يعتبر العنف ضد الأطفال من أكبر المشاكل التي تؤثر على الأسرة والمجتمعات، ولا يوجد ما يبرر العنف ضد أي طفل، فكل أشكال العنف يجب منعها ولا سيما العنف ضد الأطفال.
يمارس العنف ضد الطفل في جميع البلدان والمجتمعات، وفي كثير من الأحيان يتم من قبل أفراد الأسرة ذاتها، تشرح المقالة المزيد عن مشكلة العنف ضد الأطفال والطرق الفعالة لإنهائها، وكيفية تعليم الطفل الدفاع عن نفسه ضعط العنف بأشكاله.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
أنواع العنف التي يتعرض لها الأطفال
للعنف ضد الأطفال وجوه وأشكال عديدة كالاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإهمال أو المعاملة السيئة والحياة غير المستقرة، والاعتداء العاطفي، والتنمر وغيرها الكثير.
يشمل العنف ضد الأطفال جميع أشكال العنف ضد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بغض النظر عمن ارتكبها أكانوا الآباء أو مقدمي الرعاية أو الأقران أو الغرباء، سواء كان ذلك العنف جسدي، أو عاطفي، أو نتيجة الإهمال، وحتى الاعتداء الجنسي أيضًا.
يؤثر التعرض للعنف في مرحلة الطفولة على الصحة والرفاهية مدى الحياة، وتستمر آثاره السلبية لبقية الحياة، لذلك من الضروري تعليم الطفل الدفاع عن نفسه ضد جميع أنواع العنف. ويمكن أن يحدث العنف خلال مراحل نمو الطفل المختلفة، ومن أنواعه ما يلي:
- إساءة المعاملة: العنف الجسدي والجنسي والنفسي، وإهمال الرضع والأطفال والمراهقين من قبل الآباء ومقدمي الرعاية وغيرهم من الأشخاص المسؤولين عن الطفل في المنزل أو المدارس ودور الأيتام.
- التنمر: وهو سلوك عدواني غير مرغوب فيه من قبل طفل آخر أو مجموعة من الأطفال ليسوا أشقاء ولا تربطهم علاقة عاطفية بالضحية، وهو ينطوي على أذى جسدي أو نفسي أو اجتماعي متكرر، وغالبًا ما يحدث في المدارس وغيرها من الأماكن التي يتجمع فيها الأطفال، وعلى الإنترنت.
- الاعتداء الجسدي بأسلحة أو بدونها: يتركز العنف بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و29 عامًا، ويحدث غالبًا في البيئات الفقيرة بين المعارف والغرباء، ويشمل الاقتتال بأدوات مثل البنادق والسكاكين، وقد يشمل عنف العصابات.
- عنف الشريك أو العنف المنزلي: يشمل العنف الجسدي والجنسي والعاطفي من قبل الزوج وعادة يؤثر بشكل كبير على الإناث أكثر من الذكور وهو يحدث ضد الفتيات في حالات الزواج المبكر للطفلة أو القسري.
- العنف الجنسي: الاتصال الجنسي الذي تم إكماله أو محاولة القيام به، والأفعال ذات الطبيعة الجنسية التي لا تنطوي على اتصال مثل استراق النظر أو التحرش الجنسي، وكذلك أفعال الاتجار الجنسي المرتكبة ضد شخص غير قادر على الموافقة أو الرفض، والاستغلال عبر الإنترنت.
- العنف النفسي أو العاطفي: كتقييد تحرك الطفل، والسخرية منه، أو احتقاره، أو ترهيبه، أو تهديده ورفضه، إضافة إلى أشكال أخرى من المعاملة العدائية اللفظية غير الجسدية.
- العنف القائم على النوع الاجتماعي: وذلك عندما يتم توجيه العنف ضد الفتيات أو الأولاد بسبب جنسهم البيولوجي أو هويتهم الجنسية.
اقرأ أيضًا: تربية الطفل الصغير: طرق فعالة وممتعة
تعليم الطفل الدفاع عن نفسه
يشمل الدفاع عن النفس مجموعة واسعة من المهارات لمساعدة الأطفال على التعامل مع أي نوع من الاعتداء وتجنبه، ويبقى “الرد بالمثل ” كخيار أخير، وتتضمن معظم التكتيكات التي يستخدمها الأطفال للدفاع عن أنفسهم، تنمية الثقة وتعلم الاستماع إلى حدسهم.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها تعليم الطفل الدفاع عن نفسه من التنمر وأنواع العنف الأخرى، لا سيما عندما يكون خارج المنزل أو بعيدًا عن الأسرة:
- التدرب على الوقوف بثقة: الأطفال الذين يبدون واثقين هم أقل عرضة للاعتداء والتخويف من الأطفال الذين يظهرون قلة الثقة بأنفسهم، لذلك يجب تعليمهم الوضعية الصحيحة للوقوف، والمشي بثقة والتواصل بالعين مع من حولهم وبحزم.
- التحدث بثقة: تعليم الطفل مهارات اللغة الحازمة الواثقة والتحدث بصوت قوي، حيث يستهدف المتنمرون الأطفال الهادئين ممن يعتقد بأنهم لن يدافعوا عن أنفسهم، فإذا تحدث الطفل الضحية بثقة، سوف يتراجع المتنمر غالباً.
- الثقة بحدسهم: يشعر الأطفال بعدم الأمان وأن “شيء ما على وشك الحدوث” بالفطرة، لذلك علم طفلك أن يستمع إلى صوت قلبه، وإذا شعر بشيء ما أو كانت هناك مشكلة تقترب، فيجب عليه الابتعاد بسرعة دون انتظار.
- تجنب المشكلات: علم الطفل أن الابتعاد هو الخيار الأكثر شجاعة، وأن عليه ببساطة الابتعاد عن مواقف التنمر، رغم النظر إليه كسلوك ضعيف، إلا أنه أفضل طريقة لإنهاء أو تجنب أي موقف عدائي.
- الصراخ: درب الطفل على إصدار الضوضاء أو الصراخ لجذب الانتباه، وذلك في حال كان هناك شخص يهدده أو يؤذيه.
- الصحبة: شجع الطفل على البقاء مع أصدقائه، لتقليل فرصة استهدافه، ولان المعتدين يبحثون عن ضحية بمفردها غالبًا.
هناك بعض المواقف التي يكون فيها المتنمر عازمًا على القتال، إذا كان طفلك قد جرب جميع الأساليب المذكورة أعلاه وتحرك المتنمر لمهاجمته على أي حال، عندها قد يتضمن تعليم الطفل الدفاع عن نفسه دروس الدفاع عن النفس للأطفال، وهي ليست وسيلة لتعليم الطفل كيفية “القتال”، لكن يكون التركيز فيها عادة على تقنيات الحماية، كصد اللكمات وما إلى ذلك.
تعليم دفاع الطفل عن نفسه من التحرش
قد يتعرض الطفل لحالة من الاعتداء الجنسي مرة واحدة على الأقل خلال طفولته، وقد أثبتت التجارب أن أفضل طريقة لتعليم الطفل الدفاع عن نفسه من التحرش الجنسي هي تعليمه كيفية قول “لا”، والثقة في تعبيره عن الرفض، حيث يعتمد الجناة عادة على “السر”، ويقنعون الطفل بأنه المخطئ والمذنب فيما حدث.
بالإضافة لتعليم الأطفال قول “لا”، يجب أن يعرفوا متى عليهم الابتعاد بأنفسهم، وتشجيعهم على ضرورة إخبار شخص بالغ موثوق به عما يتعرضون له دون تردد وبسرعة، إذ أن التواصل السليم مع الكبار ضروري أثناء تعليم الطفل الدفاع عن نفسه.
تعليم دفاع الطفل عن نفسه من الخطف
يمكن منع الاختطاف عن طريق تعليم أطفالك كيف يكونون حذرين مع الغرباء، والتأكد من استعدادهم قبل الذهاب إلى أي مكان دون حماية الكبار، وإليكم أهم التوصيات التي تضمن تعليم الطفل الدفاع عن نفسه من الخطف:
- علم الأطفال كيفية طلب المساعدة إذا اعتقدوا أن شيئًا ما قد لا يكون آمنًا، كذلك عودهم على إخبارك حتى في حال انشغالك كأن يقولوا عبارة مثل: “أرى أنك مشغول، لكن هذا يتعلق بالسلامة، اسمع من فضلك”.
- استخدم كلمة “غريب” بهدوء ودقة حتى يتمكن الأطفال من فهم المعنى المقصود ومنعًا من حدوث القلق، فالغريب هو مجرد شخص لا تعرفه جيداً، أشرح له أن الشخص الغريب يمكن أن يكون رجلًا أو امرأة أو طفلاً من أي عمر، وأن معظم الناس طيبين وهذا يعني أن معظم الغرباء طيبين أيضًا، ولكن البعض منهم قد يسببون الإزعاج، فلا داعي للقلق لكن عليك الحذر.
- علم الأطفال الفرق بين “معًا” و “وحدك”، وكيف تختلف قواعد السلامة في كل حالة منهما.
- يجب أن يعرف الأطفال المعلومات الشخصية بدقة ويتضمن ذلك: اسم الأبوين بالكامل، ورقم الهاتف، والعنوان، وأسماء أفراد العائلة، واسم المدرسة وما إلى ذلك، وتنبيههم لعدم إعطاء هذه المعلومات لأي شخص غريب، ودربهم على الابتعاد بوعي وثقة دون التحدث مع شخص غريب، إذا بدأ بسؤاله عن معلوماته الشخصية.
- شجع الطفل على استخدام صوته وجسده للابتعاد عندما يتصرف شخص ما بطريقة مخيفة، ودربه على الصراخ وقول “لا… قف” بصوت عال وقوي، أو “أنا بحاجة إلى المساعدة” أثناء الركض إلى شخص موثوق يمكنه مساعدته.
- اشرح الأطفال كيفية استخدام طرق الدفاع الجسدي عن النفس في حالات الطوارئ.
اقرأ أيضًا: مراحل تعليم الطفل الكتابة، خطوات بسيطة وفعالة
ختامًا، يتعرض الأطفال لأشكال متعددة من العنف، منها الاعتداء الجسدي والجنسي، والإهمال، والعنف العاطفي، والتنمر، يشمل ذلك الإساءة من الآباء أو مقدمي الرعاية، والعنف بين الأقران.
تعد هذه التجارب مدمرة، حيث تؤثر على صحة الطفل ورفاهيته على المدى الطويل، ولتعليم الطفل الدفاع عن نفسه، يجب تعزيز الثقة والتواصل، وتعليمهم كيفية تجنب المشاكل.
تعليمهم قول “لا” وحثهم على إبلاغ بالغ موثوق بحالات الاعتداء ضروري، كما يجب أيضًا تعليم الأطفال استراتيجيات الحذر من الغرباء، مع امتلاكهم المعلومات الشخصية الضرورية لتأمين سلامتهم.