تعد الأسنان من الأجزاء المهمة في جسم الإنسان نظرًا لوظيفتها المرتبطة ببقاء الإنسان على قيد الحياة، وكونها الوسيلة الرئيسية لتقطيع الطعام. يمكن أن تصاب الأسنان بالعديد من الحالات المرضية بما فيها التسوس، فما هو تسوس الأسنان؟ وما هي أسباب حدوثه على الرغم من تنظيف الأسنان؟ وما هي أعراض تسوس الأسنان ومضاعفاته؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو تسوس الأسنان؟
تسوس الأسنان (بالإنجليزية: Cavities) يعرف أيضًا بتجاويف الأسنان التي تتمثل في ظهور ثقب في السن نتيجة إصابته بالتسوس.
يتشكل تسوس الأسنان عندما تتآكل الطبقة الخارجية الصلبة للسن -أو ما يعرف بالمينا- بسبب الأحماض في فم الإنسان، وهي من الحالات المرضية شائعة الحدوث لدى جميع الفئات العمرية وخصوصًا الأطفال، حيث يشار إلى أنّ 80% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية سيعانون من ظهور تجويف واحد على الأقل بمجرد دخولهم في عمر الثلاثينيات.
كما ينبغي الإشارة إلى أنّ تنظيف الأسنان يقلل من خطر الإصابة بالتسوس مع احتمالية حدوثه عند الشخص على الرغم من تنظيفه لأسنانه.
العوامل المسببة لتسوس الأسنان رغم تنظيفها
على الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يعتنون بصحة الأسنان من خلال تنظيفها بالفرشاة، والخيط لكن ينتهي الأمر إلى إصابتهم بالتسوس، عادة ما يحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن التالي:
جفاف الفم ودور البكتيريا في تسوس الأسنان
قد يؤدي تراكم البكتيريا الضارة في الفم، خاصة الناتجة عن تناول أطعمة غنية بالسكريات أو الأحماض، إلى الشعور بطعم حامض في الفم. ويساعد اللعاب عادةً في تنظيف الفم من البلاك والحد من تكوّن التسوس، لكن في حالة جفاف الفم يقل إفراز اللعاب؛ مما يزيد خطر الإصابة بتسوس الأسنان.
كما يؤثر استخدام بعض أنواع الأدوية على كمية اللعاب في الفم؛ مما يؤدي إلى جفاف الفم وإصابة الأسنان بالتسوس، عدا عن إمكانية حدوث جفاف الفم نتيجة بعض الحالات المرضية، ومن المهم الإشارة إلى أنّ تجاهل الحالة المرضية يؤثر على صحة الفم بشكل كبير خلال فترة قصيرة.
نوعية معجون الأسنان
قد يكون تسوس الأسنان ناتجًا عن معجون الأسنان، حيث يظهر ذلك جليًا عند ظهور مشكلة في الأسنان بعد تغيير المعجون بعدة أيام، إذ يمكن لمعاجين الأسنان غير الصحية أن تؤدي إلى حدوث تآكل في طبقة العاج، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي بعض معاجين الأسنان إلى تلف سطح الأسنان، ذلك بغض النظر كان معجون الأسنان عاديًا أو مبيضًا.
شاهد أيضًا: ما هي فوائد السواك لصحة الفم والأسنان؟ وما هي أضراره؟
تعفن الأضراس والضواحك
تعد الأضراس والضواحك أكثر عرضة للإصابة بالتعفن، حيث تكمن أهمية الأسنان الخلفية في دورها في تكسير الطعام قبل بلعه، كما أنّها تحتوي على العديد من الشقوق والحفر التي يمكن أن تتمركز فيها جزيئات الطعام.
علاوة على ذلك فإنّ تنظيف هذا الجزء من الأسنان يكون صعبًا؛ مما يجعل هذه الأوساخ تتحول إلى البلاك بشكل سريع؛ لذا فإنّ أطباء الأسنان غالبًا ما يوصون باختيار مواد مانعة للتسرب، أو حشو بلون الأسنان لتغطية هذه الحفر الموجودة في الجزء الخلفي من الأسنان.
الاهمال في استخدام مادة الفلورايد
على الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يلجأون إلى معاجين الأسنان التي تحتوي على مادة الفلوريد، ذلك لأنها تساهم في تنظيف الأسنان بشكل كبير، إلا أنّ البعض يستخدم معاجين وغسولات الأسنان التي لا تحتوي على هذه المادة، حيث يستخدم الناس معاجين الأسنان التي تحتوي على بدائل تفتقر إلى مادة الفلورايد الطبيعية، وهو يعد أمرًا خاطئًا كونه يؤثر على صحة الفم والأسنان بشكل سلبي.
تنظيف الأسنان بطريقة غير صحيحة
تعمل الأطراف الموجودة على شعيرات فرشاة الأسنان على إزالة البلاك والحطام المتراكم على السطح والحفر، ويحدث ذلك عندما تكون فرشاة الأسنان مائلة بزاوية نحو خط اللثة، كما يقوم الكثير من الأشخاص بالفعل بتنظيف أسنانهم لكن بطريقة خاطئة هذا ما يؤدي إلى إصابتها بالتسوس.
كما أنّ الضغط على فرشاة الأسنان بقوة لن يعطي نتائج أفضل؛ لذا ينبغي قضاء دقيقتين على الأقل في تنظيف الأسنان، كما ينبغي إعطاء الأهمية بشكل متساو للمناطق التي توجد على طول خط اللثة، وأسطح المضغ، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يفيد تمرير فرشاة الأسنان على جميع أسطح الأسنان في إزالة الأوساخ، أمّا الجسور السنية، والحشوات، فتحتاج إلى المزيد من العناية.
شاهد أيضًا: تبييض الاسنان في المنزل لم يعد صعبًا..
الإكثار من تناول الوجبات الخفيفة
يشير أخصائي التغذية إلى أنّ تناول الوجبات الخفيفة التي تكون غنية بالسكر عادةً يؤثر سلبًا على الأسنان، إذ إنه قد يؤدي إلى إصابة الأسنان بالتسوس، كما يمكن أن يؤدي تناول الأغذية الحمضية حتى مع كميات قليلة من السكر على مدار اليوم إلى تشكل طبقة من البكتيريا التي يؤدي وجودها إلى تشكل البلاك في الفم.
بالإضافة إلى ذلك يؤدي تناول بعض أنواع الأغذية كالفواكه المجففة، والكعك، والحبوب الجافة إلى نمو البكتيريا في الفم، ذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر، كما يدخل العسل ومنتجات الألبان في قائمة الأغذية التي تلتصق على الأسنان.
الارتداد المعدي المريئي
يعاني المصابون بالارتداد المعدي المريئي من عودة حمض المعدة إلى الفم، هذا يؤدي إلى تآكل في مينا الأسنان وتغير لونها، حيث تفقد الأسنان غلافها الواقي، وتصبح حسّاسة للأغذية الحلوة والباردة والساخنة، كما أنّ الحفاظ على نظافة الأسنان في هذه الحالة لا يجدي نفعًا، إذ لا بد من علاج العامل المسبب.
أعراض تسوس الأسنان
تختلف أعراض تسوس الأسنان من شخص لآخر، ذلك اعتمادًا على شدة التسوس وموضعه، إذ يمكن ألا تظهر أية أعراض في بداية مرحلة تسوس الأسنان، حيث لا يعاني المصاب بهذه الحالة من أية أعراض بشكل نهائي، لكن تتضمن الأعراض عندما تظهر ما يلي:
- حساسية الأسنان.
- الشعور بألم عند قضم الطعام.
- ظهور حفر أو فجوات واضحة في الأسنان.
- ألم في الأسنان، حيث يمكن أن يكون هذه الألم مفاجئ، أو يحدث دون سبب واضح.
- ظهور بقع بنية أو سوداء أو ذات لون أبيض على أي سطح من أسطح الأسنان.
- الألم الخفيف أو الحاد الذي يحدث عند الأكل، أو شرب شيء حلو أو بارد أو ساخن.
شاهد أيضًا: تعرف على مسكن ألم الأسنان بأنواعه المختلفة
مضاعفات تسوس الأسنان
نشير دائمًا في الكثير من المقالات بأنّ شيوع الحالة المرضية لا يقلل من خطورتها، هذا ما يحدث لدى الكثير من الأشخاص عند إصابتهم بتسوس الأسنان، إذ يهملون هذه الحالة كونها قد تكون بسيطة، لكنها من ناحية طبية قد تؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة والدائمة، حتى بالنسبة للأطفال المصابين بالتسوس، على أية حال تتضمن تلك المضاعفات الآتي:
- تلف الأسنان أو كسرها.
- خراج الأسنان.
- مشاكل في المضغ.
- وجود تورم أو تقيحات حول السن المصابة.
- تغيير مواقع الأسنان بعد فقدان الأسنان.
مع اشتداد تسوس الأسنان قد تتضمن المضاعفات ما يلي:
- ألم حاد يحول دون ممارسة الأنشطة الحياتية بشكل طبيعي.
- فقدان في الوزن.
- حدوث مشاكل في التغذية نتيجة الألم عند الأكل، أو صعوبة البلع المصاحب للتسوس.
- فقدان الأسنان الذي يؤثر على المظهر العام للشخص.
- في بعض الحالات النادرة قد يؤدي تسوس الأسنان إلى ظهور خراج، على شكل كيس مملوء بالصديد والقيح الناتج عن عدوى بكتيرية؛ مما قد يؤدي إلى حدوث عدوى أكثر خطورة قد تكون مهددة للحياة.
شاهد أيضًا: كل ماتريد معرفته عن سحب العصب
تسوس الأسنان وعلاجه
قبل البدء بالعلاج يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات التشخيصية التي تكشف عن العامل المسبب لتسوس الأسنان، بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية:
- تيجان الأسنان: التي يلجأ إليها الطبيب عندما تكون حالة التسوس شديدة.
- علاجات الفلورايد: إذ تساعد علاجات الفلورايد في علاج حالات التسوس التي تم اكتشافها في أوقات مبكرة.
- الحشوات: أو ما يعرف بتركيبات ترميم الأسنان.
- خلع السن: ذلك عندما تصبح الأسنان منخورة بحيث لا يمكن استعادتها.
الوقاية من تسوس الأسنان
مع ذلك فإنّه يمكن لاتباع بعض التدابير الوقائية أن يفيد في الوقاية من الإصابة بتسوس السن، حيث تتضمن هذه التدابير ما يلي:
- الحفاظ على نظافة الأسنان من خلال غسلها بفرشاة الأسنان المخصصة، والخيط لتنظيف ما بين الأسنان.
- غسل الفم بشكل منتظم.
- تناول الأغذية التي تحافظ على صحة الأسنان.
- تجنب تناول الوجبات الخفيفة لمرات متكررة.
أطعمة تسبب التسوس
- السكريات والحلويات: مثل الكعك، والبسكويت، والشوكولاتة، والحلوى اللاصقة.
- المشروبات الغازية والعصائر المحلاة: التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والأحماض.
- الخبز الأبيض والمعجنات: لأن النشويات تتحول إلى سكريات تلتصق بالأسنان.
- الفواكه المجففة: مثل الزبيب والمشمش المجفف، لاحتوائها على سكريات مركزة وقوام لاصق.
- المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة: التي تحتوي على مزيج من السكر والأحماض.
- الصلصات الحلوة: مثل الكاتشب وصلصات الباربيكيو.
- الآيس كريم والمثلجات: بسبب محتواها العالي من السكر والدهون.
شاهد أيضًا: زراعة الأسنان الفورية في جدة: احصل على ابتسامة طبيعية في جلسة واحدة
يمكن القول إنّ تسوس الأسنان لا يحدث بشكل مفاجئ، بل هو نتيجة لتراكم عوامل متعددة مثل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، وإهمال تنظيف الفم، ونقص إفراز اللعاب، بينما يعتبر الحفاظ على نظافة الفم، والاعتدال في تناول الأطعمة المسببة للتسوس، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، هي خطوات أساسية لحماية الأسنان والوقاية من التسوس والحفاظ على ابتسامة صحية تدوم طويلًا.