الأمراض المدارية: ما هي؟ وكيف نواجهها؟

1

x77eq3
الأمراض المدارية: ما هي؟ وكيف نواجهها؟

فهرس الصفحة

يصادف 30 يناير/ الشهر الأول من كل عام اليوم العالمي للأمراض المدارية، حيث يتم استغلال هذه الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الصحية التي تواجه ملايين البشر في المناطق الفقيرة، حيث تنتشر هذه الأمراض بسبب الظروف البيئية وضعف الرعاية الطبية.

 في عالم يعاني من خدمة صحة متفاوتة بشكل كبير، تعتبر الأمراض المدارية المهملة واحدة من أكثر التحديات الصحية إلحاحًا، ويتطلب التصدي لها استراتيجيات متكاملة، فكيف يمكن مواجهتها والحد من انتشارها؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هي الأمراض المدارية المهملة؟

تعريف الأمراض المدارية 

يمكن تعريف الأمراض المدارية (بالإنجليزية: World Tropical Diseases) على أنها مجموعة من الأمراض المعدية التي تنتشر بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

تشمل  الأمراض المدارية داء الفيلاريات اللمفاوي، وداء البلهارسيا، والتراخوما، وغيرها، وغالبًا ما تُصيب هذه الأمراض الفئات الأكثر فقرًا، حيث تتفاقم بسبب سوء الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة وضعف الرعاية الصحية.
تشمل الأمثلة على الأمراض المدارية ما يلي:

  • التراخوما (بالإنجليزية: Trachoma): يعد أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر في المناطق الفقيرة، وينتج عن عدوى بكتيرية متكررة تؤدي إلى التهاب الجفون وتندب القرنية، مما قد يتسبب في العمى إذا لم يتم علاجه.
  • داء الفيلاريات اللمفاوي (بالإنجليزية: Lymphatic Filariasis): يسبب تضخمًا شديدًا في الأطراف والأعضاء التناسلية، مما يؤدي إلى تشوهات جسدية كبيرة تُعرف باسم “داء الفيل”.
  • داء داء كلابية الذنب(بالإنجليزية: Onchocerciasis): ينتج عن عدوى طفيلية تسبب حكة شديدة وتغيرات جلدية، ويمكن أن يؤدي إلى التهاب العصب البصري وفقدان البصر التدريجي، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للعمى في المناطق الموبوءة.
  • داء البلهارسيا ( بالإنجليزية: Schistosomiasis): على الرغم من أنه لا يسبب فقدان البصر مباشرة، إلا أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الأعضاء الداخلية، بما في ذلك الكبد والطحال، مما يؤثر على الصحة العامة.
  • داء الجذام (بالإنجليزية: Leprosy) يسبب تلفًا في الأعصاب والجلد، مما يؤدي إلى تشوهات جسدية وفقدان الإحساس في الأطراف.

ما هي الأمراض المدارية المهملة؟

أسباب انتشار الأمراض المدارية 

تنتشر هذه الأمراض بسبب عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية، وتشمل ما يلي:

  • الفقر: يعتبر الفقر أحد العوامل الرئيسية لانتشار الأمراض المدارية، حيث يؤدي إلى نقص الموارد اللازمة للوقاية والعلاج.
  • سوء الصرف الصحي: تنتشر العديد من  الأمراض المدارية، بسبب سوء أنظمة الصرف الصحي، مما يساهم في انتقال الأمراض المدارية عن طريق التلوث بالمياه، مثل: البلهارسيا والإسهال المائي.
  • الظروف المناخية: توفر البيئات الحارة والرطبة بيئة مثالية لتكاثر نواقل الأمراض، كالبعوض على سبيل المثال.
  • ضعف البنية التحتية الصحية: يؤدي نقص المرافق الصحية الكافية إلى صعوبة تشخيص وعلاج الأمراض في الوقت المناسب.
  • نقص الوعي الصحي: يلعب الجهل بطرق الوقاية من الأمراض دورًا كبيرًا في تفشيها، خاصة في المناطق النائية.
  • الكثافة السكانية العالية: تزيد الكثافة السكانية في المناطق الحضرية الفقيرة من سرعة انتشار الأمراض المعدية.
  • التغيرات المناخية: تؤدي التغيرات المناخية إلى توسع نطاق انتشار نواقل الأمراض، مما يزيد من خطر تفشيها في مناطق جديدة.
  • نقص الاستثمارات الصحية: يؤدي انخفاض الإنفاق على الرعاية الصحية والبحوث إلى صعوبة تطوير حلول فعالة لمكافحة هذه الأمراض.
  • الهجرة والنزوح: تؤدي حركة السكان من المناطق الريفية إلى الحضرية أو عبر الحدود إلى نقل الأمراض إلى مناطق جديدة.

شاهد أيضًا: هل تعاني من برودة القدمين المتكررة؟ 6 أسباب يجب معرفتها

تأثير الأمراض المدارية على المجتمعات

تؤدي الأمراض المدارية المهملة إلى حالة من المعاناة الجسدية والنفسية للمصابين، مما يجعلها قضية صحية وإنسانية ملحة، ويظهر تأثيرها كالتالي: 

  • تفاقم الفقر: تؤدي الأمراض المدارية المهملة إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث تقلل من إنتاجية الأفراد وقدرتهم على العمل، مما يعيق النمو الاقتصادي ويزيد من حدة الفقر.
  • تأثيرات صحية طويلة الأمد: تسبب هذه الأمراض إعاقات جسدية ونفسية، مثل التشوهات وفقدان البصر، مما يؤثر على جودة حياة المصابين وقدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية.
  • التأثير على التعليم: تعيق الأمراض المدارية المهملة التحصيل الدراسي للأطفال، حيث تؤدي إلى تغيبهم المتكرر عن المدرسة بسبب المرض أو الحاجة إلى رعاية أفراد الأسرة المصابين.
  • الوصمة الاجتماعية: يعاني المصابون بهذه الأمراض من نظرة سلبية من المجتمع، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وصعوبة في الاندماج، خاصة في حالات الأمراض التي تسبب تشوهات جسدية.
  • زيادة العبء الاقتصادي: تتطلب علاجات بعض الأمراض تكاليف باهظة، مما يزيد من العبء المالي على الأسر الفقيرة، التي تعاني أصلاً من نقص الموارد.
  • تأثيرات على الصحة النفسية: يعاني المصابون من ضغوط نفسية بسبب الألم المزمن، والإعاقة، والوصمة الاجتماعية، مما يؤثر على صحتهم العقلية ورفاهيتهم العامة.

تفاقم الفقر أحد نتائج تفشي الأمراض المدارية

الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية المهملة

دور منظمة الصحة العالمية

تلعب منظمة الصحة العالمية (WHO) دورًا محوريًا في مكافحة هذه الأمراض من خلال وضع خطط استراتيجية، مثل خارطة الطريق 2021-2030، والتي تهدف إلى القضاء على العديد من هذه الأمراض بحلول عام 2030. كما تدعم المنظمة الدول في تعزيز أنظمتها الصحية وتوفير الأدوية واللقاحات اللازمة.

إعلان كيغالي 2022

في عام 2022، تم التوقيع على إعلان كيغالي، الذي حظي بدعم عالمي واسع، حيث تعهدت الدول بزيادة الاستثمارات المستدامة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة. يهدف هذا الإعلان إلى تكاتف التعاون ما بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية، للقضاء على الأمراض المدارية.

دور المجتمعات المحلية

لا يمكن تحقيق النجاح في مكافحة هذه الأمراض دون مشاركة المجتمعات المحلية، ويبرز دورها من خلال ما يلي:

  • التوعية الصحية.
  • تحسين خدمات الصرف الصحي.
  • تعزيز النظافة الشخصية.

الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية تتطلب توعية المجتمع وتثقيفه

كيف يمكننا المساهمة في مواجهة الأمراض المدارية المهملة؟

التوعية والثقافة الصحية

يبدأ التغيير بالمعرفة. يمكن للأفراد والمؤسسات المشاركة في حملات التوعية لتعريف الناس بهذه الأمراض وطرق الوقاية منها. التعليم الصحي يعد أداة قوية لتغيير السلوكيات وتقليل انتشار الأمراض.

دعم المبادرات الصحية

يمكن للجميع المساهمة بدعم المنظمات التي تعمل على مكافحة هذه الأمراض، سواء من خلال التبرعات أو التطوع. كما يمكن للشركات والمؤسسات الخاصة أن تلعب دورًا في تمويل الأبحاث وتوفير الأدوية.

تعزيز التعاون الدولي

يتطلب القضاء على الأمراض المدارية المهملة تعاونًا دوليًا واسعًا. يجب على الدول العمل معًا لتبادل الخبرات والموارد، وضمان وصول الأدوية واللقاحات إلى المناطق الأكثر احتياجًا.

شاهد أيضًا: ما العلاقة بين جفاف العين والصداع؟

التوعية والثقافة الصحية أحد طرق مواجهة الأمراض المدارية

خاتمة

اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة ليس مجرد يوم للتذكير بالتحديات الصحية التي تواجهها المجتمعات الأكثر فقرًا، بل هو أيضًا فرصة لإعادة التأكيد على التزامنا الجماعي بالعمل الذي يمكننا من القضاء على الأمراض المدارية من أجل عالم أكثر صحة وعدالة.

الأسئلة الشائعة عن الأمراض المدارية

  • ما هي أمراض المناطق الحارة؟

    أمراض المناطق الحارة هي أمراض تنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بسبب الظروف البيئية والحرارة العالية، مثل الملاريا وحمى الضنك.

  • ما هي الأمراض الاستوائية الثلاثة الكبرى؟

    الأمراض الاستوائية الثلاثة الكبرى تشمل الملاريا، وحمى الضنك، والبلهارسيا، وهي الأكثر انتشارًا وتأثيرًا على الصحة العالمية.

  • ما هي أنواع الأمراض؟

    تنقسم الأمراض إلى أنواع مثل المعدية (كالفيروسات والبكتيريا)، وغير المعدية (كأمراض القلب والسكري)، والأمراض الوراثية.

  • ما هي الأمراض الأكثر شيوعاً؟

    الأمراض الأكثر شيوعًا تشمل نزلات البرد، والإنفلونزا، وأمراض القلب، والسكري، والتهابات الجهاز التنفسي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مواضيع ذات صلة

مشاركة