كثير من الأشخاص في العالم يعانون من الإدمان على شيء أو سلوك أو مادة ما، وهم لا يمتلكون القدرة على التخلي عن هذا الشيء بسهولة، حيث يصبح روتينًا في حياتهم اليومية؛ مما يؤثر على سلوكهم وعلاقتهم الاجتماعية وكيفية تفاعلهم مع الآخرين. وهؤلاء يطلق عليهم أصحاب الشخصية الإدمانية، التي سنتعرف عليها في هذا المقال مع توضيح صفاتها وطرق علاجها.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
الشخصيّة الإدمانيّة
- تشير الشخصية الإدمانية إلى إدمان واعتماد الشخص على مادة أو سلوك بشكل كبير، دون امتلاكه القدرة على مقاومة هذا الشيء أو التخلي عنه.
- يكون الإدمان قائمًا على مواد تعتمد على إفراز الدوبامين، وهو هرمون يساهم بتحسين المزاج والشعور بالسعادة في الدماغ. يبدأ أصحاب هذه الشخصية بالميول والإدمان على أشياء عادية وبسيطة، مثل: مشاهدة التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وليس من الضروري أن تبدأ المشكلة لدى أصحاب الشخصية الإدمانية بالتعود على المخدرات أو الكحول دائمًا.
- يبدأ الشخص الذي يعاني من الإدمان بالاعتماد على شيء ما للتعامل مع التحديات أو المواقف العصيبة، لكن في نهاية المطاف قد يحتاج إلى استخدام هذه المادة أو القيام بالسلوك لتجاوز كل يوم.
- يواجه الشخص خلال الإدمان صعوبة التحكم برغبته في الحصول على نشاط ممتع، وفي كثير من الأحيان يتخلى المدمن عن شيء ما ليحل مكانه شيء آخر، مثل: القمار، أو الجنس، أو الطعام، أو الاستهلاك المفرط للكافيين، أو استخدام الإنترنت، أو تناول الشوكولاتة أو غيرها من الأطعمة الغنية بالسكر، أو مشاهدة التلفاز أو حتى الجري.
سمات الشخصية الإدمانية
يؤدي الإدمان على شيء أو سلوك ما إلى تغييرات في شخصية المدمن وامتلاكه صفات معينة تميزه عن غيره، ومن تلك الصفات:
- استمرار استخدام المواد المدمن عليها على الرغم من الآثار الصحية أو الاجتماعية السلبية.
- السلوك المتهور أو المحفوف بالمخاطرة.
- العزلة الاجتماعية أو عدم وجود صداقات قوية.
- تجنب الأسرة أو الأصدقاء.
- صعوبة في السيطرة على الانفعالات.
- عدم الأمانة والتلاعب بالآخرين.
- تجنب الأسرة أو الأصدقاء.
- عدم وجود أهداف شخصية.
- عدم تحمل المسؤولية.
- تدني احترام الذات.
- السلوك الأناني.
- تقلب المزاج.
العوامل التي تزيد من إقبال الشخص على الإدمان
حدد الخبراء عددًا من العوامل التي تزيد من خطر إدمان الشخص على شيء ما، وتمنعه من التخلي عن ذلك ومن أبرزها:
- تجارب الطفولة: يمكن أن تؤدي النشأة مع والدين مهملين أو غير مهتمين إلى زيادة خطر القيام بسلوك ما أو استخدام شيء ما والإدمان عليه.
- العوامل البيولوجية: إن الجينات مسؤولة عن حوالي 40 – 60 بالمائة من خطر إدمان الأشخاص، كما يمكن أن يلعب العمر دورًا في ذلك فالمراهقين أكثر عرضة لخطر تعاطي المخدرات والإدمان عليها من البالغين.
- العوامل البيئية: عند التعامل اللصيق مع أشخاص مدمنون على أشياء معينة سواء وسائل التواصل الاجتماعي أو المخدرات أو الكحول، فمن المرجح القيام بنفس أخطائهم، كما أن سهولة الوصول إلى هذه المواد في المدرسة أو الحي يزيد من خطر الإدمان.
- الصحة العقلية: يمكن أن تؤدي الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، مثل أعراض الاكتئاب أو القلق إلى زيادة خطر الإدمان.
شاهد أيضًا: جيل Z تحت المجهر: هشاشة نفسية في زمن السوشيال ميديا
تحليل الشخصية الادمانية
- إن الشخصية المدمنة هي مصطلح عام يعتمد على الاعتقاد بأن بعض الأشخاص لديهم مجموعة معينة من السمات الشخصية التي تجعلهم عرضة للإدمان والسلوكيات الإشكالية الأخرى، مثل: تعاطي المخدرات، أو المقامرة، أو إدمان الجنس، أو ادمان الانترنت، أو وسائل التواصل الاجتماعي أو إدمان تناول الطعام.
- الأشخاص الذين يعانون من إدمان ما يقضون وقتًا طويلًا في القيام بسلوك ما أو استخدام شيء ما ليس كهواية، لكن لأنهم يشعرون بضرورة ذلك نتيجة رغبة داخلية لا يمكن التخلص منها، وكل هذا يؤثر على نوعية حياة الشخص بطريقة ما؛ مما يجعله يعزل نفسه عن المواقف الاجتماعية لإخفاء إدمانه، حيث يعتقد أنه لا ينسجم مع المعايير المجتمعية.
- أصحاب الشخصية الإدمانية يشعرون بعدم الأمان في العلاقات الاجتماعية، حيث يجدون في كثير من الأحيان صعوبة في تقديم التزامات في العلاقات أو الثقة بأحبائهم بسبب الصعوبة التي يجدونها في تحقيق الأهداف طويلة المدى.
- الأشخاص ذوو الشخصية الإدمانية حساسون جدًا، ولديهم مشكلة في التعامل مع المواقف التي يعتبرونها محبطة، وبسبب معاناتهم من تدني احترام الذات وقلة تحمل الإجهاد؛ فذلك يسبب لهم تقلبات مزاجية متكررة؛ وبالتالي يصلون إلى نوع من الاكتئاب.
شاهد أيضًا: أضرار الشاشات على الأطفال
علاج الشخصية المدمنة
هناك عدة طرق للتخلص من الشخصية الإدمانية وتاثيرها السيء على الشخص المصاب والمحيطين به:
- زيارة الطبيب: إن التردد إلى الطبيب النفسي أو الاستشاري المختص وشرح الحالة وما تعانيه سيمنح الفرصة للحصول على العلاج المناسب، وحتى لو استمر العلاج لشهور أو سنوات؛ فمن الضروري أن يكون هناك التزام حتى تتحول الشخصية الإدمانية إلى شخصية عادية.
- ممارسة بعض الأنشطة: مثل التأمل، أو رياضة اليوغا، أو الاسترخاء في حمام ساخن، أو ممارسة الرياضة، أو النوم الجيد، كل ذلك سيفتح حياة جديدة بعيدًا عن الإدمان.
- التواصل مع الآخرين: من خلال الاهتمامات والأنشطة المشتركة التي يمكن الاستمتاع بها، للهروب من الأشياء التي يمكن الإدمان عليها.
- محاولة البحث عن الإثارة من خلال طرق صحية: مثل تجربة نشاط جديد أو السفر أو تحديد هدف ما والبدء بتحقيقه.
- تناول الطعام بشكل معتدل: فهي طريقة شائعة لتشعر بتحسن عندما تعاني من خيبة ما أو الشعو بالتوتر.
- الحصول على الدعم: ليس من العيب اللجوء إلى الأصدقاء أثناء البحث عن طريق للتخلص من الإدمان، فدعم الأشخاص المقربين سيساعد على تسريع العلاج.
ملاحظة: إذا كان في حياتك شخص ذو شخصية إدمانية فمن الضروري أن تقدم له الدعم اللازم، وذلك عبر إخبار هذا الشخص أنك تهتم به وترغب في تقديم أي مساعدة له، كما يمكنك أن تعرض عليه الذهاب معه لرؤية الطبيب كيلا يشعر بالوحدة.
شاهد أيضًا: خطوات التخلص من إدمان الجوال
تعرفنا على الشخصية الإدمانية وصفاتها وعلاجها بالإضافة إلى تحليل هذه الشخصية، فإذا كنت تعاني من هذه الشخصية فلا تشعر بالقلق البالغ، فمن خلال اتباعك طرق العلاج المذكورة في هذا المقال ستتمكن من العودة للحالة الطبيعية.