حمى النفاس هي حالة صحية خطيرة تحدث للنساء بعد الولادة، وهي تعتبر من الأمراض المشتركة التي تحتاج إلى رعاية طبية فورية في تلك الفترة، يطلق عليها أيضًا حمى الولادة وحمى ما بعد الولادة، وتحدث نتيجة للتغيرات الجسدية والهرمونية التي الناتجة عن الحمل والولادة، تعرف في هذا المقال على مفهوم هذه الحمى وأسباب الإصابة بها وأعراضها، إضافةً لطرق العلاج ووسائل الوقاية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي حمى النفاس؟
حمى النفاس (بالإنجليزية: Puerperal fever) هي حمى تصيب المرأة بعد الولادة وتستمر لأكثر من 24 ساعة خلال الأيام العشرة الأولى بعد إنجاب الطفل، وتنجم هذه الحمى عن عدوى بعد الولادة غالبًا ما تصيب موقع المشيمة داخل الرحم، وإذا كانت العدوى في مجرى الدم، فإنها تشكل إنتان النفاس أو الإنتان النفاسي.
أنواع حمى النفاس
وتشمل حمى النفاس عند النساء الأنواع التالية:
- التهاب بطانة الرحم.
- التهاب عضلة الرحم.
- التهاب الأنسجة الضامة المجاورة للرحم.
ما هي أسباب وعوامل الخطر للإصابة بحمى الولادة؟
عند الاستعداد للولادة، بل وأثناء فترة الحمل لابد من الانتباه لبعض الأمور التي تزيد من فرصة الإصابة بحمى النفاس ومنها نذكر التالي:
طريقة الولادة
الطريقة التي تلد بها المرأة لها دور رئيسيًا في زيادة أو تقليل نسبة الخطر في الإصابة بحمى ما بعد الولادة، وسنعرض فيما يلي نسبة خطر الإصابة بهذه الحالة المرضية حسب نوع الولادة:
- الولادة المهبلية أو الولادة الطبيعية: يكون خطر الإصابة بين 1-3% أثناء الولادة الطبيعية.
- الولادات القيصرية المجدولة التي تحدث قبل المخاض: يكون خطر الإصابة بحمى الولادة بين 5-15 %.
- الولادات الطارئة التي يتم إجراؤها بعد بدء المخاض: يكون خطر الإصابة بين 15-20 %.
العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بحمى النفاس بعد الولادة
- تعرض الكيس الأمينوسي للعدوى، وهو الكيس الذي يحوي الجنين وماء الرأس مغذيًا الجنين طيلة فترة الحمل.
- التهاب المهبل الجرثومي، وهو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- الفرق الزمني الكبير بين تمزق السائل الأمنيوسي والولادة.
- تلوث جرح العملية القيصرية.
- فحوصات الحوض المتعددة أثناء الحمل.
- بقاء أجزاء من المشيمة داخل الرحم.
- العمل لساعات طويلة.
- فقر الدم أو الأنيميا.
- الوزن الزائد أو البدانة.
- تمزق مبكر للكيس الأمنيوسي.
- نزيف حاد بعد الولادة.
- الحمل والولادة في سن مبكرة.
أعراض حمى الولادة
تشمل أعراض حمى النفاس التالي:
- حمى؛ أي ارتفاع الحرارة بعد الولادة إلى أكثر من 38 درجة مئوية.
- ألم في أسفل البطن أو الحوض ناتجًا عن تورم الرحم.
- انبعاث رائحة كريهة من المهبل بسبب وجود افرازات غير طبيعية.
- شحوب الجلد، والذي يمكن أن يكون علامة على فقدان كمية كبيرة من الدم.
- الشعور بقشعريرة.
- الشعور بعدم الراحة أو المرض.
- صداع الرأس.
- فقدان الشهية.
- تسارع ضربات القلب.
- التهاب في الثدي إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية.
- الشعور بألم في الرحم.
- عدم عودة الرحم إلى الحجم الطبيعي.
شاهد أيضًا: التخلص من رائحة المهبل الكريهة بطرق طبيعية وآمنة في المنزل
علاج التهاب النفاس
في حالة تشخيص الطبيب بأنها حمى الولادة، فيمكن تلقي علاج حمى النفاس من خلال تناول المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص لعلاج التهابات الرحم، ومن أبرزها:
- الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
- الجنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin).
مخاطر ومضاعفات
يمكن تجنب مخاطر حمى النفاس في حالة عدم إهمال العلاج، لكن يمكن أن تتطور هذه المخاطر والمضاعفات إذا لم يتم تشخيص العدوى وعلاجها بسرعة، وتشمل المضاعفات المحتملة ما يلي:
- الإصابة بالخراج والقيح.
- التهاب الصفاق، أو التهاب بطانة البطن.
- جلطات الدم في أوردة الحوض.
- الانسداد الرئوي، وهي حالة تسد فيها جلطة دموية شريانًا في الرئتين مسببة الشعور بنخزات في الصدر.
- الإنتان أو الصدمة الإنتانية، وهي حالة تدخل فيها البكتيريا إلى مجرى الدم وتسبب التهابًا خطيرًا.
الوقاية من حمى النفاس
قد يخطر ببالك السؤال التالي: هل من الممكن منع الإصابة بعدوى النفاس؟ في الواقع يمكن تقليل خطر الإصابة بحمى النفاس في حالة اتباع نصائح للأم بعد الولادة، ونذكر منها:
مناقشة خيارات الولادة مع الطبيب واتباع القواعد السليمة
يجب التعرف على كل أنواع الولادات بالتفصيل وسلبياتها وإيجابياتها، مع ضرورة استشارة الطبيب في نوع العملية المناسبة للحالة، ومن ثمّ يمكن اختيار نوع الولادة المناسب..
في حالة القرار بتجنب الولادة الطبيعية واختيار الولادة القيصرية، فإن القواعد التي يجب اتباعها يمكن تلخيصها فيما يلي:
- تناول المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب المعالج قبل العملية.
- إزالة شعر العانة بأدوات أخرى بديلة عن الشفرة.
- أخذ دوش مطهر ومعقم صباح يوم العملية.
- استخدام كحول الكلورهيكسيدين لتهيئة البشرة للولادة.
اختيار المستشفى المناسب
يجب أن تتصف مستشفى الولادة التي سيت اختيارها بالصفات التالية:
- مستوى مرتفع للنظافة واتباع قواعد السلامة العامة.
- التأكد من أن الأطباء يتبعون الإرشادات المناسبة عند الولادة (وهذه المهمة تقع على عاتق أسرة المرأة الحامل).
- التأكد من مهارة وخبرة الطبيب الذي سيقوم بالعملية.
الممارسات الصحية السليمة من قبل المختصين
على الأطباء المختصين بالتوليد اتباع النصائح التالية لحماية المرأة الحامل من الإصابة بحمى ما بعد الولادة:
- تعقيم جميع المعدات بشكل صحيح.
- ارتداء جميع الأيدي القفازات الطبية.
- يجب أن تحصل القابلات والمهنيون الآخرون على تدريب كامل على أخذ مسحة مهبلية عالية، والحفاظ على نظافة الفرج المثلى.
فحوصات ما بعد الولادة في الوقت المناسب
يجب أن تهتم المراة بعد الولادة بمواعيد المتابعة الطبية بدون إهمال، مع ضرورة اخبار الطبيب المتابع للحالة باي اعراض او تغيرات تزعج الأم الحديثة.
شاهد أيضًا: تسمم الحمل (Eclampsia).. أسبابه ومضاعفاته والوقاية منه
الحفاظ على صحة الأم أثناء الولادة وبعد الولادة هو امر في غاية الأهمية، فهو من جهة يحمي من الإصابة بحمى النفاس ومعاناتها، ومن جهة أخرى يضمن الكشف المبكر عن حمى الولادة في علاجها بأسرع وقت تحنبًا لمضاعفاتها السلبية التي قد لا تُحمد عقباها.