غالبًا ما يُشار إلى هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol Hormone) بلقب “هرمون التوتر” نظرًا لأنه يُفرز كاستجابة من الجسم للإجهاد أو التوتر الذي يتعرض له في المواقف المختلفة. ومع ذلك، فإن إفراز هذا الهرمون يحمل الكثير من التأثيرات على الجسم، فهو يمثل أكثر من مجرد استجابة جسدية للضغط النفسي، فما هي العلاقة بين الكورتيزول والسمنة؟ وهل إفرازه يسبب الإصابة بالاكتئاب؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو هرمون الكورتيزول؟
الكورتيزول هو هرمون ستيرويدي، يفرزه الجسم بشكل طبيعي من خلال الغدة الكظرية ليصل إلى الدورة الدموية، وهو يلعب دورًا حيويًا في استجابة الجسم للتوتر والإجهاد؛ مما يجعله يعرف أيضًا بـهرمون التوتر، أضف إلى ذلك أنه يساهم في عدة عمليات هامة في الجسم، مثل تنظيم ضغط الدم، واستقلاب الغلوكوز، وإفراز الأنسولين، والاستجابة الالتهابية، وغيرها من الوظائف الحيوية.
نسبة الكورتيزول الطبيعية
يمكن قياس نسبته في الجسم من خلال إجراء تحاليل الدم، لكن هناك عدة عوامل تؤثر في هذه النتائج، بما في ذلك العمر، والجنس، وتاريخ الصحة الشخصية، وطريقة إجراء الاختبار، بالإضافة إلى وقت إجرائه؛ وبالتالي قد تختلف النتائج والمعايير المعتبرة بكونها طبيعية بناءً على هذه العوامل.
يجب أن يتم الإشارة إلى أن مستويات هرمون الكورتيزول تكون أعلى في الصباح وتنخفض تدريجيًا حتى تكون في أدنى قيمها قرابة منتصف الليل، وعلى المستوى العام، يمكن اعتبار المستويات الطبيعية للهرمون على النحو التالي:
– بين 10 – 20 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة بين الساعة 6 – 8 صباحًا.
– بين 3 – 10 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة في حوالي الساعة 4 مساءً.
ملاحظة: قد يحدث اضطراب في مستويات هرمون التوتر نتيجة الاستخدام المستمر للستيرويدات، مثل أدوية الربو أو أمراض المناعة الذاتية أو الالتهابات.
نقص هرمون الكورتيزول أو الأزمة الكظرية الحادة
تُعرف حالة عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي الكورتيزول بداء أديسون أو الأزمة الكظرية الحادة، ينتج عن نقص هذا الهرمون في الجسم العديد من الأعراض، بما في ذلك:
- الإرهاق والتعب الشديد.
- انخفاض ضغط الدم.
- الضعف العام.
- الدوار المفاجئ.
- فقدان الوعي.
- القيء.
ارتفاع هرمون الكورتيزول
يمكن أن تؤدي بعض العوامل مثل الأورام إلى زيادة مستوى الهرمون في الجسم. وهذه الزيادة قد تتسبب في ظهور عدة أعراض، منها:
- زيادة الوزن، وتكون غالبًا حول منطقة الوسط وأعلى الظهر.
- اكتساب الوجه شكلًا دائريًا.
- ظهور الكدمات على الجلد بسهولة.
- تباطؤ عملية الشفاء.
- ضعف العضلات.
- ظهور حب الشباب.
- صعوبة التركيز.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ترقق الجلد.
- احمرار الوجه.
- إرهاق شديد.
- الصداع.
- التهيج.
شاهد أيضًا: هل تعاني من الاستيقاظ بمزاج سيء؟ اقرأ هذا المقال
هرمون الكورتيزول والسمنة
هناك علاقة بين هرمون الكورتيزول وزيادة الوزن، فعندما يكون مستوى الكورتيزول مرتفعًا بشكل مستمر؛ فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام بشكل مفرط، ويمكن ملاحظة هذا التأثير عند الشعور بالتوتر، حيث يصعب الالتزام بنظام غذائي صحي في تلك الأوقات، ومع ذلك فإن هذا لا يعني أن زيادة الكورتيزول دائمًا ما تكون مرتبطة بزيادة الوزن.
بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة بين هذا الهرمون وهرمون الأنسولين الذي يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، عندما يكون مستوى الكورتيزول مرتفعًا؛ يصبح الجسم أكثر مقاومة للأنسولين؛ مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم ،وقد يتسبب ذلك في زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
العلاقة بين معدل الكورتيزول وممارسة الرياضة
يتفاعل الجسم مع ممارسة الرياضة كتجربة إجهاد وتوتّر، وهذا يعني أنه كلما زادت مدة ممارسة الرياضة، زادت إفرازات الكورتيزول من قبل الجسم. ومع ذلك، فإن تحسّن اللياقة البدنية سيساعد الجسم على التعامل مع الإجهاد بشكل أفضل؛ مما يعني أنه سيتم إفراز كميات أقل من هرمون التوتر استجابةً للرياضة.
كما أن الوقت الذي يتم قضاؤه في التمرين وكثافة تلك التمارين هي من العوامل المؤثرة على كمية الهرمون التي يفرزها الجسم استجابةً للإجهاد البدني، ونلفت الانتباه أن زيادة حجم التمارين ليست دائمًا الأفضل، فالتمارين التي تستمر لأكثر من 60 دقيقة مع تمارين ذات كثافة منخفضة ستستنزف مخزون الجليكوجين وتحفز إفراز الكورتيزول، بالمقابل، تؤدي التمارين ذات الكثافة العالية والمدة القصيرة إلى زيادة أقل في مستويات الكورتيزول. ومع ذلك، فإن مستويات هذا الهرمون ترتفع عادةً عندما تكون فترات الراحة بين التمارين قصيرة والكثافة التمرينية عالية.
هل يسبب ارتفاع الكورتيزول الاكتئاب؟
عندما يزداد إفراز هرمون الكورتيزول لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور العديد من المشاكل النفسية مثل القلق، وتقلبات المزاج، والاكتئاب؛ لذلك من الضروري بشكل كبير العمل على تقليل مستويات الكورتيزول، ويمكن تحقيق ذلك بواسطة طرق متنوعة مثل تغيير نمط الحياة الغذائي، وممارسة الرياضة الخفيفة، والمشاركة في أنشطة تساعد على الاسترخاء.
تأثير هرمون التوتر على الدورة الشهرية
تؤثر الحالة النفسية -ولاسيما التوتر- على الدورة الشهرية للنساء، ويعزى هذا التأثير بشكل أساسي إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، حيث يزيد التوتر من مستويات الكورتيزول في الدم، وهذا بدوره يؤثر على التوازن الطبيعي للهرمونات التناسلية في الجسم. ونتيجة لذلك؛ قد يحدث إباضة غير طبيعية أو انقطاع في الطمث، وقد يترتب على ذلك أيضًا بعض النتائج السلبية المؤثرة على الحمل مثل الولادة المبكرة.
مضادات هرمون الكورتيزول
في بعض الأحيان، يتم تسمية الأدوية التي تمنع إنتاج الكورتيزول أو تمنع ارتباطه بمستقبلاته بمصطلح “حاصرات الكورتيزول” أو “مضادات هرمون الكورتيزول”، وتستخدم هذه الأدوية عادة في علاج متلازمة كوشينغ. وعلى الرغم من أن بعض الشركات تروج لهذا النوع من العقاقير كمنتجات لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن، إلا أنه لا يزال لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الادعاءات حتى الآن؛ لذا، قد يكون من الأفضل أن تتعرف على وظيفة هذا الهرمون وآلية عمله وتأثيره على الجسم قبل أن تحاول استخدام هذه العقاقير لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن، كما يفضل عدم استخدام هذه الأدوية بدون إشراف طبي.
شاهد أيضًا: التخلص من القلق من خلال 5 منتجات تضعينها في حقيبتك
معالجة الاضطراب في معدل هرمون التوتر
قد يؤدي الخلل في هذا الهرمون إلى الإصابة ببعض الأمراض الصحية والنفسية؛ لذلك كان من الضروري أن تحرص على توازن مستوياته وجعلها دائمًا ضمن الحد الطبيعي، ولتحقيق ذلك يمكن القيام بالإشادات التالية:
- الذهاب للنوم والاستيقاظ يوميًا في الموعد ذاته وبدء النهار مع شروق الشمس.
- تجنب الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الطبيعية.
- ممارسة بعض الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء مثل التأمل.
- الحصول على مساج بشكل دوري (مرة كل شهر).
- استشارة الطبيب بشأن تناول مكملات الفيتامين B.
- تجنب تناول الكحول.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الإقلاع عن التدخين.
ملاحظة: في بعض الأحيان قد لا تجدي هذه الوسائل الطبيعية نفعًا ويكون من الضروري استخدام الأدوية، وهنا قد يصف الطبيب أدويةً (مضادة لهرمون الكورتيزول) بهدف خفض هرمون التوتر إن كان معدل الهرمون مرتفعًا عن الطبيعي، أو يصف الطبيب ما يرفع مستوى الكورتيزول في حالة استخدام الستيرويدات القشرية والتي تسبب انخفاض مستوياته.
شاهد أيضًا: أسباب العصبية في رمضان وكيفية التغلب عليها
يجب ألا ننسى أنّنا جميعًا نُعاني من ارتفاع هرمون الكورتيزول أو نقصه بين الحين والآخر، فهذه هي الطريقة التي يتعامل فيها الجسم مع هرمون التوتر وهو أمر لا يدعو للقلق، لكن في حال كانت هذه الاضطرابات مستمرة لفتراتٍ طويلة؛ هنا يجب المسارعة بزيارة الطبيب لإجراء الفحص والتحاليل اللازمة وتلقي العلاج المناسب للحالة.