سرطان الدم (اللوكيميا) ..عندما يتحول الدم إلى ساحة معركة

1

x77eq3
سرطان الدم (اللوكيميا) ..عندما يتحول الدم إلى ساحة معركة

فهرس الصفحة

سرطان الدم (اللوكيميا) هو أحد أنواع السرطان التي تصيب الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظم، حيث يحدث خلل يؤدي إلى إنتاج خلايا دم بيضاء غير طبيعية تنمو وتتكاثر بشكل سريع وغير منظم. هذا الخلل يؤثر على قدرة الجسم في مقاومة العدوى، ويؤدي إلى مشاكل في إنتاج خلايا الدم السليمة مثل كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية. يُعتبر سرطان الدم من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الأطفال، لكنه قد يصيب البالغين أيضًا، وتختلف أنواعه بين الحادة والمزمنة بحسب سرعة تطوره وانتشاره.

سرطان الدم

تتشابه جميع أنواع السرطانات على اختلاف مكان إصابتها للجسم بأنها تحدث نموًا وتكاثرًا للخلايا بصورة غير طبيعية، وعند الإصابة بسرطان الدم تنمو الخلايا السرطانية بشكل سريع جدًا بحيث لا يمكن السيطرة عليها في نخاع العظام، ومن ثمّ تنتقل هذه الخلايا إلى مجرى الدم، وعلى عكس السرطانات الأخرى  يتميز سرطان الدم اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) بأنه لا يتشكل ضمن كتلة أو ورم سرطاني، كما ينبغي الإشارة إلى أنّه يوجد عدة أنواع من سرطانات الدم التي تنتشر بشكل كبير لدى الأطفال، عدا عن أنه يوجد أنواع أخرى تنتشر لدى الأفراد البالغين.

سرطان الدم

أخطر أنواع سرطان الدم

على الرغم من أنّ أي نوع من أنواع السرطانات يعد من الحالات المرضية الخطيرة إلا أنّ سرطان الدم أحادي الخلية يعد أخطر نوع من أنواع سرطانات الدم، والذي يعرف أيضًا بابيضاض الدم النخاعي، تشير جمعية اللوكيميا والأورام اللمفاوية إلى أنّ هذا النوع من سرطانات الدم يتطور في خلايا الدم الأولية التي ستتطور بدورها لتصبح خلايا مناعية، وبالتحديد خلايا مناعية أحادية.

يشار إلى أنّ أهمية الخلايا المناعية الأحادية تكمن في كونها جزءً لا يتجزأ من خلايا الجهاز المناعي الفطري، يعد هذا الجهاز فرعًا من أفرع الجهاز المناعي الذي لا يطور أجسام مضادة، إلا أنه يستطيع التعرف على العوامل المشتركة للعوامل المسببة للمرض ليقوم بمهاجمتها بشكل فوري.

أعراض اللوكيميا

يصيب سرطان الدم بالدرجة الأولى كريات الدم البيضاء، وهو أكثر انتشارًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، ومع ذلك فقد تصيب بعض أنواع هذا السرطان الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، إذ إنّ المعهد الوطني للسرطان يقدّر عدد المصابين للعام 2019 بما يقارب 62 ألف مصابًا، وفي جميع الأحوال تتضمن أعراض سرطان الدم الآتي:

  1. فقر الدم: يحدث ذلك نتيجة عدم وجود ما يكفي من كريات الدم الحمراء، أي عدم وجود كمية كافية من بروتين الهيموجلوبين الذي يعمل على نقل الحديد لجميع أنحاء الجسم، كما أن نقص الحديد في الجسم قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وشحوب الجلد.
  2. الإصابة بالعدوى بشكل متكرر: يهاجم هذا النوع من السرطان كريات الدم البيضاء التي تعد من أهم الخلايا في الجسم، والتي تهاجم العدوى عند محاولة دخولها إلى الجسم، إذ إنه عندما لا تعمل كريات الدم البيضاء بشكل طبيعي فإنّ الشخص يصاب بالعدوى لمرات متكررة.
  3. ضعف تخثر الدم: يعد من أكثر أعراض الإصابة باللوكيميا شيوعًا، حيث يؤدي هذا الضعف في التخثر إلى سهولة الإصابة بكدمات، أو نزيف، وهذه الأعراض تحتاج إلى فترة ليست قصيرة حتى تزول، كما أنّ المصابين بسرطان الدم قد تظهر عليهم بقع حمراء اللون، أو أرجوانية.
  4. أعراض أخرى للمرض: آلام العظام، والتعرق بشكل خاص في الفترات الليلية، والغثيان، وارتفاع في درجة حرارة جسم المصاب، والقشعريرة، مع ظهور أعراض تتشابه مع أعراض الإنفلونزا، وفقدان الوزن دون أسباب معروفة، وانتفاخ الكبد أو تضخم في الطحال، والشبع بشكل فوري، بالإضافة إلى الشعور بالصداع وهو ما يشير حدوث صداع إلى دخول الخلايا السرطانية إلى الجهاز العصبي المركزي.

شاهد أيضًا: أعراض مبكرة غير متوقعة لمرض السرطان عند النساء

أسباب اللوكيميا

تحدث الإصابة باللوكيميا بالدرجة الأولى عند حدوث تغير أو طفرات جينية في الحمض النووي، حيث يحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات الوراثية التي تعمل على توجيه الخلية للقيام بوظائف معينة، كما أنّ الحمض النووي يوجه الخلية في الحالة الطبيعية لأمرين في الوقت نفسه وهما النمو بنسبة معينة، والموت في وقت محدد أي نمو وموت الخلايا.

لكن عند إصابة الشخص بابيضاض الدم توجه الطفرات خلايا الدم إلى الاستمرار في النمو والانقسام؛ وبالتالي يحدث فقدان الجسم للسيطرة على إنتاج خلايا الدم؛ مما يؤدي إلى تراكمها لتزاحم الخلايا السليمة مسببة انخفاض عدد كريات الدم البيضاء والحمراء، والصفائح الدموية. علاوة على ذلك تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالمرض، حيث تتضمن هذه العوامل ما يلي:

  1. وجود تاريخ عائلي للإصابة باللوكيميا: تزداد احتمالية الإصابة عند وجود إصابات في أفراد العائلة.
  2. العوامل الوراثية: من الممكن أن تؤدي بعض الاضطرابات الوراثية بما فيها متلازمة داون إلى زيادة خطر الإصابة.
  3. الإصابة السابقة بالسرطان: يعد الأشخاص الذين سبق لهم أن خضعوا لعلاجات السرطان -بما فيها العلاجات الإشعاعية، وبعض أنواع العلاجات الكيميائية- هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم.
  4. تدخين السجائر: يعد التدخين من أسباب سرطان الدم وأنواع السرطانات الأخرى.
  5. التعرض لمواد كيميائية: يزيد التعرض لبعض أنواع المواد الكيميائية بما فيها البنزين من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات.

شاهد أيضًا: مفاجأة: الذكاء الاصطناعي يساهم في الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة! 

لوكيميا

تشخيص سرطان الدم

 يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد الطبيب في التأكد من وجود المرض وتحديد نوعه ومرحلته. ومن أهم طرق التشخيص:

  1. الفحص السريري: يقوم الطبيب بمراجعة الأعراض مثل التعب المستمر، النزيف المتكرر، تضخم الغدد الليمفاوية أو الطحال.
  2. تحاليل الدم (CBC): تُظهر زيادة أو انخفاضًا غير طبيعي في أعداد كريات الدم البيضاء، مع اضطراب في أعداد كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية.
  3. خزعة نخاع العظم (Bone Marrow Biopsy): يتم سحب عينة من نخاع العظم لفحص الخلايا تحت المجهر، وهي أدق وسيلة لتأكيد التشخيص.
  4. الفحوصات الجزيئية والوراثية: تساعد في اكتشاف الطفرات أو التغيرات الكروموسومية المرتبطة بالمرض؛ مما يوجّه لاختيار العلاج الأنسب.
  5. الفحوصات التصويرية (الأشعة السينية – الأشعة المقطعية – الرنين المغناطيسي): تُستخدم للكشف عن انتشار المرض أو تضخم الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال.

تحاليل الدم (CBC)

علاج اللوكيميا

من الجدير بالذكر أنّ علاج أخطر نوع من أنواع سرطان الدم لا يختلف عن علاج باقي الأنواع، حيث يعتمد العلاج على العديد من العوامل التي تتضمن عمر الشخص المصاب والحالة الصحية، بالإضافة إلى نوع اللوكيميا، وفي جميع الأحوال تتضمن العلاجات الخيارات الآتية:

العلاج الكيميائي لسرطان الدم

يعد الخيار العلاجي الأول للمصابين بسرطان الدم، إذ إنّ العلاج الكيميائي يعمل على قتل وتدمير الخلايا السرطانية، كما يمكن أن يصف الطبيب دواء كيميائي واحد أو مجموعة من الأدوية، ذلك بالاعتماد على نوع سرطان الدم، علاوة على ذلك  تتوافر العلاجات الكيميائية بعدة أشكال صيدلانية، إذ قد يكون منها الحبوب، أو الحقن التي يتم حقنها بشكل مباشر في أحد أوردة المصاب.

العلاج المناعي لسرطان الدم

في العلاج المناعي يتم استخدام الجهاز المناعي لدى المصاب لمحاربة الخلايا السرطانية، ذلك لأن الجهاز المناعي قد لا يتمكن من مهاجمة الخلايا السرطانية، كون هذه الخلايا تقوم بإنتاج بروتينات تساعدها في الاختباء من الجهاز المناعي، حيث يعمل العلاج المناعي على تثبيط هذه العملية؛ وبالتالي يتمكن الجهاز المناعي من التخلص من الخلايا السرطانية.

التعديل الوراثي للخلايا

قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى تعديل الخلايا وراثيًا، أو ما يسميه الأطباء العلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضد الخميرية، حيث يتم في هذا الخيار العلاجي سحب الخلايا التائية التي تقتل الجراثيم من الجسم ليتم تعديلها وراثيًا، بحيث تصبح قادرة على مواجهة وقتل الخلايا السرطانية.

بعد ذلك تتم إعادة حقنها مرة أخرى في جسم المصاب، كما قد يكون خيار تعديل الخلايا وراثيًا خيارًا علاجيًا مفيدًا للأشخاص المصابين بأنواع معينة من سرطان الدم.

العلاج الإشعاعي

في العلاج الإشعاعي يتم استخدام الأشعة السينية، أو نوع آخر من حزم الأشعة عالية الطاقة، وذلك بهدف إتلاف وتدمير الخلايا المصابة بابيضاض الدم وإيقافها عن النمو، كما يمكن أن يتلقى المصاب بسرطان الدم العلاج الإشعاعي على منطقة معينة من الجسم  والتي توجد فيها الخلايا المصابة بابيضاض الدم، كما يمكن أن يتم تسليط الإشعاع على الجسم كله.

العلاجات الاستهدافية

قد تظهر الخلايا السرطانية بعض الشذوذات، حيث يعتمد هذا الخيار العلاجي على الشذوذات التي تحدث في الخلايا السرطانية من خلال تقييدها؛ وبالتالي يمكن أن تؤدي العلاجات الاستهدافية إلى قتل الخلايا السرطانية.

زراعة الخلايا الجذعية

تتم العملية عبر استبدال نخاع العظم المريض أو التالف بنخاع عظم سليم يحتوي على خلايا جذعية دموية قادرة على إنتاج خلايا دم طبيعية، وقد تكون تلك الزراعة ذاتية (أي من المريض نفسه) أو من متبرع، حيث تُؤخذ الخلايا الجذعية من متبرع متوافق في النسيج (غالبًا قريب من العائلة) وتُزرع في جسم المريض.

شاهد أيضًا: تعرف على مرض سرطان المثانة.. أكثر السرطانات شيوعًا

الوقاية من سرطان الدم

الوقاية من اللوكيميا ليست مضمونة بشكل كامل، نظرًا لارتباطه بعوامل جينية وأخرى غير معروفة، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال اتباع نمط حياة صحي وتجنب بعض العوامل البيئية الضارة. ومن أهم سبل الوقاية:

  1. تجنب التعرض للإشعاعات والمواد الكيميائية الضارة: مثل البنزين والمبيدات الحشرية وبعض المواد الصناعية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة.
  2. الابتعاد عن التدخين: إذ يُعتبر التدخين من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما فيها سرطان الدم.
  3. تعزيز المناعة: عبر اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي.
  4. الحذر من الاستخدام المفرط لبعض الأدوية: خاصةً الأدوية المثبطة للمناعة أو العلاجات الكيميائية السابقة التي قد تزيد خطر الإصابة لاحقًا.
  5. إجراء الفحوصات الطبية الدورية: خصوصًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع المرض، مما يساعد على الاكتشاف المبكر في حال ظهوره.
  6. الحد من التلوث البيئي: مثل تلوث الهواء أو الماء بالمواد المسرطنة، عبر استخدام وسائل وقاية مناسبة.

الابتعاد عن التدخين

يُعدّ سرطان الدم من الأمراض الخطيرة التي تتطلب تشخيصًا مبكرًا وعلاجًا دقيقًا لزيادة فرص الشفاء وتحسين جودة الحياة. ورغم التحديات التي يفرضها، فإن التطور الطبي في طرق العلاج مثل العلاج الكيميائي، المناعي، وزراعة نخاع العظم قد أسهم بشكل كبير في رفع نسب البقاء على قيد الحياة. ويظلّ الوعي بالأعراض المبكرة والمتابعة الطبية المستمرة عاملًا أساسيًا في مواجهة المرض والحد من مضاعفاته، مع التذكير دائمًا بأن الأمل والدعم النفسي يلعبان دورًا لا يقل أهمية عن العلاج الطبي.

الأسئلة الشائعة عن سرطان الدم

  • نعم يمكن الشفاء من سرطان الدم،  ويعتمد احتمال الشفاء بشكل كبير على نوع سرطان الدم ومرحلة التشخيص وعمر المريض واستجابته للعلاج. لكن بالنسبة لبعض أنواع سرطانات الدم المزمنة، يكون الهدف هو السيطرة على السرطان وإبقاؤه عند مستوى منخفض بدلاً من الشفاء التام.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

الدكتور محمد السعيد: ما أسباب الخمول بعد الأكل؟

مواضيع ذات صلة

مشاركة