يتعرض الأشخاص في بعض الأحيان للعديد من الاضطرابات في هذه الوظائف العقلية، مما يؤثر على الصحة العقلية للفرد، وقد يبدو هذا التأثير على شكل سوء تصرف في المواقف الاجتماعية، أو تراجع في الأداء أثناء العمل أو الدراسة، أو قلة المشاركة في الأنشطة المهمة، وما إلى ذلك.
الحفاظ على الصحة العقلية منذ سنوات الجامعة
يمكن للضغط الدراسي والأكاديمي أن يُشكل عبئًا على طلاب الجامعة، مما يجعلهم يعانون من التوتر أو اضطراب القلق، الأمر الذي يؤثر على صحتهم العقلية في نهاية الأمر، ويُعرَّف الضغط الأكاديمي (بالإنجليزية: Academic pressure) على أنه التجربة التي يكون فيها الطالب مثقلًا بمتطلبات الوقت والطاقة لتحقيق أهداف أكاديمية محددة، ويمكن أن يأتي الضغط من مجموعة متنوعة من المصادر المحتملة وله عدد لا يحصى من التأثيرات على الطلاب عاطفياً وأكاديمياً، يمكن تجنب مخاطره والحفاظ على الصحة العقلية منذ سنوات الجامعة بطرق عديدة، منها:
- خذ قسطاً كافياً من النوم، قد يلجأ طلاب الجامعات لتخطي ساعات النوم في سبيل الحصول على وقت أكبر للدراسة، ولكن ذلك يؤثر سلباً على الصحة العقلية، لذا الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر بالغ الأهمية لصحتك.
- تمرن باستمرار وانتظام، يمكن أن تمنحك الرياضة اليومية اللياقة، كما تعمل على تفريغ طاقتك السلبية، وتزيل عنك التوتر.
- اتبع نظام غذائي صحي، إن تناول الطعام الصحي يجنبك الشره في الطعام ويمنح جسدك الصحة والعافية.
- خصص وقتاً لنفسك، من السهل أن تنسى الاعتناء بنفسك أثناء الدراسة أو الانشغال بشكل عام ولكن بغض النظر عن مدى انشغالك، فأنت بحاجة للقيام بشيء تحبه ويرفه عنك، مثل: ممارسة اليوجا أو مشاهدة الأفلام، أو ممارسة أي نشاط تحبه.
- تجنب إساءة استخدام الأدوية أو المكملات الغذائية، فقد يلجأ البعض لمستحضرات طبية أو مكملات غذائية لتنشيط العقل أو لتجنب الشعور بالنعاس، مما يؤدي لحصول آثار جانبية خطيرة مثل التعوّد أو الإدمان.
- نظم وقتك دائماً، حيث أن تنظيم الوقت يشعرك بالأمان ويرتب أفكارك.
- شارك همومك وآلامك مع من تثق بهم، فقد تشعر أحياناً أنك بحاجة لمن يسمعك.
- اطلب الدعم النفسي إذا احتجت للمساعدة، فإذا كنت تعاني من الضغوطات التي لا يمكنك التعامل معها، فيجب أن تسترشد باخصائي نفسي يساعدك على تجاوز المرحلة.
شاهد أيضًا: ما هي العادات اليومية لتجنب الأزمة القلبية؟
علامات تدل على الصحة العقلية
إن الصحة العقلية الجيدة هي أكثر من مجرد عدم وجود مرض عقلي، بل تعني أنك في حالة صحية جيدة وتقوم بمهامك ووظائفك بشكل جيد، كما أنها تؤثر على الصحة النفسية والصحة الجسدية أيضاً، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن علامات الصحة العقلية الجيدة هي أن تتمتع بما يلي:
- القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة العادية.
- العمل بإنتاجية.
- معرفة مواهبك وإمكانياتك.
- المساهمة في بناء المجتمع.
- تجربة المشاعر الجيدة، مثل: مشاعر السلام والسعادة، والحب، والفرح، بالإضافة إلى الشعور بالرضا بشكل عام.
أهمية بناء عادات صحية لدعم الصحة العقلية خلال الجامعة
إن الطريقة المثلى للحافظ على الصحة العقلية هي خلق عادات صحية، ويظهر تأثيرها كالتالي:
تحسين جودة النوم وتأثيره على الصحة العقلية
النوم الجيد يُعدّ أساسًا للصحة العقلية المتوازنة، حيث يؤثر النوم غير الكافي أو الزائد على الحالة المزاجية ويزيد من احتمالات الإصابة بالقلق والاكتئاب. يُنصح بوضع روتين منتظم للنوم وتجنب السهر المتكرر لتحسين التركيز وتقليل التوتر خلال فترة الدراسة الجامعية.
دور التغذية المتوازنة في تعزيز الصحة العقلية
يلعب الغذاء الصحي دورًا كبيرًا في دعم القدرة العقلية والقدرة على التعامل مع الضغوط، إذ إن تناول وجبات غنية بالعناصر الغذائية الأساسية يساعد على تثبيت المزاج وزيادة الإنتاجية، كما أن الابتعاد عن الإفراط في تناول الطعام أو تقليل كميات الغذاء بشكل مفرط يُجنب التقلبات المزاجية ويعزز التفكير السليم.
أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام
تُعتبر التمارين الرياضية وسيلة فعالة لتحسين الصحة العقلية والجسدية على حد سواء، حيث تساعد الرياضة على إفراز هرمونات السعادة، مما يقلل من التوتر ويُحسّن المزاج، ويُنصح بتخصيص وقت يومي للأنشطة البدنية، حتى لو كانت بسيطة مثل المشي أو التمارين المنزلية، لتحسين جودة الحياة خلال سنوات الجامعة.
تحقيق التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية
يُعد التوازن بين الالتزامات الأكاديمية والحياة الشخصية من العوامل الحاسمة للحفاظ على الصحة العقلية، حيث يساعد تحديد أولويات المهام وتنظيم الوقت بشكل فعّال على تقليل التوتر الناتج عن ضغوط الدراسة، كما يُفضل تخصيص أوقات للراحة وممارسة الهوايات المفضلة، مما يساهم في تحسين المزاج وزيادة الإنتاجية.
المرونة والصحة العقلية
تُعد المرونة عاملًا أساسيًا للحفاظ على صحة نفسية متوازنة، فهي تساعدك على مواجهة التحديات والتغيرات غير المتوقعة في الحياة من خلال الاعتماد على القوة الداخلية واستثمار الدعم المتاح من حولك.
الأشخاص الذين يتمتعون بالمرونة عادةً ما يكونون أكثر قدرة على إدارة الضغوط النفسية، مما يقلل من احتمالية تعرضهم لأمراض عقلية مثل الاكتئاب والقلق. والخبر السار أن المرونة ليست صفة فطرية فقط، بل يمكن اكتسابها وتطويرها عبر تعلم مهارات التأقلم التي تعزز القدرة على الصمود، مما يدعم الصحة العقلية بشكل مستدام.
الخاتمة:
ختامًا، نلاحظ أن الحفاظ على الصحة النفسية والعقليةمنذ سنوات الجامعة ليس أمرًا صعبًا، لكنه يحتاج أولًا للتعرف على حجم الضغوطات التي يتعرض لها الشخص وتعلم كيفية مواجهتها بطرق تتناسب مع طبيعة التحديات.