في زمنٍ يتزايد فيه الاعتماد على الأدوية والمُليّنات لعلاج الإمساك، يخرج الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، بتوصية بسيطة وطبيعية قد تغيّر نظرتنا للعلاج: السلطة هي الحل.
فهل فعلاً يمكن لصحن سلطة أن يُنقذ الجهاز الهضمي من معاناته؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
طعام يعالج الإمساك.. فما هو؟
خلال ظهوره في برنامج “ربي زدني علمًا” على قناة صدى البلد، أكد الدكتور حسام موافي أن السلطة تُعد من أفضل الأطعمة لعلاج الإمساك، مشيرًا إلى أن مكوناتها من الخضراوات تحتوي على ألياف لا يتم امتصاصها بالكامل داخل الجهاز الهضمي، مما يُساعد على زيادة حجم البراز وتسهيل حركته.
كيف تعمل السلطة على تحسين حركة الأمعاء؟
السلطة ليست مجرد طبق جانبي، بل تلعب دورًا محوريًا في دعم صحة الجهاز الهضمي، خاصة لمن يعانون من الإمساك. الخضراوات الورقية والطازجة مثل الطماطم، الخيار، الجرجير، والخس، تحتوي على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للهضم، وهي مواد تمر عبر المعدة والأمعاء دون أن يتم امتصاصها بالكامل.
عند تناول هذه الخضراوات بانتظام، تقوم الألياف بما يشبه “تنظيفًا داخليًا” للأمعاء، حيث تُشكّل كتلة لينة تساعد في زيادة حجم البراز وتحفيز حركة القولون. هذه الكتلة تُسهّل الانقباضات العضلية التي تدفع الفضلات إلى الخارج، مما يقلل من وقت بقائها في الجسم ويمنع جفافها وتصلبها، وهما من أبرز أسباب الإمساك.
إضافةً إلى ذلك، تُسهم الخضراوات في زيادة رطوبة الأمعاء بفضل محتواها العالي من الماء، ما يُعزز من ليونة البراز ويجعل عملية الإخراج أكثر سلاسة. والأهم من ذلك، أن هذا التأثير يحدث بشكل طبيعي وآمن، دون الاعتماد على المليّنات أو العلاجات الدوائية التي قد تسبّب الاعتياد على المدى البعيد.
لذا، فإن إدخال طبق سلطة يومي في النظام الغذائي لا يساهم فقط في تحسين الهضم، بل يُعتبر خطوة وقائية وعلاجية في آنٍ واحد ضد اضطرابات الأمعاء، وعلى رأسها الإمساك المزمن.
شاهد أيضًا: وصفات سموثي صحي: وصفات الصحة والجمال
دور الألياف في دعم التوازن البكتيري داخل الأمعاء
إلى جانب تسهيل حركة الأمعاء، تلعب الألياف الموجودة في مكونات السلطة دورًا حيويًا في تعزيز التوازن البكتيري داخل الجهاز الهضمي. فعند وصول الألياف غير القابلة للهضم إلى القولون، تتغذى عليها البكتيريا النافعة، مما يُحفّز نموها ويحافظ على بيئة ميكروبية صحية. هذا التوازن البكتيري لا يُحسن فقط عملية الهضم، بل يُقلل من الالتهابات ويُعزز امتصاص العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات والمعادن.
وبالتالي، فإن تناول السلطة الغنية بالخضراوات الطازجة يُساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي ككل، ويُعد خطوة فعّالة وطبيعية للوقاية من الإمساك ومشاكل الأمعاء الأخرى، دون الحاجة لتدخلات دوائية أو تغييرات جذرية في النظام الغذائي.
شاهد أيضًا: الخبز الأبيض في قفص الاتهام: ما علاقته بسرطان القولون؟
خضراوات أخرى مفيدة لعلاج الإمساك
لم تتوقف توصيات الدكتور موافي عند السلطة التقليدية فقط، بل أشار إلى خضراوات أخرى لها تأثير فعّال في تنشيط الأمعاء، ومنها:
-
السبانخ: غنية بالمغنيسيوم الذي يُرخي عضلات القولون.
-
البامية: تحتوي على مادة لزجة تُسهل مرور البراز.
-
الفاصوليا الخضراء: غنية بالألياف والماء معًا، ما ينعكس إيجابًا على حركة القولون.
الأطعمة التي يجب تجنبها لمرضى الإمساك
بعد أن عرفت بوجود طعام يعالج الإمساك، لا بد أن تحذر من الأطعمة التي تزيد من حالة الإمساك سوءًا ، وعلى الجانب الآخر، حذّر الدكتور موافي من تناول النشويات بكثرة، مثل:
-
الخبز الأبيض.
-
المكرونة.
وأكد أنها تُهضم و تُمتص بشكلٍ كامل، فلا تترك أي بقايا تساعد في تكوين كتلة البراز، مما يزيد من صعوبة التبرز.
الإمساك النفسي: حقيقة طبية!
في مفاجأة للبعض، أشار الدكتور حسام موافي إلى أن العوامل النفسية مثل التوتر والقلق قد تؤدي إلى الإمساك، إذ تتأثر عضلات القولون بالمزاج العام، ما يُضعف حركة الأمعاء ويؤدي إلى عسر التبرز حتى في حال تناول طعام صحي.
شاهد أيضًا: هل تشعر بالثقل؟ إليك طريقة تنظيف القولون في 8 دقائق فقط
نصائح فعالة لتجنّب الإمساك
إلى جانب تناول السلطة والخضراوات الغنية بالألياف، هناك مجموعة من العادات اليومية التي تُعد ضرورية للوقاية من الإمساك ودعم صحة الجهاز الهضمي:
- شرب كميات كافية من الماء: الجفاف من أبرز أسباب جفاف البراز وصعوبة خروجه، لذا يُوصى بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا على الأقل، مع زيادة الكمية في الأجواء الحارة أو أثناء ممارسة الرياضة.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: تساعد الحركة اليومية – مثل المشي أو التمارين الخفيفة – في تنشيط عضلات الأمعاء وتحفيز عملية التبرز.
- تنظيم مواعيد الوجبات ودخول الحمّام: الحفاظ على روتين يومي منتظم لتناول الطعام ودخول الحمام يُساعد الجسم على تطوير نمط طبيعي للإخراج.
- تجنّب الإفراط في تناول النشويات والدهون: الأطعمة الغنية بالنشويات مثل الخبز الأبيض والمكرونة والأرز تُبطئ حركة الأمعاء، خاصة إذا لم تُرافقها ألياف كافية.
- الحد من التوتر النفسي: القلق والضغط العصبي قد يؤثران سلبًا على الجهاز الهضمي ويؤديان إلى الإمساك، لذا من المهم تخصيص وقت للاسترخاء وممارسة تقنيات التأمل أو التنفس العميق.
- الاستجابة الفورية للرغبة في التبرز: تجاهل الشعور بالحاجة للتبرز قد يؤدي إلى تصلب البراز وتفاقم الإمساك، لذا يُفضّل عدم تأجيل دخول الحمام.
الخلاصة
توصيات الدكتور حسام موافي تُعيد التذكير بأن علاج الإمساك لا يحتاج دائمًا إلى عقاقير، بل يبدأ من طبق السلطة اليومي، ومن وعينا بعلاقتنا بالطعام والضغط النفسي.
بتناول الخضراوات الطازجة، وتجنّب النشويات الثقيلة، ومراعاة الراحة النفسية، يمكننا دعم جهازنا الهضمي بشكل طبيعي وصحي.