صرّح الإعلامي المصري إبراهيم الكرداني ليفاجئ جمهوره بإصابته بمرض الحزام الناري، قائلًا: “ألم فظيع، كأن سكاكين بتقطّع فيك”. هذا التصريح الصادق سلط الضوء على مرض صامت يعاني منه كثيرون دون أن يدركوا خطورته. فكيف يظهر يظهر مرض الحزام الناري؟ ولماذا يسبّب كل هذا الألم؟ وما الذي يجعل بعض الناس أكثر عرضة له؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو الحزام الناري؟
الحزام الناري هو حالة مرضية جلدية وعصبية، ناتجة عن إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي (Varicella-Zoster Virus – VZV)، وهو نفس الفيروس المسؤول عن الإصابة بالجدري المائي في مرحلة الطفولة. بعد الشفاء من الجدري المائي، لا يخرج الفيروس نهائيًا من الجسم، بل يظل كامنًا في الخلايا العصبية لسنوات طويلة دون التسبب في أي أعراض.
لكن في بعض الحالات، خاصة عندما يضعف الجهاز المناعي بسبب التقدم في العمر أو الأمراض المزمنة أو الضغوط النفسية الشديدة، يستيقظ هذا الفيروس من سباته ليهاجم الأعصاب والجلد، مسببًا حالة مؤلمة تعرف باسم الحزام الناري.
يتميز هذا المرض بظهور طفح جلدي مؤلم على هيئة شريط أو “حزام” في جانب واحد من الجسم، غالبًا على الصدر أو البطن أو الوجه، ويكون مصحوبًا بألم عصبي حاد قد يسبق ظهور الطفح بعدة أيام. ويمكن أن يؤثر المرض أيضًا على نوعية الحياة بشكل كبير بسبب شدّة الألم الذي قد يستمر حتى بعد اختفاء الأعراض الجلدية.
أعراض الحزام الناري
غالبًا ما تظهر الأعراض في جهة واحدة من الجسم وتتطور تدريجيًا:
-
ألم حارق أو وخز أو حساسية في الجلد.
-
طفح جلدي أحمر مرفق ببثور مملوءة بسائل.
-
حكة شديدة في منطقة الطفح.
-
حمى وصداع.
-
قشعريرة وضعف عام.
-
آلام في المعدة أو غثيان.
شاهد أيضًا: دواء بريجابالين: ما دواعي استعماله وأضراره؟
مضاعفات الحزام الناري
رغم أن معظم الحالات تُشفى خلال أسابيع، إلا أن هذا المرض قد يترك خلفه مضاعفات مؤلمة، أبرزها:
- الألم العصبي التالي للهربس (بالإنجليزية: Postherpetic Neuralgia – PHN): يُعد أخطر المضاعفات، إذ يستمر الألم لأشهر أو حتى سنوات بعد اختفاء الطفح. يحدث هذا بسبب تلف الأعصاب، ويصيب كبار السن بنسبة أكبر.
- مشاكل في الرؤية أو السمع: إذا ظهر الطفح حول العين أو الأذن، قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر أو طنين الأذن والدوخة.
- التهابات جلدية بكتيرية:قد تصاب البثور بالتهاب ثانوي، ما يستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا.
الفئات الأكثر عرضة للحزام الناري
تأتي التحذيرات من أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، خاصةً عند ضعف الجهاز المناعي أو غياب المناعة ضد فيروس الجدري المائي، وتشمل هذه الفئات:
-
من هم فوق سن الخمسين.
-
مرضى السرطان أو الإيدز.
-
الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
-
النساء الحوامل غير المحصنات ضد الجدري المائي.
-
الأطفال الخدج أو منخفضو الوزن.
هل الحزام الناري معدٍ؟
نعم، ولكن بشكل غير مباشر، حيث إن الفيروس المسبب له يمكن أن ينتقل من شخص مصاب إلى شخص لم يصب سابقًا بالجدري المائي أو لم يحصل على لقاحه، مما يؤدي إلى إصابته بالجدري المائي وليس الحزام الناري، وتشمل طرق انتقال العدوى ما يلي:
-
لمس البثور مباشرة.
-
استنشاق الرذاذ المتطاير من البثور.
شاهد أيضًا: ألم الإبط: متى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟
الوقاية
الوقاية ممكنة وفعالة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة، ويُنصح باتباع الإجراءات التالية لحماية الجسم من تنشيط الفيروس:
-
تلقي اللقاحات اللازمة: يُوصى بأخذ لقاح شينغريكس (بالإنجليزية: Shingrix) لمن تجاوزوا الخمسين عامًا، ويقلل خطر الإصابة بالحزام الناري بنسبة تصل إلى 97%، كما يخفف من شدة الأعراض في حال حدوث العدوى.
- الحفاظ على قوة الجهاز المناعي، عبر التغذية المتوازنة والنوم الكافي.
- تجنب التوتر والإجهاد المزمن، الذي يضعف المناعة.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين، خاصةً في حالات ضعف المناعة أو الحمل.
طرق العلاج
كلما بدأ العلاج مبكرًا (خلال 72 ساعة من ظهور الأعراض)، كانت النتائج أفضل:
-
مضادات الفيروسات: مثل أسيكلوفير أو فامسيكلوفير.
-
مسكنات الألم: من الباراسيتامول إلى أدوية الأعصاب مثل غابابنتين.
-
كمادات باردة ولوشن كالامين لتقليل الحكة.
-
حمامات دافئة بالشوفان لتهدئة الجلد.
-
عزل المصاب حتى يجف الطفح تمامًا.
كيف يحمي المريض من حوله؟
-
تغطية الطفح الجلدي بالكامل.
-
تجنب لمس البثور أو خدشها.
-
غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون.
-
الابتعاد عن الأطفال والحوامل ومرضى نقص المناعة حتى زوال العدوى.
خلاصة
مرض الحزام الناري ليس حالة جلدية عابرة، بل صدمة عصبية مؤلمة تستيقظ من سباتها متى ضعف الجسد. إبراهيم الكرداني لم يكن سوى أحد الأصوات التي كشفت هذه المعاناة الصامتة. لكن الوقاية والعلاج السريع يمكن أن يخففا الكثير من هذا الألم. احمِ نفسك ومن تحب، ولا تتجاهل إشارات جسدك أبدًا.