سرطان عنق الرحم: أخطر أنواع السرطان التي تصيب النساء

1

x77eq3
سرطان عنق الرحم: أخطر أنواع السرطان التي تصيب النساء

فهرس الصفحة

يُعدّ سرطان عنق الرحم أحد أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء، ورغم خطورته فإنه من أكثرها قابلية للوقاية والكشف المبكر. تنشأ معظم الحالات نتيجة الإصابة طويلة المدى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس واسع الانتشار يمكن الوقاية منه بسهولة عبر اللقاح والفحوص الدورية. ومع التطور الكبير في وسائل التشخيص مثل اختبار HPV ومسحة عنق الرحم، أصبح اكتشاف التغيرات السابقة للسرطان ممكنًا قبل أن تتحول إلى مرض خطير. يهدف هذا المقال إلى توضيح أهم أسباب سرطان عنق الرحم، والعوامل التي تزيد من احتماله، إضافة إلى أحدث وسائل الوقاية والعلاج المبكر وفق الأدلة العلمية الحديثة.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

سرطان عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical cancer) هو سرطان يحدث عندما تتغير خلايا عنق الرحم، ويقصد بمنطقة عنق الرحم الجزء الذي يربط الرحم بالمهبل، وقد يؤثر هذا السرطان على الأنسجة العميقة لعنق الرحم، كما أنه من الممكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ مثل: الرئتين، والمثانة، والمستقيم، والمهبل، والكبد.

تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وغالبًا ما يتم اكتشافه بعد فترة من الإصابة به، حيث إن هذا النوع من السرطان ينمو ببطء شديد، وبفضل الفحوصات المحسنة انخفض عدد الوفيات بسبب هذا السرطان.

أعراض سرطان عنق الرحم

تظهر أعراض سرطان عنق الرحم عادة في مراحل متقدمة، مما يجعل التعرف عليها مبكرًا أمرًا بالغ الأهمية. ورغم أن بعض النساء لا يشعرن بأي علامات واضحة، إلا أن هناك أعراضًا قد تكون مؤشرًا يستدعي الفحص الطبي.

الأعراض المبكرة

فيما يأتي ذكر لأعراض سرطان عنق الرحم المبكر:

  1. إفرازات مهبلية دموية أو مائية، من الممكن أن تكون ثقيلة، وقد يكون لها رائحة كريهة.
  2. نزيف مهبلي غير طبيعي بين فترات الحيض، أو بعد الجماع، أو بعد سن اليأس.
  3. فترات حيض أكثر غزارة، وتستمر لفترات أطول من الطبيعي.

الأعراض المتقدمة

من الممكن أن ينتشر سرطان عنق الرحم إلى المهبل، والغدد اللمفاوية، والرئتين، والأمعاء، والكبد، والعظام، وغالباً ما يكون انتشار السرطان وتطوره المرحلة الخطيرة، وفيما يلي الأعراض المتقدمة لسرطان عنق الرحم:

  1. التبول المؤلم أو الصعب، وقد يرافق البول نزول الدم.
  2. ألم في الظهر.
  3. فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  4. ألم في الساق أو تورمها.
  5. آلام في الحوض.

أسباب سرطان عنق الرحم

يحدث سرطان عنق الرحم عندما تحدث تغييرات أو طفرات في الحمض النووي لخلايا عنق الرحم، ويحتوي الحمض النووي للخلايا على التعليمات التي توجه الخلايا للعمل بالشكل الصحيح، حيث تنمو وتنقسم الخلايا بمعدل محدد وتموت بوقت محدد، وفي حال حدوث طفرات في الحمض النووي تنمو وتتضاعف الخلايا بشكل غير طبيعي ولا تموت في وقتها المحدد.

تُكون الخلايا الشاذة المتراكمة أورامًا، ولا يوجد سبب محدد لحدوث هذا النوع من السرطان، لكن تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: HPV)، وهو فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، كما أنه نفس الفيروس الذي يسبب الثآليل التناسلية.

يوجد أكثر من 200 سلالة مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، لكن الأنواع التي تسبب سرطان عنق الرحم محددة والنوعان الأكثر شيوعًا للتسبب بهذا السرطان هما: HPV-18 وHPV-16، لكن الإصابة بسلالة مسببة للسرطان لا تعني الإصابة المؤكدة بالسرطان، حيث إن الجهاز المناعي يقضي على الغالبية العظمى من الفيروس في غضون عامين في أغلب الأحيان.

عوامل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم

هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم، منها ما يأتي:

  1. تعدد الشركاء الجنسيين وعدم الاقتصار على الزوج؛ حيث إن ذلك يسبب زيادة الفرصة بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  2. الإصابة بأي عدوى منقولة جنسيًا؛ مثل: مرض السيلان، وداء المتدثرة، وداء الزهري، وفيروس نقص المناعة البشري، حيث إنها تزيد أيضًا من خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
  3. الإصابة بعدوى الكلاميديا؛ حيث أظهرت بعض الدراسات ارتفاع خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي أظهرت تحاليل دمهن دليلًا على وجود عدوى كلاميديا سابقة أو حالية.
  4. التدخين؛ يوجد صلة بين التدخين والإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في عنق الرحم.
  5. تاريخ عائلي للإصابة بسرطان عنق الرحم.
  6. اتباع نظام غذائي فقير بالفواكه والخضروات.
  7. استخدام حبوب منع الحمل لفترة طويلة.

اتباع نظام غذائي فقير بالفواكه والخضروات

مراحل سرطان عنق الرحم

بعد ما يتم تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم، سيحدد الطبيب المرحلة التي وصل لها السرطان، ومدى انتشار السرطان، حيث يساعد تحديد المرحلة التي وصل لها السرطان الطبيب في العثور على العلاج المناسب، وفيما يلي مراحل سرطان عنق الرحم:

  1. المرحلة الأولى: من الممكن أن ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية، ولم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  2. المرحلة الثانية: تصبح الكتل السرطانية أكبر حجمًا، وقد ينتشر الورم السرطاني إلى خارج الرحم، وقد يصل إلى الغدد الليمفاوية، لكن لم يصل إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
  3. المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى الجزء السفلي من المهبل أو إلى الحوض، وقد يسبب انسداد الحالبين والتي هي الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة.
  4. المرحلة الرابعة: وفي هذه المرحلة ينتشر السرطان خارج الحوض إلى أعضاء أخرى؛ مثل: الرئتين، أو العظام، أو الكبد.

تشخيص سرطان عنق الرحم

في حال اكتشاف مشاكل في عنق الرحم أو اكتشاف خلايا غير طبيعية من خلال فحص عنق الرحم، من الممكن أن يطلب الطبيب إجراء خزعة عنق الرحم، هناك العديد من أنواع خزعات عنق الرحم التي يتم استخدامها لتشخيص سرطان عنق الرحم.

كما أنه من الممكن استخدام بعض الإجراءات التي من الممكن أن تزيل الأنسجة غير الطبيعية تماماً لعلاج الآفات السرطانية، وقد تتطلب بعض إجراءات الخزعة تخديراً موضعياً فقط، بينما تتطلب بعض الإجراءات الأخرى تخديراً عاماً، وتشمل أنواع خزعات عنق الرحم ما يلي:

  1. الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي: في هذا الإجراء يتم استخدام حلقة سلكية كهربائية للحصول على خزعة من الأنسجة ليتم فحصها تحت المجهر.
  2. التنظير المهبلي: يتم استخدام أداة تسمى منظار المهبل في هذا الإجراء مع عدسات مكبرة لفحص عنق الرحم للبحث عن أي تشوهات، وفي حال العثور على أنسجة غير طبيعية غالبًا ما يتم إجراء خزعة منظار المهبل.
  3. كشط باطن عنق الرحم: في هذا الإجراء يتم استخدام أداة رفيعة تسمى المكشطة لكشط باطن قناة عنق الرحم، وغالباً ما يتم إجراء هذا النوع من الخزعة جنبًا إلى جنب مع الخزعة بالمنظار.
  4. الخزعة المخروطية: يتم استخدام في هذه الخزعة إجراء الخزعة المخروطية بالسكين الباردة، أو الاستئصال الجراحي الحلقي لإزالة قطعة مخروطية الشكل من عنق الرحم، وقد يتم استخدام هذا الإجراء لعلاج الآفات السرطانية والسرطانات المبكرة.

شاهد أيضًا: سرطان الرئة بين التدخين والعوامل الوراثية: الحقيقة الكاملة

علاج سرطان عنق الرحم

يعتمد العلاج على العديد من العوامل مثل: مرحلة السرطان، والمشاكل الصحية الأخرى التي قد تعاني منها المصابة، وفيما يلي العلاجات المعتمدة لسرطان عنق الرحم:

العلاج الجراحي

من الخيارات العلاجية للسرطان بشكل عام هو إجراء الجراحة، والجراحات التي يمكن اللجوء لها لعلاج سرطان عنق الرحم هي كالتالي:

  1. جراحة استئصال السرطان: من الممكن استئصال السرطان بشكل كامل باستخدام الخزعة المخروطية، ويتم استخدام هذه الجراحة في حال السرطان صغير الحجم، وهذا الخيار من الممكن أن يجعل الحمل ممكنًا في المستقبل.
  2. جراحة استئصال عنق الرحم: قد يكون علاج سرطان عنق الرحم في مراحله الأولية أمرًا ممكن، وذلك عن طريق إجراء قطع جذري لعنق الرحم، حيث يتم إزالة عنق الرحم وبعض الأنسجة المحيطة به، ومن الممكن أن يتم استئصال الرحم بالإضافة إلى جزء من المهبل والغدد الليمفاوية المحيطة.

العلاج الإشعاعي

يتم استخدام حزمًا مرتفعة الطاقة مثل: الأشعة السينية أو البروتينات للقضاء على الخلايا السرطانية، وغالباً ما يتم استخدام العلاج الكيميائي جنباً إلى جنب مع العلاج الإشعاعي كعلاج أولي لسرطانات عنق الرحم المتطورة، ومن الممكن استخدامه بعد العلاج الجراحي في حال كان هناك مخاطر في الإصابة من جديد، وتشمل طرق العلاج الإشعاعي ما يلي:

  1. علاج إشعاعي داخلي من خلال وضع جهاز يحتوي على مادة مشعة داخل الرحم لبضع دقائق في أغلب الأحيان.
  2. علاج إشعاعي خارجي من خلال توجيه الأشعة إلى المنطقة المصابة من الجسم.
  3. علاج إشعاعي داخلي وخارجي.

العلاج الإشعاعي

العلاج الكيميائي

يعد العلاج الكيميائي علاجًا دوائيًا، حيث يتم استخدام مواد كيميائية تستهدف الخلايا السرطانية، ومن الممكن إعطاؤه عن طريق الوريد أو على هيئة أقراص، وفي بعض الأحيان يتم استخدام الطريقتين، وفي حال سرطان العنق في مراحله المتقدمة غالبًا ما يصاحب الجرعات الخفيفة من العلاج الكيميائي العلاج الإشعاعي، حيث إن العلاج الكيميائي من الممكن أن يعزز العلاج الإشعاعي.

العلاج الموجه

يعمل العلاج الدوائي الموجه على التركيز على نقاط ضعف محددة داخل الخلايا السرطانية؛ مما يساعد على قتل الخلايا السرطانية، وغالبًا ما يتم الجمع بين العلاج الموجه والعلاج الكيميائي، وقد يتم استخدام هذا العلاج في المراحل المتقدمة من السرطان.

العلاج المناعي

هو علاج دوائي يعمل على مساعدة الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية، حيث إن الجهاز المناعي قد لا يهاجم السرطان، وذلك لأن الخلايا السرطانية تنتج بروتينات تعمي الجهاز المناعي، ويعمل العلاج المناعي عن طريق التدخل بهذه العمليات، وغالبًا ما يتم اللجوء لهذا العلاج في حال سرطان عنق الرحم في المراحل المتقدمة جدًا، وفي حالة لم ينجح أي علاج آخر للتصدي للسرطان.

الوقاية من سرطان عنق الرحم

  1. لقاح HPV: أهم وسيلة للوقاية، لأنه يحمي من الأنواع الأكثر تسببًا بالسرطان.
  2. الفحص المبكر: إجراء مسحة عنق الرحم أو اختبار HPV بانتظام يساعد على اكتشاف التغيرات قبل أن تتحول إلى سرطان.
  3. الممارسات الجنسية الآمنة: استخدام الواقي الذكري يقلل انتقال فيروس HPV.
  4. الإقلاع عن التدخين: التدخين يزيد من خطر الإصابة لأنه يضعف مناعة خلايا عنق الرحم.
  5. تعزيز المناعة العامة: التغذية الجيدة، والنوم الكافي، والابتعاد عن التوتر المزمن.

الجهاز التناسلي للمرأة

ينصح الأطباء النساء فوق عمر الـ 35 عامًا بإجراء فحوصات دورية للكشف عن أي خلل في عنق الرحم، وللكشف عن السرطان في مراحله المبكرة لزيادة فرصة التعافي منه، كما ينصح مركز الوقاية من الأمراض بضرورة تلقي تطعيم سرطان عنق الرحم، تجنبًا للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب العديد من أنواع السرطان وليس سرطان عنق الرحم فقط.

الأسئلة الشائعة عن سرطان عنق الرحم

  • مدة بقاء مريضة سرطان عنق الرحم تعتمد على المرحلة التي اكتُشف فيها المرض، وليس هناك رقم واحد يناسب جميع الحالات. لكن بشكل عام تشير الإحصائيات الطبية إلى ما يلي:

    متوسط البقاء حسب المرحلة:

    1. المرحلة الأولى: نسبة البقاء 5 سنوات تصل إلى 90% أو أكثر عند العلاج المبكر.
    2. المرحلة الثانية: تتراوح نسبة البقاء 5 سنوات بين 60–80%.
    3. المرحلة الثالثة: تنخفض النسبة إلى حوالي 40–60% حسب مدى الانتشار.
    4. المرحلة الرابعة (المنتشر): نسبة البقاء أقل، وتكون عادة بين 15–20%.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة