اليوم العالمي للبيئة يشكل منصة عالمية تعزز الوعي بأهمية حماية البيئة كجزء لا يتجزأ من السعي نحو السلام والاستقرار. في ظل الحروب والصراعات، تتعرض الموارد الطبيعية للتدمير والاستغلال غير المستدام، مما يؤثر سلبًا على حياة البشر والكائنات الحية الأخرى. من خلال الاحتفاء بهذا اليوم، تتاح فرصة لتسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين البيئة والسلام، حيث يمكن استخدام هذه المناسبة لتشجيع الحوار بين الدول والمجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة بعيدًا عن النزاعات. كما يعزز اليوم العالمي للبيئة قيم التعاون الدولي والتضامن، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستدامة للجميع، ويؤكد أن حماية البيئة ليست مجرد مسؤولية فردية، بل هي خطوة ضرورية نحو وقف الحروب وتحقيق التعايش السلمي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
اهداف اليوم العالمي للبيئة
يهدف اليوم العالمي للبيئة إلى تسليط الضوء على القضايا البيئية الملحة مثل التغير المناخي، التلوث، فقدان التنوع البيولوجي، والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، مع التركيز على أهمية تبني ممارسات مستدامة للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. يُعد هذا اليوم فرصة للتفكير في دورنا كأفراد ومجتمعات في حماية البيئة وتشجيع التغيير الإيجابي من خلال اتخاذ خطوات بسيطة ولكن فعالة لتحسين جودة الحياة على هذا الكوكب.
متى يصادف اليوم العالمي للبيئة؟
اليوم العالمي للبيئة يصادف تاريخ 5 يونيو من كل عام، وهو مناسبة دولية أُقرّت من قبل الأمم المتحدة بهدف رفع الوعي البيئي وتعزيز الجهود العالمية لحماية البيئة. يُعتبر هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه العالم وتشجيع الأفراد والمؤسسات والحكومات على اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق التنمية المستدامة. يتم تنظيم فعاليات وأنشطة توعوية في مختلف دول العالم خلال هذا اليوم، لتوحيد الجهود والعمل من أجل مستقبل بيئي أفضل للأجيال القادمة.
شاهد أيضًا: في اليوم العالمي للامتناع عن التبغ 2025..كشف المستور عن دفع الشباب لإدمان التبغ
ما هو شعار اليوم العالمي للبيئة؟
شعار اليوم العالمي للبيئة يتغير سنويًا ليعكس القضايا البيئية الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم، ويتم اختياره من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) بهدف رفع الوعي وتحفيز العمل على مستوى عالمي. يُعتبر هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على التحديات البيئية مثل التغير المناخي، التلوث، فقدان التنوع البيولوجي، وغيرها من القضايا التي تهدد الكوكب. الشعار عادة ما يكون قصيرًا وجذابًا، مثل “دحر التلوث البلاستيكي”، أو “حماية الطبيعة”، ويهدف إلى حث الأفراد والمؤسسات والحكومات على التعاون واتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على البيئة من أجل الأجيال القادمة.
الحروب تغير المناخ وتلوث البيئة
تسبب الحروب تغير المناخ وتلوث البيئة من خلال ما يلي:
انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون:
تتطلب الحروب استهلاك كميات هائلة من الوقود؛ مما يؤدي إلى انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون ويساهم في تغير المناخ.
تضرر المناظر الطبيعية
يمكن أن تؤدي تحركات المركبات والمعدات العسكرية خلال الحروب على إلى أضرار مادية واسعة النطاق للمناظر الطبيعية الحساسة وتؤثر على التنوع الجغرافي.
تلوث الهواء والتربة
- إن الاستخدام المكثف للذخائر المتفجرة في المناطق الحضرية يؤدي إلى ظهور كميات هائلة من الحطام والأنقاض.
- الأضرار التي تصيب الصناعة الخفيفة والبنية التحتية الحساسة بيئيًا مثل محطات معالجة المياه.
- فقدان إمدادات الطاقة له آثار عكسية ضارة بالبيئة، فقد يؤدي انقطاع الكهرباء إلى استخدام أنواع وقود أو مولدات منزلية أكثر تلويثًا للبيئة.
- تعرض المنشآت الصناعية أو النفطية أو منشآت الطاقة لهجمات متعمدة أو تتلف أو تتعطل عن غير قصد.
- الألغام الأرضية والذخائر العنقودية والمتفجرات الأخرى من مخلفات الحرب أن تقيد الوصول إلى الأراضي الزراعية وتلوث التربة ومصادر المياه بالمعادن والمواد السامة، ويمكن أن تتسبب السفن المحطمة أو التالفة والغواصات في التلوث البحري.

تتسبب الحروب في إزالة الغابات
غالبًا ما تزداد إزالة الغابات أثناء الحروب بسبب الإفراط في الحصاد من قبل المجتمعات التي تعتمد فجأة على الخشب والفحم في الوقود والتدفئة.
الحروب تدمر الموائل
تسبب الحروب تدمير الموائل من خلال الحرائق التي تسببها الأسلحة التقليدية السامة، والأسلحة الحارقة كالفوسفور الأبيض، والأسلحة النووية التي تحوي على اليورانيوم المشع.
أشهر مثال على تدمير الموائل: خلال حرب فيتنام عندما قامت القوات الأمريكية برش مبيدات الأعشاب على الغابات ومستنقعات المنغروف التي وفرت الغطاء لجنود حرب العصابات؛ مما أدى إلى تدمير حوالي 4.5 مليون فدان في الريف.
الحروب تسبب زيادة الصيد والصيد الجائر
يمكن أن يؤدي الوصول السهل إلى الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة إلى إلحاق الضرر بالحياة البرية من خلال تسهيل زيادة الصيد والصيد الجائر الذي قد يسبب تراجع أعداد أنواع من الحيوانات ما يهدد بانقراضها.
فعلى سبيل المثال: خلال الصراع الرواندي في عام 1994، ونتيجة لتدفق اللاجئين، انقرضت مجموعات الحيوانات المحلية مثل الظباء الروان والإيلاند.
الحروب تسبب التدهور البيئي واستنزاف الموارد
تسبب الحروب التدهور البيئي نتيجة الإفراط في استثمار الموارد الطبيعية، حيث تتنافس الجماعات المسلحة للسيطرة على النفط أو الموارد المعدنية أو الأخشاب.
كما أن إطعام الجيش أثناء الحرب غالبًا ما يتطلب صيد الحيوانات المحلية، وخاصة الثدييات الكبيرة التي غالبًا ما يكون لديها معدلات تكاثر أقل؛ مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها.
أثر النزوح البشري الناتج عن الحروب على البيئة
النزوح البشري هو أمر شائع في العديد من الحروب، ويمكن أن يكون لمخيمات اللاجئين والمشردين داخليًا آثار بيئية كبيرة لا سيما عندما تكون غير مخططة أو تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات، من هذه الآثار البيئية نذكر:
- إزالة الغابات على نطاق واسع.
- الصيد غير الخاضع للرقابة.
- تآكل التربة.
- تلوث الهواء والأرض والمياه بالنفايات البشرية، فغالبًا ما تتعطل أنظمة إدارة النفايات أثناء الحروب؛ مما يؤدي إلى زيادة معدلات إلقاء النفايات وحرقها.
الحروب تهدد الحيوانات والنباتات الأصلية بسبب الأنواع الغازية
غالبًا ما تحمل السفن العسكرية وطائرات الشحن والشاحنات أكثر من الجنود والذخائر؛ يمكن نقل النباتات والحيوانات غير الأصلية إلى مناطق جديدة فتقضي على الأنواع المحلية.
فعلى سبيل المثال: كانت جزيرة ليسان في المحيط الهادئ في يوم من الأيام موطنًا لعدد من النباتات والحيوانات النادرة، لكن تحركات القوات أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها أدخلت الجرذان التي قضت تقريبًا على عصفور لايسان.
انهيار البنية التحتية
من بين الأهداف الأولى والأكثر عرضة للهجوم في الحروب طرق العدو والجسور والمرافق والبنية التحتية الأخرى. في حين أن هذه لا تشكل جزء من البيئة الطبيعية، فإن تدمير محطات معالجة مياه الصرف الصحي، على سبيل المثال، يؤدي إلى تدهور شديد في جودة المياه الإقليمية.
فعلى سبيل المثال: خلال القتال في كرواتيا في تسعينيات القرن الماضي، تم قصف مصانع المواد الكيميائية؛ ونظراً لأن مرافق معالجة الانسكابات الكيميائية لم تكن تعمل، فقد تدفقت السموم في اتجاه مجرى النهر دون رادع حتى انتهى الصراع.
شاهد أيضًا: زمة صامتة: المادة البلاستيكية السامة تقتل الآلاف حول العالم
زيادة الإنتاج
حتى في المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب، يمكن أن تؤدي زيادة الإنتاج في التصنيع والزراعة والصناعات الأخرى التي تدعم المجهود الحربي إلى إحداث فوضى في البيئة الطبيعية.
فعلى سبيل المثال: خلال الحرب العالمية الأولى، خضعت المناطق البرية السابقة في الولايات المتحدة لزراعة القمح والقطن والمحاصيل الأخرى، في حين تم قطع مساحات شاسعة من الأخشاب لتلبية الطلب في زمن الحرب لتصنيع السفن والقوارب.
ممارسات الأرض المحروقة
في زمن الحرب. تم تطبيق مصطلح “الأرض المحروقة” في الأصل على حرق المحاصيل والمباني التي قد تغذي العدو وتؤويه، ولكنها الآن تنطبق على أي استراتيجية مدمرة بيئيًا .
فعلى سبيل المثال: ولإحباط غزو القوات اليابانية خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945)، فجرت السلطات الصينية بالديناميت سدًا على النهر الأصفر، وأغرقت آلاف الجنود اليابانيين وتسببت في غمر مساحات واسعة من الأراضي.
الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية
ربما يكون إنتاج هذه الأسلحة المتقدمة واختبارها ونقلها واستخدامها هو أكثر الآثار المدمرة للحرب على البيئة فهي تدمر الموائل وتلوث البيئة لعقود طويلة، عدا عن آثارها الكارثية على البشر.
وأحدث مثال على ذلك الآثار التي سببها إلقاء أمريكا القنابل النووية على هيروشيما ونجازاكي في عام 1945 والتي ما تزال آثاره على البيئة مستمرة حتى الآن.
شاهد أيضًا: الملاريا في 25 إبريل… لننهيها للأبد!
يمكن القول إن الحروب تمثل العدو الأول للبيئة، تستنزفها بكل ما أوتيت من قوة، بدء من تلويث البيئة مرورًا باستنزاف الموارد انتهاءً بالقضاء على الموائل؛ مما يهدد بفناء الحياة البشرية ذاتها وليس انقراض الحيوانات فقط.