كوكتيل الكورتيزول ترند على التيك توك فهل يخلّصك من التوتر فعلًا؟

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة ويزداد فيه الضغط النفسي، يبحث كثيرون عن وسائل طبيعية للتخفيف من التوتر واستعادة التوازن. وقد ظهر مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي مشروب جديد يُعرف باسم كوكتيل الكورتيزول، الذي يُقال إنه يساعد على خفض الإجهاد وتحسين جودة النوم. لكن، ما حقيقة هذا المشروب؟ وهل هو فعلاً حل سحري أم مجرد صيحة عابرة؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو كوكتيل الكورتيزول؟

كوكتيل الكورتيزول هو مشروب غير كحولي اكتسب شهرة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، لما يُعرف عنه من دور في دعم الجسم ضد آثار التوتر اليومي. يتكوّن عادة من ماء جوز الهند، عصير نصف ليمونة، ربع كوب من عصير البرتقال، كمية صغيرة من ملح البحر، مع إضافة المغنيسيوم أحيانًا، ويُكمل بالماء الفوار لتعزيز الترطيب.

أما الكورتيزول، فهو هرمون يُفرزه الجسم استجابةً للتوتر والضغط النفسي والجسدي. يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مستوى السكر في الدم، الاستجابة للالتهابات، وضبط ضغط الدم والطاقة. عند تعرض الجسم للإجهاد المزمن أو التوتر المتكرر، ترتفع مستويات الكورتيزول بشكل مستمر، مما قد يؤدي إلى شعور بالإرهاق، صعوبة في النوم، زيادة الوزن، وتراجع في مناعة الجسم.

يهدف كوكتيل الكورتيزول بهذا المزيج الطبيعي إلى تعويض المعادن المفقودة، دعم استرخاء الجسم، وتحسين التوازن العام، خاصة في الأوقات التي يكون فيها الجسم أكثر عرضة للتوتر، مع العلم أنه لا يقلل الكورتيزول مباشرة، لكنه يعزز قدرة الجسم على التعامل معه بشكل طبيعي.

شاهد أيضًا: عصير البطيخ..فوائده وطريقة تحضيره في البيت

فوائد المكونات الأساسية

عندما ننظر إلى مكونات كوكتيل الكورتيزول، ندرك أنه ليس مجرد مشروب عصري عابر، بل هو مزيج من عناصر طبيعية تحمل في طياتها فوائد حقيقية للجسم، خصوصًا في ظل الضغوط اليومية التي تستنزف الطاقة وتؤثر على توازن الهرمونات.

• ماء جوز الهند وملح البحر: يُعتبر ماء جوز الهند من أفضل المشروبات الطبيعية لتعويض السوائل، فهو غني بالإلكتروليتات مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، والصوديوم، التي يحتاجها الجسم للحفاظ على توازن الطاقة ووظائف العضلات. أما ملح البحر الطبيعي، فهو يساهم في إعادة توازن المعادن المفقودة بفعل التوتر أو التعرق، ما يعزز الترطيب العميق على مستوى الخلايا ويحافظ على استقرار ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية.

• عصير البرتقال والليمون: كلاهما مصدر ممتاز لفيتامين C، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد على دعم الغدة الكظرية المسؤولة عن إفراز هرمون الكورتيزول. كما أن فيتامين C يلعب دورًا مهمًا في تعزيز المناعة ومواجهة آثار الجذور الحرة الناتجة عن الإجهاد. إضافة إلى ذلك، يمنح عصير البرتقال والليمون جرعة من الانتعاش الطبيعي بفضل طعمهما الحمضي المنعش، مما يزيد من الشعور بالراحة النفسية.

• المغنيسيوم: يُعرف هذا المعدن بلقب “المعدن المهدّئ”، نظرًا لدوره في أكثر من 300 تفاعل بيوكيميائي داخل الجسم. يساعد المغنيسيوم على تنظيم الإشارات العصبية، استرخاء العضلات، ودعم إنتاج السيروتونين الذي يعد مقدمة طبيعية لهرمون النوم “الميلاتونين”. ولهذا السبب يُعتبر إدراجه في كوكتيل الكورتيزول خطوة مهمة لمن يعانون من الأرق أو فرط القلق.

في النهاية، يمكن القول إن هذه المكونات تجعل من كوكتيل الكورتيزول مشروبًا منعشًا ومغذيًا يدعم الجسم بشكل غير مباشر، لكنه ليس علاجًا طبيًا مباشرًا لارتفاع الكورتيزول، بل جزء من أسلوب حياة صحي متكامل.

شاهد أيضًا: سلاحك ضد حرارة الصيف … عصير الرمان المنعش

ماذا يقول العلم؟

يرى خبراء التغذية أن كوكتيل الكورتيزول لا يُخفض مستوى الهرمون بشكل مباشر، بل يساعد الجسم على استعادة توازنه عبر الترطيب وتجديد المعادن وتعزيز جودة النوم. بحسب أخصائيين في التغذية الرياضية، فإن الإجهاد المفرط واضطرابات النوم يرفعان مستويات الكورتيزول، وهو ما يؤدي إلى الأرق، القلق، وزيادة الوزن. لذا فإن دعم الجسم بمغذيات بسيطة من خلال هذا المشروب قد يساهم في تحسين الحالة العامة.

التحذيرات والمخاطر المحتملة

رغم انتشار كوكتيل الكورتيزول كصيحة إيجابية، إلا أن له بعض الملاحظات:

• الإفراط في العصائر قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم.

• الصوديوم الموجود في ملح البحر قد لا يناسب مرضى ضغط الدم أو أمراض الكلى.

• لا يُنصح بالاعتماد على المشروب كحل طبي أو بديل للعلاج.

بالتالي، يُفضل استشارة مختص قبل إدخاله بشكل منتظم إلى النظام الغذائي.

شاهد أيضًا: عصير الغريب فروت والأدوية: مزيج سام قد يُودي بحياتك

بدائل أخرى للتقليل من التوتر

بعيدًا عن كوكتيل الكورتيزول، تبقى الطرق التقليدية المدعومة علميًا أكثر فاعلية في السيطرة على التوتر، ومنها:

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

• النوم الكافي والمستقر.

• تناول أغذية غنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات والحبوب الكاملة.

• قضاء وقت في الطبيعة أو ممارسة التأمل وتقنيات التنفّس العميق.

الخلاصة

قد يكون كوكتيل الكورتيزول مشروبًا منعشًا يمنح الجسم دعمًا غذائيًا بسيطًا ويساعد على الاسترخاء، لكنه ليس عصًا سحرية لخفض هرمون التوتر. قوّته الحقيقية تكمن في كونه جزءًا من روتين صحي شامل يعتمد على التغذية المتوازنة، النوم الجيد، وممارسة الرياضة. لذلك، يمكن تجربته كوسيلة داعمة، مع الانتباه إلى أن الأساس في خفض التوتر هو نمط حياة صحي متكامل.