تعد الكلى من أهم أجزاء الجهاز البولي وأكثرها حساسية لما تقوم به من وظائف مهمة في الجسم، من الممكن أن تصاب الكلى بالعديد من الحالات المرضية التي تستدعي إجراء غسيل الكلى، فما هو المقصود بالغسيل الكلوي؟ وما هي أسبابه وأنواعه؟ وكيف يمكن التجهيز له؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو غسيل الكلى؟
تقع الكلى -وهي عضوان- على شكل حبة فول أسفل القفص الصدري مباشرة أي على كل جانب من جوانب العمود الفقري، إذ تكمن أهميتها في كونها تزيل الفضلات والسوائل من الجسم، وتعمل على موازنة ضغط الدم، بالإضافة إلى تنظيم مستويات المعادن في الجسم والأملاح بما فيها البوتاسيوم، والصوديوم.
أمّا غسيل الكلى (بالإنجليزية: Dialysis) هي العملية التي يتم إجراؤها للكلى عندما لا تتمكن من أداء وظيفتها بشكل طبيعي، فالغسيل الكلوي هو أحد الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب عند حدوث خلل في أداء وظيفة الكلى بشكل جيد (الفشل الكلوي)، كما أنه يهدف إلى سحب الدم من الجسم وفلترته من السموم والشوائب، ويجب أن ننوه أنه توجد عدة أنواع من غسيل الكلى.
أسباب غسيل الكلى
أثناء غسيل الكلى أو ما يعرف بغسيل الدم أو الديال الدموي تتم تنقية الدم من المخلفات، والأملاح، والسوائل، ويحدث ذلك عندما تصبح الكلية عاجزة أن تقوم بهذه الوظيفة، كما يعد غسيل الكلى من أهم الطرق العلاجية للفشل الكلوي، حيث يساعد الطبيب المصاب على تحديد الوقت المناسب لإجراء الغسيل للكلى بالاعتماد على العديد من العوامل التي تتضمن الصحة العامة للمصاب، ووظيفة الكلى، والتفضيلات الشخصية للمصاب؛ لذا فإنّ السبب الرئيسي لإجراء الغسيل الكلوي هو الإصابة بالفشل الكلوي الذي يحدث نتيجة العديد من الأسباب بما فيها الآتي:
- الإصابة بمرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب الكلى.
- الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
- الإفراط في استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو الأدوية التي يمكن أن تُلحق الضرر بالكلى.
من الممكن أيضًا أن تتوقف الكلى عن العمل بشكل مفاجئ نتيجة إصابتها إصابة حادة، أو بعد الإصابة بحالة مرضية شديدة، أو الخضوع لجراحة معقدة أو نوبة قلبية، بالإضافة إلى أنّ بعض الأدوية قد تؤدي إلى حدوث إصابات في الكلى.
أنواع الغسيل الكلوي
يقسم الأطباء غسيل الكلى إلى طريقتين أي نوعين وهما كالتالي:
غسيل الكلى العادي
في هذا النوع من غسيل الكلية تتم إزالة الدم من الجسم، وتصفيته خلال جهاز غسيل الكلى أو ما يعرف بالكلى الاصطناعية، بعد ذلك يعاد الدم النظيف إلى الجسم، كما أنّ هذا النوع من غسيل الكلى يحتاج إلى ما يتراوح بين 3-5 ساعات في المستشفى، أو في مراكز الغسيل الكلوي و لثلاث مرات في الأسبوع.
وجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الغسيل للكلى يتم من خلال سحب الدم من الذراع، وتدويره من خلال مرشح جهاز غسل الكلية الذي ينقل النفايات إلى محلول غسيل الكلى، إذ يحتوي سائل التنظيف على الماء والملح والإضافات الأخرى، وبعد ذلك تتم إعادة الدم المصفى إلى الجسم من خلال إبرة مختلفة في الذراع.
غسيل الكلى البريتوني
تقوم الأوعية الدموية الموجودة داخل بطانة البطن أو ما يعرف بالصفاق بتصفية الدم من خلال مساعدة محلول غسل الكلى، إذ يحتوي هذا المحلول على ماء وملح ومواد مضافة أخرى، كما يتم إجراء هذا الغسيل باستخدام جهاز غسيل ثابت، أو جهاز متنقل، كما يمكن أن يستغرق الغسيل الكلوي البريتوني ما بين 60-90 دقيقة.
شاهد أيضًا: بعد مسلسل “لا ترد ولا تستبدل”: عادة غير متوقعة تسبب الفشل الكلوي
كيف يستعد المريض لجلسة غسيل الكلى؟
يحتاج المريض إلى الاستعداد الجيد لجلسة غسيل الكلى لضمان سلامته وتقليل المضاعفات، ويشمل ذلك ما يلي:
قبل جلسة غسيل الكلى
- الالتزام بتعليمات الطبيب بخصوص الأدوية، فبعضها يؤخذ قبل الجلسة وبعضها بعدها.
- التحكم في كمية السوائل وعدم شرب أكثر من المسموح به لتجنب هبوط الضغط أثناء الغسيل.
- تناول وجبة خفيفة قبل الجلسة بساعتين إلى ثلاث ساعات، وتجنب الوجبات الدسمة.
- قياس الوزن وضغط الدم قبل الجلسة ومقارنتهما بالقياسات السابقة.
- العناية بوصلة الغسيل (الناسور أو القسطرة) والتأكد من نظافتها وعدم وجود احمرار أو ألم.
- ارتداء ملابس مريحة تسمح بالوصول السهل إلى موضع الغسيل.
- إحضار الفحوصات أو التحاليل الحديثة إذا طلبها الفريق الطبي.
أثناء الجلسة
- إبلاغ الفريق الطبي فورًا عند الشعور بـ دوخة، وغثيان، وتشنجات، أو ألم.
- تجنب الحركة الزائدة للحفاظ على ثبات الإبر.
- الالتزام بتعليمات الممرض أو الطبيب.
بعد الجلسة
- الضغط على موضع الإبرة جيدًا لمنع النزيف.
- الراحة لفترة قصيرة خاصة عند الشعور بالتعب.
- مراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل هبوط شديد في الضغط أو نزيف.
مضاعفات غسيل الكلى
على الرغم من أنّ غسيل الكلى فعال بشكل كبير في علاج الفشل الكلوي إلا أنه قد يسبب العديد من المضاعفات، حيث يمكن أن تظهر هذه المضاعفات لدى بعض الأشخاص لكن ليس بالضرورة أن تحدث نتيجة غسيل الكلى، بجميع الأحوال فإنّ مضاعفات الغسيل الكلوي تتضمن الآتي:
التقلصات العضلية المؤلمة
من الشائع أن تحدث التقلصات العضلية أثناء عملية الغسيل على الرغم من عدم تحديد العامل المسبب لذلك بشكل واضح، مع ذلك يمكن تخفيف هذه التقلصات المرافقة للغسيل من خلال ضبط كمية السوائل، والصوديوم بين علاجات غسيل الكلية.
فقر الدم
من المضاعفات شائعة الحدوث أيضًا الإصابة بفقر الدم الناتج عن عدم وجود كميات كافية من كريات الدم الحمراء، إذ يقلل الغسيل الكلوي هرمون الإريثروبيوتين الذي يحفز تكوين خلايا الدم الحمراء، كما يمكن أن يؤدي سوء التغذية، أو سوء امتصاص الجسم للحديد، أو نقص مستويات الفيتامينات والمعادن إلى الإصابة بفقر الدم.
شاهد أيضًا: أسباب وأعراض نقص الحديد في الجسم وطرق العلاج والوقاية
الحكة
يشعر الكثير من الأشخاص الذين خضعوا لغسل الكلية بوجود حكة في الجلد، وتكون هذه الحكة أسوأ أثناء أو بعد الغسيل الكلوي.
مشاكل في النوم
في الغالب يعاني الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي ويخضعون لعملية الغسيل من صعوبة في النوم، وذلك نتيجة الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، أو نتيجة الشعور بالألم، أو عدم الراحة في الساقين.
انخفاض ضغط الدم
يعد انخفاض ضغط الدم من الآثار الجانبية الشائعة التي يسببها غسيل الكلية، كما أنّ انخفاض ضغط الدم عادة ما يكون مصحوبًا بضيق في التنفس، أو تقلصات مؤلمة، أو الغثيان والقيء.
ارتفاع ضغط الدم
على عكس انخفاض ضغط الدم يمكن أن يصاب الشخص الذي يخضع لغسيل الكلى بارتفاع ضغط الدم، يحدث ذلك عندما يشرب كميات كبيرة من السوائل، أو يستهلك الكثير من الملح.
زيادة السوائل في الجسم
كون السوائل تتم إزالتها من الجسم أثناء عملية الغسيل فقد يؤدي شرب كميات إضافية من السوائل، أي كمية أكبر من الكمية الموصى بها إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة بما فيها فشل القلب، تراكم السوائل في الرئتين.
أمراض العظام
عند فشل الكلى في القيام بوظيفتها؛ فإنها تصبح غير قادرة على معالجة فيتامين D، وتكمن أهمية هذا الفيتامين في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم الضروري لصحة العظام، كما أنّ الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الجار درقية يعد أيضًا من المضاعفات شائعة الحدوث للفشل الكلوي؛ مما يساعد فقدان الكالسيوم من العظام، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الخضوع لغسل الكلية في حد ذاته يؤدي إلى إزالة كمية كبيرة للغاية أو قليلة من الكالسيوم الموجود في الجسم.
التهاب غشاء التامور
من الممكن أن تتسبب عملية الغسيل للكلية إلى حدوث التهاب في غشاء القلب؛ مما ينتج عنه ضعف قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.
الاكتئاب
إذ يمكن أن يشعر المصاب بالفشل الكلوي بعد خروجه من الغسيل بالاكتئاب أو القلق واضطرابات المزاج.
الداءالنشواني
يرتبط الداء النشواني بالخضوع لغسل الكلية، إذ يحدث عندما تترسب البروتينات في الدم على المفاصل والأوتار؛ مما يؤدي إلى حدوث ألم، وتيبس ووجود سوائل في المفاصل، كما يشيع حدوث الداء النشواني لدى الأشخاص الذين خضعوا لغسل الكلى لعدة سنوات.
ارتفاع مستويات البوتاسيوم
أو ما يعرف بفرط بوتاسيوم الدم، أو على العكس تمامًا انخفاض مستويات عنصر البوتاسيوم، إذ يؤدي غسيل الكلى إلى التخلص من البوتاسيوم الزائد، حيث أن الكلى تتخلص من البوتاسيوم من خلالها بشكل طبيعي، لكن إذا تخلص الجسم من كمية كبيرة للغاية أو كمية قليلة أثناء عملية الغسيل فإنّ ذلك يؤدي إلى حدوث مشاكل أخرى في الجسم بما فيها اضطراب في نبضات القلب، أضف إلى ذلك إمكانية توقف القلب عن النبض تمامًا.
مضاعفات موضع الدخول
من الممكن أن يسبب الغسيل الكلوي العديد من العوامل بما فيها العدوى، أو تضيق جدار الأوعية الدموية أو تضخمه وهو ما يعرف بتمدد الأوعية الدموية، أو الانسداد الذي يصيب الأوعية الدموية؛ لذا من المهم اتباع التعليمات التي يوصي بها الطبيب قبل وأثناء وبعد الخضوع لعملية الغسيل، ذلك بهدف التحقق من التغيرات في موضع الدخول التي قد تشير إلى وجود مشكلة.
شاهد أيضًا: دليلك الشامل حول حصى الكلى
لابد من الالتزام التام بما يطلبه الطبيب من التحضيرات قبل وأثناء الخضوع للغسيل الكلوي لتجنب حدوث مضاعفات غير مرغوب بها، بالإضافة إلى معرفة كيفية التعامل مع تلك المضاعفات التي يمكن التعرض لها نتيجة غسل الكلى.
