تُعد رموز العبوات البلاستيكية المكونة من أرقام وحروف صغيرة على عبوات الطعام البلاستيكية مفتاحاً مهماً لمعرفة مدى سلامة استخدامها وتأثيرها على صحتك. فهذه الرموز تحدد نوع البلاستيك المستخدم، ومدى أمانه للاحتفاظ بالأطعمة أو تسخينها، خصوصاً في ظل المخاطر الصحية المرتبطة ببعض المواد الكيميائية التي قد تتسرب من البلاستيك إلى الطعام.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي رموز العبوات البلاستيكية؟
تُعد رموز العبوات البلاستيكية المطبوعة على المنتجات الغذائية مؤشرًا أساسيًا لمعرفة مدى أمان استخدامها مع الطعام، خصوصًا عند تعرضها للحرارة أو إعادة الاستخدام. وغالبًا ما تكون هذه الرموز عبارة عن أرقام من 1 إلى 7، أو حروف مختصرة مثل (PP) أو (PE)، وتظهر بجانب مثلث إعادة التدوير الموجود أسفل العبوة أو على جانبها. وتُستخدم هذه الرموز لتحديد نوع المادة البلاستيكية التي صُنعت منها العبوة، ما يساعد المستهلك على اتخاذ قرار واعٍ عند شراء أو استخدام أو إعادة استخدام هذه المنتجات. فبعض أنواع البلاستيك آمنة تمامًا للتخزين أو التسخين، بينما قد يُطلق بعضها الآخر مواد كيميائية ضارة عند تعرضها للحرارة أو الاستخدام المتكرر. لذلك، يُنصح دائمًا بالتعرف على رموز العبوات البلاستيكية وفهم دلالاتها لحماية الصحة وتفادي التعرّض لمواد سامة قد تتسرب إلى الطعام.
شاهد أيضًا: 5 عادات تفعلها بعد الخامسة مساءً تسبب ألزهايمر… أوقفها الآن!
أشهر أنواع البلاستيك المستخدمة في عبوات الطعام
تساعد رموز العبوات البلاستيكية المستهلكين في التعرف على نوع البلاستيك المستخدم ومدى ملاءمته لتخزين أو تسخين الطعام، خاصةً مع تنوع المواد واختلاف خصائصها الكيميائية. فيما يلي أشهر الأنواع المستخدمة:
البولي بروبيلين (PP)
يرمز له بالرمز PP أو الرقم 5، وهو من أكثر أنواع البلاستيك أمانًا للطعام. يتميز بمقاومته العالية للحرارة وخلوه من مادة BPA الضارة، لذلك يُستخدم بشكل واسع في عبوات تخزين الطعام والوجبات الجاهزة، ويمكن استخدامه بأمان في الميكروويف.
البولي إيثيلين (PE)
يأتي بنوعين رئيسيين:
- البولي إيثيلين عالي الكثافة (HDPE): يرمز له بالرقم 2، يُستخدم في صناعة أباريق الحليب والزجاجات، وهو آمن نسبياً.
- البولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE): يرمز له بالرقم 4، يُستخدم في الأكياس والعبوات المرنة، ويعتبر آمناً أيضاً.
بولي إيثيلين تيريفثالات (PET)
يرمز له بالرقم 1، وهو البلاستيك الشائع في زجاجات المياه والمشروبات الغازية. يُنصح باستخدامه لمرة واحدة فقط، إذ يمكن أن يتحلل ويطلق مواد ضارة عند إعادة استخدامه.
شاهد أيضًا: ماذا لو تناولت دواءك بشكل خاطئ؟ إليك الطريقة الصحيحة لتناول الأدوية
الرموز التي يجب الحذر منها عند اختيار عبوات الطعام البلاستيكية
لا تحمل جميع رموز العبوات البلاستيكية الدلالة على الأمان؛ فبعضها يشير إلى مواد قد تُشكّل خطرًا على الصحة عند استخدامها مع الطعام أو تعرضها للحرارة. من المهم معرفة هذه الرموز وتجنبها قدر الإمكان، خاصة عند التسخين أو إعادة الاستخدام. إليك أبرز الأنواع التي يُحذر منها الخبراء:
- الرقم 3 (PVC – بولي فينيل كلوريد): قد يطلق مواد سامة مثل الرصاص وكلوريد الفينيل عند تعرضه للحرارة، مما قد يسبب أضراراً صحية خطيرة، لذا ينصح بتجنب استخدامه مع الطعام.
- الرقم 6 (PS – البوليسترين): يمكن أن يطلق مادة “ستايرين” التي تؤثر سلباً على الجهاز العصبي، وهو مستخدم في بعض الأطباق البلاستيكية وأكواب الشاي.
- الرقم 7 (مكونات بلاستيكية متنوعة): غالباً ما يحتوي على مادة BPA، وهي مادة كيميائية تعمل كهرمون الإستروجين، وتزيد من مخاطر اضطرابات هرمونية، السرطان، ومشاكل في النمو.
شاهد أيضًا: اشرب كوبًا من الماء قبل قهوتك الصباحية لهذا السبب
مخاطر تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية
رغم أن بعض أنواع البلاستيك تُصنَّف على أنها آمنة، إلا أن تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية يُعد من أكثر الممارسات التي تُثير قلق الخبراء في مجال الصحة البيئية. فقد أظهرت أبحاث متعددة أن تعرّض البلاستيك للحرارة، سواء في الميكروويف أو عبر صب الطعام الساخن فيه، يمكن أن يؤدي إلى تسرب جزيئات كيميائية دقيقة إلى الطعام، ومنها مواد ضارة مثل BPA ومشتقاتها، حتى في المنتجات التي توصف بأنها “خالية من BPA”.
الأمر لا يقتصر فقط على الحرارة، بل إن بعض العادات اليومية البسيطة مثل تنظيف العبوات بفوط خشنة أو ليف قاسي تؤدي إلى خدش سطح العبوة، ما يضعف تركيبها ويسرّع من تحلل البلاستيك مع كل استخدام لاحق. كما أن تخزين أطعمة حمضية مثل الليمون أو الطماطم في هذه العبوات يُحفّز التفاعل الكيميائي بين مكونات الطعام وجدار العبوة، وهو ما يزيد من احتمالية انتقال مركبات ضارة إلى الغذاء.
مع مرور الوقت، وتكرار الاستخدام، قد تدخل جزيئات متناهية الصغر من البلاستيك مباشرة إلى الطعام، دون أن يلاحظها المستهلك. وهو ما يسلّط الضوء على أهمية فهم رموز العبوات البلاستيكية واختيار الأنواع الأكثر أمانًا، وتجنّب إعادة استخدام العبوات القديمة أو المعرضة للتلف.
وللوقاية من هذه المخاطر، يُنصح دائمًا بتسخين الطعام في أوانٍ زجاجية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ، والابتعاد عن أي عبوة بلاستيكية عند تعرّضها للحرارة، حتى لو كانت تحمل رمزًا يوحي بالأمان
شاهد أيضًا: هل مشروبات الطاقة ضارة بالصحة..استمع لرأي الخبراء
نصائح عند استخدام عبوات الطعام البلاستيكية
معرفة رموز العبوات البلاستيكية ليس مجرد معلومة إضافية، بل أداة حماية حقيقية لصحتك وصحة عائلتك. فالتعامل الخاطئ مع بعض أنواع البلاستيك قد يؤدي إلى تسرب مركبات كيميائية خطرة إلى الطعام، خاصة عند التسخين أو التخزين لفترات طويلة. إليك أهم الإرشادات التي ينصح بها خبراء الصحة والبيئة:
-
تحقّق دائمًا من رمز البلاستيك المطبوع على العبوة قبل استخدامها، فبعض الرموز تشير إلى مواد آمنة، بينما تحذر أخرى من وجود مخاطر صحية.
-
تجنّب تمامًا العبوات التي تحمل الرموز 3، 6، و7، خصوصًا عند تخزين الأطعمة الحمضية أو الساخنة، لأن هذه الأنواع ترتبط بإطلاق مركبات سامة مثل BPA وكلوريد الفينيل والستايرين.
-
استبدل أي عبوة بلاستيكية قديمة أو مخدوشة بعبوة جديدة تحمل رموزاً آمنة وخالية من مادة BPA، فالبلاستيك المتآكل يصبح أكثر عرضة لتسريب المواد الكيميائية إلى الطعام.
-
استخدم بدائل آمنة كلما أمكنك ذلك، مثل الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، فهي لا تتفاعل مع الطعام ولا تطلق أي مركبات ضارة، حتى عند التعرض للحرارة.
-
تجنب إعادة استخدام عبوات PET (رقم 1) التي تُستخدم عادة في زجاجات المياه والمشروبات الغازية، إذ إنها مخصصة للاستخدام لمرة واحدة فقط، وإعادة استخدامها قد يزيد من خطر التسرب الكيميائي.
خلاصة
رموز البلاستيك على عبوات الطعام ليست مجرد أرقام عشوائية، بل هي دليل مهم لمعرفة مدى أمان هذه العبوات وتأثيرها على صحتك. بالتالي، يعد الوعي بهذه الرموز والحرص على اختيار الأنواع الآمنة خطوة ضرورية للحفاظ على صحة الأسرة والوقاية من المخاطر الصحية المحتملة الناتجة عن تسرب المواد الكيميائية من البلاستيك إلى الطعام.