مرض بهجت أو متلازمة بهجت (بالإنجليزية: Behcet’s disease) هو متلازمة نادرة تم تشخيصها في الكثير من بلدان العالم، ورُصد أكبر انتشار له في تركيا واليابان، وقد سميّ بهذا الاسم نسبة إلى العالم التركي خولوصي بهجت الذي كان أول طبيب يشخص هذا المرض ويحدد أعراضه.
تكمن خطورة هذا المرض في إصابة ربع المصابين به تقريبًا بالعمى، ويحدث ذلك في أحد مراحل المرض نتيجة تراكم التقرحات والالتهابات في قزحية العين (الجزء الملون من العين).
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هي متلازمة بهجت؟
هو مرض نادر يتسبب في التهاب الأوعية الدموية والأنسجة في كل الجسم، وينتج عنه مجموعة من الأعراض التي قد لا تكون مترابطة في البداية كحدوث تقرحات في الفم وطفح جلدي، والتهاب وتقرحات في قزحية العين، بالإضافة إلى تقرحات الأعضاء التناسلية، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى تورم في المفاصل، تتداخل أعراض داء بهجت مع الكثير من الأمراض لذلك يصعب تشخيصه.
تشخيص المرض
يعتمد طبيبكِ على العلامات والأعراض في تشخيص متلازمة بهجت، فلا يوجد فحوصات محددة لتشخيص هذا المرض، حيث تعد تقرحات الفم المتكررة كإصابتكِ بها 3 مرات على الأقل خلال سنة واحدة أحد أهم العلامات لمتلازمة بهجت.
يتطلب تشخيص المرض ظهور علامتين إضافتين أيضًا إلى قرح الفم، والتي تتمثل بظهور قرح تناسلية متكررة، وقرح في الجلد، والتهاب العيون، وعندها يتم إجراء الفحوصات التالية:
- إجراء اختبارات الدم والتي يمكن من خلالها استبعاد الإصابة بمرض آخر ذو أعراض مشابهة لبهجت ويمكن تشخيصه بفحوصات الدم.
- اختبار رد فعل الجسم والذي يُعرف باسم اختبار الأرجية المتعددة، بحيث يدخل الطبيب في الذراعك إبرة معقمة ويزيلها، ويعود ليفحص المنطقة التي تم غرز الإبرة بها بعد يومين ليفحص ظهور بقعة حمراء في منطقة إدخال الإبرة، وعندها تدل هذه البقعة على تفاعل جهاز المناعة بشكل مبالغ به مع الإصابات البسيطة والذي يشير إلى متلازمة بهجت.
أسباب الإصابة
لم يُعرف حتى الآن سبب للإصابة بهذا المرض، لكن الأطباء يعتقدون بأنه أحد اضطرابات المناعة الذاتية، إذ يحدث كنتيجة لمهاجمة الجهاز المناعي للأوعية الدموية والأنسجة في الجسم لوجود خلل وراثي تسببه جينات معينة، لكن يعتقد الأطباء أن هناك عوامل بيئية أو عدوى فيروسية أو بكتيرية تحفز متلازمة بهجت عند الأشخاص حاملي هذا الجين.
شاهد أيضًا: الذئبة الحمراء والزواج.. كيفية التغلب على تأثيراتها السلبية
علاج مرض بهجت بالعسل
استخدم العسل الأبيض لعلاج متلازمة بهجت وفق الطب النبوي، الذي ركز على فوائد العسل في أن شفاء لكل الأمراض، حيث جاء في القرآن الكريم في سورة النحل «وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
إن العسل له تأثير إيجابي على التئام الجروح والقروح التي يسببها مرض بهجت؛ وبالتالي يمكن استخدام العسل للتخفيف من أعراض الإصابة، حيث يمكن خلط العسل والماء والزيوت بمقادير متساوية ثم يقوم المعالج المختص بتجهيزها واستخدامه على الأماكن المصابة من الجسم.
شاهد أيضًا: احذر شراء العسل المغشوش! إليك طريقة اكتشافه بسهولة
علاج داء بهجت بالأدوية
- لا يمكن الشفاء من متلازمة بهجت كونه مرضًا مناعيًا ذاتيًا.
- توجد علاجات تعمل على تخفيف الأعراض والحد من خطر المضاعفات التي تنتج عنه كالعمى.
- يعتمد علاج كل حالة منه على الأعراض الناتجة وشدة المرض؛ لذلك قد تختلف العلاجات من شخص إلى آخر.
- يصف الطبيب في الحالات البسيطة الأدوية المسكنة للألم ومضادات الالتهابات.
- يشمل العلاج المراهم الموضعية من الكورتيزون لعلاج تقرحات الجلد والأعضاء التناسلية، أو غسول الكورتيزون للفم عند ظهور تقرحات الفم والذي سيخفف من الآلام ويساعد على التئام الجروح، ويكون ذلك في الحالات الشديدة مثل التقرحات أو الطفح إلخ من الأعراض المؤلمة والمزعجة.
- تستخدم قطرات الكورتيزون للعيون لعلاج الالتهاب والتورم فيها.
- تناول الكورتيزون عن طريق الفم للسيطرة على الالتهابات في جميع أجزاء الجسم في حالات أكثر حدة.
- توجد بعض الأدوية المضادة للالتهاب لعلاج مشكلة المفاصل وآلامها.
- قد يصف الطبيب أدوية لتثبيط المناعة لتقليل الأضرار بالأنسجة السليمة، إلا أنها تزيد من خطر التقاط العدوى الخارجية.
ملاحظة: لابد من الالتزام بالدواء ونصائح الطبيب لتجنب أي مضاعفات خطيرة، كما يجب أيضًا استشارة الطبيب في كل دواء أو غذاء قد يؤثر على الحالة المرضية.
الحمية الغذائية لمرضى بهجت
لا يوجد حمية خاصة لمرضى بهجت بل هناك توصيات حول النظام الغذائي للتأقلم مع هذا المرض والمساهمة في التخفيف من أعراضه، وكونه مرض التهابي مناعي ذاتي فيمكن ضمه إلى مجموعة أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمراء أو مرض الروماتويد وغيرها، والتي يتوفر لها العديد من النصائح الغذائية ضمن خطة تشمل تجنب مجموعة من الأطعمة التي تزيد من حدة الالتهاب والمرض:
- نؤكد على أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الخضراوات المتنوعة، والأسماك المفيدة، واللحوم وغيرها، فمن الضروري أن يحصل جسمكِ على الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية بشكل كافي.
- تجنب تناول منتجات الألبان والأغذية المحتوية على الجلوتين بالإضافة إلى السكر.
- الامتناع عن الأطعمة المعلبة والتي تحتوي على مواد حافظة وسكر مضاف.
- تجنب المشروبات الغازية والكافيين والزيوت النباتية كزيت عباد الشمس او البذرة.
- الابتعاد عن الأطعمة سريعة واللحوم المصنعة التحضير بشكل قطعي.
علاج مرض بهجت بالخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية هي خلايا موجودة في الجسم دون وظيفة محددة حاليًا، فهي قادرة على أن تتمايز وتصبح خلايا معينة حسب احتياج الجسم لها، بحيث تبقى مستعدة للتحول والتطور كي تخدم أجزاء معينة في الجسم عندما تحتاجها، وما يميزها هو قدرتها الهائلة على الانقسام وإنتاج عدد غير محدد منها،.
بالنسبة لمتلازمة بهجت فإن العلاج بالخلايا الجذعية يمكن أن يكون من خلال قدرته على علاج العيوب الوراثية واكتشاف كيفية حدوث الأمراض المرتبطة بها، وأسباب التحول في الخلايا والذي ينتج عنه المرض، كما أنها يمكن أن تستخدم كعلاج تجديدي بحيث يتم استبدال الخلايا المتضررة والتالفة بأخرى سليمة؛ مما يجعله علاجًا فعالًا لحالات التهاب المفاصل الروماتيدي والتي تصاحب المرض، وعلاج لمشاكل الدم.
والأهم هو اكتشاف علاج لمشكلة العمى باستخدام الخلايا الجذعية، حيث أُجريت التجارب على الحيوانات وكانت ناجحة بشأن إصلاح الجزء التالف والمسؤول عن اكتشاف الضوء في العين، وهي الخلايا المستقبلة للضوء في قرنية العين والتي تتفاعل مع الإشارات الضوئية وتحولها إلى كهربائية ومن ثم ترسلها للدماغ.
شاهد أيضًا: 10 أطعمة تعزز جهاز المناعة في الشتاء
متلازمة بهجت يمكن أن يصيب أي شخص منا في مرحلة عمرية مختلفة، لكنه أكثر شيوعًا بين الرجال عن النساء، كما أن عدد المصابين به منتشر في مناطق الشرق الأوسط وتركيا وآسيا عنه في باقي مناطق العالم، لكن ما يهمنا في حديثنا حول هذا المرض هو أن معظم المصابين يتعايشون معه بشكل طبيعي تقريبًا مع الالتزام بالأدوية التي تخفف وتحد من الأعراض المزعجة والآلام، واتباع تعليمات وتوصيات الطبيب حول الغذاء ونمط الحياة اليومية.