متلازمة راي: الخطر الخفي لاستخدام الأسبرين عند الأطفال

1

x77eq3
متلازمة راي: الخطر الخفي لاستخدام الأسبرين عند الأطفال

فهرس الصفحة

متلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome) هي اضطراب نادر وخطير يصيب الأطفال والمراهقين غالبًا بعد تعرضهم لعدوى فيروسية شائعة مثل الإنفلونزا أو الجدري المائي. تتمثل خطورتها في أنها تؤثر بشكل مباشر على الكبد والدماغ، مسببة تورمًا دماغيًا وفشلًا في وظائف الكبد قد يهددان الحياة. وعلى الرغم من ندرتها، إلا أن التعرف المبكر على أعراضها وطلب الرعاية الطبية الفورية يلعب دورًا أساسيًا في إنقاذ حياة المصاب. وقد ارتبطت هذه المتلازمة بشكل وثيق باستخدام الأسبرين أثناء الإصابة بالعدوى الفيروسية، مما دفع الأطباء إلى التحذير من إعطائه للأطفال والمراهقين في هذه الحالات.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

 أسباب متلازمة راي 

يعد الإصابة بهذه المتلازمة نادرًا جدًا عالميًا، ويبلغ عدد من أصيب به 20 شخصًا في العام الواحد وهذا منذ عام 1988؛ لذا فإن الأسباب الدقيقة وراء الإصابة غير معروفة تمامًا. تلعب عدة عوامل دورًا في إصابة الطفل أو المراهق، وعلى ما يبدو أن العامل الرئيسي في الإصابة بمتلازمة راي هو استخدام الأسبرين أو أحد المركبات التي تحويه، وذلك أثناء علاج حالة عدوى فيروسية (خاصة الإنفلونزا وجدري الماء) لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة.

المقصود باضطرابات الأكسدة الأحماض الدهنية أنها حالة وراثية استقلابية يعاني فيها الجسم من عدم القدرة على تكسير الأحماض الدهنية، نتيجة لفقدان أحد الإنزيمات الفعالة في هذا المجال، أو أن أنزيمًا أو أكثر لا يعمل بشكل صحيح.

حالات مرضية تشبه متلازمة راي

في بعض الحالات النادرة جدًا قد تظهر أعراض وعلامات متلازمة راي لأشخاص مصابين بحالة استقلابية نادرة جدًا وهي نقص نازعة هيدروجين الأسيل (COA) متوسطة السلسلة (MCAD)؛ مما يمنع استقلاب الطاقة في الجسم، لكن هؤلاء غير مصابين بمتلازمة راي.

قد يؤدي التعرض لبعض المواد السامة كالمبيدات الحشرية، ومجففات الدهانات، بالإضافة إلى المبيدات العشبية إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض متلازمة راي، لكن هذه السموم لا تسبب متلازمة راي.

شاهد أيضًا: أضرار رائحة الطلاء التي لا يجب تجاهلها: من الصداع إلى مشاكل التنفس

العامل الرئيسي في الإصابة بمتلازمة راي هو استخدام الأسبرين

أعراض المتلازمة

تختلف أعراض متلازمة راي حسب مدة الإصابة وتطور المرض، وحسب عمر المصاب، وعادة ما تبدأ بالظهور بعد التعرض لعدوى فيروسية وعلاجها بعقار الأسبرين، تبدأ الأعراض عادة بعد 3-4 أيام من الإصابة الفيروسية للأطفال وتظهر الأعراض عليهم كالتالي:

الأطفال أقل من عامين

  1. الإصابة بالإسهال.
  2. التنفس السريع.

الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين

  1. القيء المتقطع أو المستمر.
  2. النعاس أو الخمول الشديد.

الأعراض الأكثر حدة وخطورة

  1. سلوك عصبي وتصرفات عدوانية أو غير واعية.
  2. ارتباك في التصرفات قد تصل إلى بعض أشكال الهلوسة.
  3. ضعف في حركة الأطراف تصل إلى حد الشلل.
  4. نوبات من الألم أو مرض الصرع.
  5. انخفاض في مستويات الوعي.

ملاحظة: هذا ويمكن في بعض الحالات الخلط بين أعراض متلازمة راي وبعض حالات الالتهابات، مثل: مرض السحايا (تورم أغشية الدماغ والحبل الشوكي) أو التسمم؛ لهذا يحتاج الأمر إلى عدة اختبارات شاملة للكشف عن الإصابة بالمتلازمة على وجه التحديد.

شاهد أيضًا: متلازمة توريت..تشنجات حركية وصوتية لا إرادية

أعراض متلازمة راي

طرق تشخيص المتلازمة

بما أن متلازمة راي هي حالة نادرة جدًا، يجب على الطبيب بداية استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب أعراضًا مماثلة، مثل: التهاب السحايا، والتهاب الدماغ؛ فيجب إجراء اختبارات الدم والبول لاستبعاد حالات التسمم، أو تراكم البكتيريا في الدم، وكذلك ضرورة إجراء اختبارات لوظائف الكبد، وتشمل الاختبارات الموصى بها لتشخيص متلازمة راي:

  1. الفحص بالأشعة المقطعية: وهو التصوير الطبقي المحوري للتأكد من تورم الدماغ.
  2. المبزل القَطني: لاستخراج عينة من سائل العمود الفقري للتحقق من الإصابة بالفيروسات.
  3. خزعة الكبد: حيث تؤخذ عينة من خلايا أنسجة الكبد للبحث عن تغيرات الخلايا المميِزة للإصابة بالمتلازمة.

خزعة من الكبد لتشخيص متلازمة راي

علاج متلازمة راي

في حال تم تشخيص إصابة الشخص أو الطفل فإن ذلك يستوجب دخولًا مباشرًا إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة، وحيث لا يقتصر علاج المتلازمة على علاج واحد؛ فإن الأطباء يلجئون إلى عدة إجراءات من شأنها منع الأعراض الأكثر خطورة والسيطرة على ورم الدماغ حتى يزول الخطر على الحياة، وتشمل هذه الإجراءات:

  1. دعم وظائف الجسم الحيوية، مثل التنفس والدورة الدموية وذلك عن طريق وصل جهاز التنفس الاصطناعي في حال الحاجة له، وإعطاء الشوارد والسوائل وريديًا لتصحيح مستوى المعادن والعناصر الغذائية.
  2. تناول مدرات البول لتخليص الجسم من السوائل الزائدة والتخفيف من الورم الدماغي.
  3. أدوية تنظيم الأمونيا لخفض مستواها في الجسم فهي مادة سامة.
  4. إعطاء مضادات الاختلاج والتي يتم بواسطتها السيطرة على النوبات الناتجة عن الورم الدماغي.
  5. مراقبة ضغط الدم والأنسجة وضربات القلب ودرجة الحرارة والسيطرة عليها ضمن الحدود الطبيعية.
  6. إعطاء أدوية منع النزف.
  7. في حال وجود نزيف في الكبد يعطى فيتامين K والصفائح الدموية.

المضاعفات والآثار الجانبية

نظرًا لسرعة تشخيص هذا المرض النادر في الوقت الحالي؛ فقد انخفض معدل الوفيات إلى أقل من 20% بعد أن كان يفوق 50% في الثمانينات من القرن الماضي، وتتفاوت درجة الشفاء حسب سرعة الاستجابة الطبية، حيث سيتعافى البعض تمامًا، بينما يمكن أن يشفى البعض مع مضاعفات متلازمة راي طويلة الأمد، مثل:

  1. قلة الانتباه وتأثر الذاكرة.
  2. تأثر حاسة السمع أو البصر بشكل نسبي.
  3. صعوبات في النطق وتعلم اللغة لدى الأطفال.
  4. بعض المشاكل الحركية.

ملاحظة: في الحالات المتقدمة جدًا قد يعيش المصاب بمتلازمة راي مع تلف دائم في الدماغ قد ينتج عنه العديد من الإعاقات والصعوبات.

شاهد أيضًا: اضطراب عسر القراءة أو ديسلكسيا

الوقاية من الإصابة  

بما أن معظم الدراسات أثبتت علاقة تناول الأسبرين بمتلازمة راي فيجب للوقاية منها:

  1. توخي الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال دون ال16 سنة إلا إذا كانت الفوائد المرجوة منه أكبر بكثير من مخاطره.
  2. عدم إعطاء الأسبرين نهائيًا في حالات إصابة الأطفال والمراهقين المصابين بأمراض فيروسية، مثل الإنفلونزا وجدري الماء، وخاصة من أثبتت لديهم حالات اضطراب أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة.
  3. القيام بالكشف المبكر عند الأطفال عن الإصابة باضطرابات أكسدة الحموض الدهنية الكامنة؛ لتحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة.
  4. التحقق دائماً من النشرات المرافقة لأدوية الأطفال للتأكد من خلوها من مركبات الأسبرين مثل: حمض أسيتيل الساليسيليك، أو أستيتيل ساليسيلات، أو حمض الصفصاف، أو الساليسيلات.
  5. استخدام خافضات الحرارة البديلة والتي لا تحتوي على الأسبرين كبديل. إذا كان طفلك مصابًا بأمراض مزمنة بحاجة إلى علاج بالأسبرين، فتأكد من لقاحاته الحديثة من لقاح الجدري ولقاحات الأنفلونزا، حيث إن تلك اللقاحات تكون لأمراض منشأها فيروسيًا.

شاهد أيضًا: تأخير تطعيم الأطفال: تعرف على العواقب الصحية الخطيرة

ضرورة تلقي الأطفال للقاحات

متلازمة راي مرض نادر جدًا، لكن هذا لا يعني عدم توخي الحذر، يجب التأكد من أدوية الأطفال ومن حالات اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية، كما يجب التدقيق في علاج الإصابة بالعدوى الفروسية لدوام المحافظة على صحة الأطفال.

الأسئلة الشائعة عن متلازمة راي

  • أعراض متلازمة راي: ينخفض سكر الدم لدى الطفل بينما ترتفع مستويات الأمونيا والحموضة في الدم. وقد تتورم الكبد أيضًا، وتتراكم الدهون. وربما يصاب الدماغ بالتورُّم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات صرع أو تشنجات أو فقدان الوعي

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة