يوافق اليوم العالمي لطب القلب التداخلي 16 من سبتمبر من كل عام، وهو مناسبة طبية سنوية تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية هذا التخصص الدقيق في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. فقد أصبح طب القلب التداخلي من أبرز مجالات الطب الحديث، حيث يقدم حلولًا علاجية متطورة لمرضى القلب والشرايين عبر استخدام تقنيلات قسطرة القلب بإجراءات دقيقة وغير جراحية تقلل من المضاعفات وتسرّع الشفاء. ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم من كل عام كفرصة للتوعية بدور الأطباء والباحثين في تطوير التقنيات العلاجية، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر والوقاية من أمراض القلب.
تستخدم قسطرة القلب للتشخيص والعلاج، حيث يمكن من خلالها أن تبحث القسطرة القلبية عن انسداد، أو تضيق أو تكرار أو تجلط، أو تضخم وتمدد الأوعية الدموية والشرايين التاجية، وحجم الأذينين والبطينين، والوظيفة الانقباضية لعضلة القلب وبعض وظائف صمام القلب، أضف إلى ذلك أنه من خلال استخدام قسطرة القلب، يمكن قياس الضغوط داخل القلب والرئتين والتي لا يمكن قياسها من خارج الجسم بدقة، كما يمكن تشخيص أمراض صمام القلب أو اضطرابات عضلة القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
طريقة القسطرة القلبية
- يتم الإجراء في المستشفى على سرير يستلقي عليه المريض.
- يحقن مخدر موضعي في الفخذ أو الذراع أو الرقبة.
- يتم إدخال قسطرة رفيعة خاصة عبر الشريان الفخذي إلى الشريان الأبهر ثم في الشريان التاجي.
- يحقن 3 – 8 سم مكعب من عامل تباين النظائر المشعة في هذه المنطقة، تعرف هذه المادة باسم “صبغة الأشعة السينية“.
- يختلط الدم المتدفق في الشرايين التاجية مع هذا الحَقن.
- يستغرق تدفق الدم حوالي 3 – 5 ثوان ليكون مرئيًا، وبعد ذلك يدخل عامل التباين بسرعة إلى الشعيرات الدموية ثم الأوردة التاجية. لذلك، في نفس الفترة من 3 – 5 ثوانٍ، يجب التقاط الصور اللازمة بواسطة جهاز الأشعة السينية.
- يتم تحريك القسطرة لفحص الشرايين التاجية الأخرى.
- يتم حقن وسيط التباين وتصويره.
- يمكن توجيه مجموعة متنوعة من الأجهزة الضرورية من خلال القسطرة إلى الشريان في موقع المرض.

أنواع قسطرة القلب
القسطرة الأكثر شيوعًا لهذا الغرض هي الأسلاك الموصلة والقسطرة ذات البالونات الموسعة، وتتوفر أيضًا أنواع أخرى مثل:
- قساطر الليزر.
- قسطرة الدعامة (Stent) التي تحتوي على قالب خاص مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ يحافظ على الشرايين الضيقة أو المسدودة لتبقى مفتوحة).
- قسطرة IVUS.
- قسطرة دوبلر.
- قسطرة قياس الضغط أو درجة الحرارة.
يوجد العديد من الأجهزة الطبية التي يمكن إدخالها بتلك الطريقة، وننوه أن القسطرة القلبية غير مؤلمة، لكنها قد تسبب بعض الأعراض البسيطة.
شاهد أيضًا: أعراض أمراض القلب..انتبه لهذه الإشارات قبل فوات الأوان

دواعي استخدام القسطرة القلبية
يتم إجراء القسطرة القلبية للتحقق من وجود مشكلة في القلب، أو كجزء من عملية علاج أمراض القلب المشخصة مسبقًا:
دواعي القسطرة القلبية التشخيصية
- تحديد مكان تضيق أو انسداد الأوعية الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى ألم في الصدر.
- تصوير الأوعية الدموية.
- قياس مستويات الأكسجين ومستويات الضغط في أجزاء القلب المختلفة (تقييم الدورة الدموية).
- فحص أداء ضخ القلب (مخطط البطين الأيسر أو الأيمن).
- أخذ عينة من أنسجة القلب (خزعة).
- تشخيص قصور القلب المرتبط بالولادة (قصور القلب الخلقي).
- فحص المشاكل في صمامات القلب.
دواعي القسطرة القلبية العلاجية
تشمل الاستخدامات العلاجية التالي:
قسطرة مع أو بدون تركيب دعامة
تتضمن القسطرة الإدخال المؤقت لبالون صغير وتوسيعه في موقع الانسداد في الوريد لتوسيع الشريان المسدود، يتم إجراء القسطرة عادةً عن طريق إدخال حلقة معدنية صغيرة تسمى الدعامة في الشريان المسدود للمساعدة في إبقائه مفتوحًا وتقليل فرصة تضيقه مرة أخرى (عودة التضيق).
سد ثقوب القلب وإصلاح عيوب القلب الخلقية الأخرى
يمكن علاج بعض عيوب القلب الخلقية، بما في ذلك الثقوب في القلب، عن طريق إدخال قسطرة في الفتحة لإغلاقها؛ إنه أشبه بإدخال مفتاح في ثقب؛ لذلك ليست هناك حاجة لإجراء جراحة قلب مفتوح. يمكن فتح المناطق الضيقة المسدودة من الأوعية الدموية، مثل انسداد الأبهر بالبالون. عادة ما يتم إدخال دعامة بعد ذلك للحفاظ على الأوعية الدموية مفتوحة.
إصلاح الصمامات القلبية أو استبدالها
في بعض الأحيان يمكن للأطباء إصلاح أو استبدال صمامات القلب الضيقة أو الإفرازات الموجودة فيها باستخدام القسطرة القلبية. يستخدم الأطباء أحيانًا القسطرة لتصحيح تسرب الصمامات المستبدلة.
بالون رأب الصمام (إصلاح غير جراحي لصمامات القلب)
يمكن لهذا الإجراء فتح صمامات القلب الضيقة ببالون يعلوه قسطرة وينفخ الأجزاء الضيقة من صمام القلب.
إجراءات علاجية أخرى
علاج عدم انتظام ضربات القلب بالاجتثاث، وهي طريقة تستخدم لعلاج مشاكل ضربات القلب. يمكن استخدام طاقة الترددات الراديوية (الحرارة) أو الليزر أو أكسيد النيتروز (البارد) من خلال طرف القسطرة إلى المنطقة غير الطبيعية من القلب،ويتم إجراء ذلك لتحويل الإشارات الكهربائية أو تدمير المناطق التي تسبب قصور ضربات القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
إغلاق جزء من القلب لمنع تجلط الدم
بالإضافة إلى إغلاق الثقوب الموجودة داخل القلب، يمكن استخدام القسطرة القلبية لإغلاق جزء من الحجرة العلوية للقلب. تميل هذه المنطقة من القلب إلى تكوين جلطات دموية أثناء عدم انتظام ضربات القلب، وتشمل حالات عدم انتظام ضربات القلب الرجفان الأذيني،ويعد إغلاقها هو بديل لأخذ مميعات الدم.
التحضير لعملية قسطرة القلب
يجب أن يراعي الطبيب المعالج للحالة الأمور التالية أثناء التحضير لعمل القسطرة القلبية:
- التحقق أولاً مما إذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه مواد مثل اليود أو المحار أو مادة التباين.
- شرح أن الإجراء يتم إجراؤه في العيادة الخارجية وأنه لا يُسمح للمريض بتناول السوائل أو الطعام لمدة 6 – 12 ساعة قبل الإجراء.
- اخبار المريض بضرورة الامتناع عن تناول الأدوية الروتينية حسب توجيهات الطبيب.
- شرح أنه يجب حلق الجلد الموجود في موضع القسطرة وتنظيفه.
- شرح للمريض أنه يمكن إعطاء المسكنات الخفيفة قبل الإجراء.
- تهدئة المريض، حيث قد يعاني الأشخاص الذين يخضعون للإجراء من التوتر والقلق، ويمكن أن يؤدي القلق إلى خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب؛ مما قد يؤدي في النهاية إلى تعقيد العملية.
- فحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب عند إجراء اختبار القسطرة.
- الحرص على إفراغ مثانة المريض قبل الإجراء.
- خلع الأسنان الاصطناعية وإزالة الحلي وخاصة القلائد لأنها تتداخل مع صورة القلب.
شاهد أيضًا: تحذير طبي عاجل: دواء شائع قد يرفع خطر فشل القلب
بعد إجراء القسطرة القلبية
ما بعد قسطرة القلب يتم إجراء الخطوات التالية:
- يتم إزالة القسطرة ووضع ضمادة ضغط للسيطرة على النزيف.
- يجب أولًا فحص الموقع بحثًا عن النزيف، فإذا أظهرت اختبارات الدم للمريض زيادة في PTT وتنشيط CT، يبقى المريض تحت خطر النزيف؛ وبالتالي يجب أن تبقى القسطرة في المريض حتى تعود اختبارات الدم إلى وضعها الطبيعي.
- يُنقل المريض إلى غرفة الإنعاش إذا تم تنفيذ قسطرة القلب التشخيصية.
- يتم نقل المريض إلى وحدات العناية المركزة إذا تم إجراء قسطرة القلب العلاجية.
توجيهات يجب لفت نظر المريض لها:
- التحدث عن الإحساس بعدم الراحة في موقع القسطرة، ويرجع ذلك إلى النوم على طاولة العمليات لمدة 1 – 3 ساعات.
- بقاء المريض في الفراش مؤقتًا وأن يكون رأسه 20-30 درجة.
- التأكيد على أهمية إبقاء الأطراف منتصبة وتثبيتها لعدة ساعات بعد العملية.
- لفت نظر المريض أنه سيتم فحص علاماته الحيوية ونبضاته الطرفية كل 15 دقيقة للساعة الأولى ثم تنخفض تدريجيًا.
- اخبار المريض أن يبدأ تناول السوائل والنظام الغذائي بعد عودته من غرفة الإنعاش.
- التنبيه على ضرورة استهلاك السوائل بكثرة (عن طريق الوريد، أو عن طريق الفم)، فهو أمر ضروري لإفراز عامل التباين لمنع الفشل الكلوي.
الرعاية المنزلية بعد الإجراء
يجب تقديم نصائح بعد قسطرة القلب، حيث تكون تلك التعليمات مكتوبة وشفوية إلى المريض ومقدم الرعاية، مع ضرورة تزويدهم باسم ورقم هاتف الطبيب أو الممرضة حتى يتمكنوا من الاتصال في حالة وجود أي أسئلة أو أعراض.
- العناية بالجروح والشق الجراحي، مع العلم أنه من الممكن أن تظهر كمية صغيرة من الكدمات قد تحدث في موقع القسطرة.
- مراجعة الأعراض والشكاوى التي يجب إبلاغ الطبيب بها مثل: حدوث تورم أو ألم أو نزيف عند مدخل القسطرة، أو الشعور بألم في الصدر وارتفاع درجة الحرارة.
ما هي المخاطر المحتملة؟
نظرًا لأن معظم الإجراءات يتم إجراؤها على القلب والأوعية الدموية، فإن القسطرة القلبية تحمل عددًا من المخاطر. وبالطبع هي آثار جانبية شديدة لكنها نادرة.
تشمل مضاعفات قسطرة القلب ما يلي:
- تلف الشريان الذي يتم من خلاله إدخال القسطرة، والذي يتطلب في مثل هذه الحالات مزيدًا من الانتباه (تمدد الأوعية الدموية الكاذب).
- عدم انتظام ضربات القلب.
- تفاعلات الحساسية إلى الأدوية أو الألوان.
- تمزق أنسجة القلب أو الأوعية الدموية.
- كدمات ونزيف.
- نوبة قلبية.
- سكتة دماغية.
- تلف الكلى العدوى.
- جلطات الدم.
ملاحظة: إذا كنت حاملاً أو تخططين للحمل قبل القسطرة القلبية، فيجب عليك استشارة الطبيب المختص قبل الإجراء.
شاهد أيضًا: ما هي العادات اليومية لتجنب الأزمة القلبية؟

في حالة الخضوع لاختبار قسطرة القلب، فسوف يشرح الطبيب النتائج. عادة ما تحدد نتائج تصوير الأوعية القلبية مدى الحاجة إلى رأب الأوعية، أو تركيب دعامة، أو إجراء جراحة قلب مفتوح أكثر أساسية، وهي ما يطلق عليها جراحة ترقيع الشريان التاجي. في بعض الحالات، يُظهر تصوير الأوعية الدموية أن رأب الأوعية يمكن أن يكون علاجًا فعالًا لفتح الشريان الضيق، فإذا قرر الطبيب ذلك، فسيقوم بإجراء رأب الوعاء بمفرده أو رأب الوعاء بوضع دعامة على الفور تجنبًا لعمل قسطرة أخرى. يجب أن يناقش الطبيب هذا الاحتمال قبل بدء الجراحة.
ملخص المقال بالذكاء الاصطناعي