مرض تنفسي خطير ينتشر في أوروبا: هل يعود مشهد كورونا؟

1

x77eq3
مرض تنفسي خطير ينتشر في أوروبا: هل يعود مشهد كورونا؟

فهرس الصفحة

في الوقت الذي تركز فيه الأنظار على الأوبئة الفيروسية، عاد إلى الواجهة مرض بكتيري كان يُظن أنه أصبح نادرًا في أوروبا: الخناق أو الدفتيريا (بالإنجليزية: Diphtheria)، وهو مرض تنفسي خطير  سجّلت القارة العجوز منذ عام 2022 أكبر تفشٍّ لهذا المرض منذ أكثر من سبعين عامًا، ما دفع العلماء إلى دق ناقوس الخطر، خصوصًا مع استهدافه الفئات الأكثر هشاشة مثل المهاجرين والمشرّدين، فما هو مرض الخناق؟ ومن هم الأكثر عرضة للخطر؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو مرض الخناق؟

يعد الخناق مرض تنفسي ناتج عن  عدوى بكتيرية شديدة الانتشار، تسببها بكتيريا الوتدية الخناقية (بالإنجليزية: Corynebacterium diphtheriae)، وتظهر في شكلين رئيسيين:

  • الخناق التنفسي: يصيب الحلق والأنف وقد يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس.

  • الخناق الجلدي: يظهر على هيئة تقرحات والتهابات جلدية مزمنة.

في حال عدم العلاج، يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى مضاعفات مميتة، مثل فشل القلب أو الشلل.

في عام 2022، سجّل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها 362 حالة مؤكدة من الخناق في أوروبا. وبعد مرور ثلاث سنوات، قفز العدد إلى 536 حالة على الأقل، بينها ثلاث وفيات، معظمها في صفوف الرجال المهاجرين الجدد بمتوسط عمر 18 عامًا. ومن اللافت أن نحو 77% من الحالات كانت جلدية، بينما 15% منها كانت تنفسية وأكثر خطورة.

شاهد أيضًا: عصير الغريب فروت والأدوية: مزيج سام قد يُودي بحياتك

ما هو مرض الخناق؟

من الأكثر عرضة للخطر؟

تشير البيانات الصادرة عن معهد باستور والوكالة الفرنسية للصحة العامة إلى أن تفشي مرض تنفسي مثل الخناق لا يصيب السكان بالتساوي، بل يتركّز بشكل مقلق بين الفئات الأكثر هشاشة اجتماعيًا وصحيًا. ويؤكد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص يواجهون مستويات أعلى من التعرّض للمضاعفات بسبب ضعف الوصول إلى الرعاية أو نقص المناعة أو غياب التطعيمات.

تتمثل الفئات الأكثر عرضة في:

  • مهاجرين غير نظاميين، لا سيما القادمين من أفغانستان، ممن تنقصهم التغطية الصحية اللازمة خلال رحلات النزوح والإقامة المؤقتة.

  • مشرّدين يعيشون في ظروف غير إنسانية، ما يجعلهم أكثر عرضة لانتقال أي مرض تنفسي بسهولة داخل الملاجئ أو الشوارع المكتظة.

  • أشخاص لم يتلقوا التطعيم ضد الخناق، خاصة في الفئات العمرية الشابة التي لم تشملها برامج التحصين بشكل فعّال.

  • متعاطين للمخدرات عن طريق الحقن، والذين غالبًا ما يعانون من نقص في المناعة وسوء النظافة الشخصية.

  • مسنّين يعانون أمراضًا مزمنة تضعف الجهاز التنفسي، وتجعلهم غير قادرين على مقاومة العدوى البكتيرية.

وبينما تُعد الوقاية عبر التطعيم وسيلة فعالة لكبح انتشار مرض تنفسي بهذا النوع، يحذر الخبراء من أن استمرار غياب التدخلات الاستباقية لدى هذه الفئات قد يُمهّد لموجات تفشٍّ أشد خطورة في المستقبل.

شاهد أيضًا: العفن المنزلي يهاجم رئتيك بصمت: اكتشف الخطر الخفي في بيتك!

من الأكثر عرضة للخطر؟

كيف حدث الانتشار؟

على الرغم من أن البلدان الأصلية لمعظم المصابين (كأفغانستان) لم تُسجّل حالات نشطة للخناق، إلا أنه يرُجح أن العدوى حدثت أثناء رحلات الهجرة أو في أماكن الإقامة المكتظة والفقيرة في الدول الأوروبية.

وتشير الدراسة إلى وجود تشابه جيني كبير بين السلالات التي ظهرت عام 2022 وتلك المنتشرة حاليًا، ما يعكس وجود نقطة عدوى مشتركة في أوروبا الغربية. ويعني ذلك أن البكتيريا لا تزال تنتشر بهدوء ودون اكتشاف واسع النطاق.

شاهد أيضًا: قد تنشر الجراثيم بسبب هذه الأخطاء في غسل اليدين

كيف حدث الانتشار؟

استجابة صحية محدودة.. وتحذيرات علمية

رغم تدخلات الصحة العامة، كتعقب المخالطين وإعطاء العلاج، إلا أن خبراء الأوبئة يحذرون من التهاون، وتم اقتراح ما يلي:

  • تعزيز برامج التطعيم، خصوصًا للفئات الهشة.

  • زيادة وعي الأطباء والعاملين مع المهاجرين حول أعراض الخناق.

  • توفير المضادات الحيوية الفعالة بشكل عاجل وسهل الوصول.

  • ضرورة متابعة الحالات الجلدية والتنفسية، خصوصًا في أماكن اللجوء والمخيمات، حيث قد تكون الإصابة غير واضحة ظاهريًا.

لقاحات فعالة.. ولكن غير كافية

يظل التطعيم من أنجح الوسائل في الوقاية من الخناق، إلا أن كثيرًا من المهاجرين والمشردين لم يتلقوا اللقاحات المطلوبة في بلدانهم الأصلية أو أثناء تنقلهم. ومع ضعف البنية الصحية في بعض أماكن الإقامة، تصبح العدوى أكثر قدرة على الانتشار، خصوصًا بين الأفراد ضعيفي المناعة.

أوروبا على المحك: هل نعود إلى زمن الأوبئة البكتيرية؟

رغم التطور الطبي، يظهر تفشي الخناق أن التهديدات البكتيرية لم تختفِ. بل تعود تحت غطاء الإهمال الصحي والهشاشة الاجتماعية. وقد تكون هذه الأزمة الصحية جرس إنذار لإعادة النظر في سياسات الصحة العامة المتعلقة بالمهاجرين، وظروف سكن المشردين، وآليات الرقابة الوبائية.

خلاصة

إن تفشي الخناق الحالي في أوروبا ليس مجرد أزمة صحية، بل قضية إنسانية وسياسية وطبية معقدة تتطلب استجابة متعددة الأبعاد. فالمعركة ضد البكتيريا لا تكمن فقط في العلاج، بل في الوقاية، والعدالة الصحية، وسرعة التدخل. وإذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة اليوم، فقد يصبح هذا التفشي نقطة انطلاق لعودة أمراض كنا نظن أننا طوينا صفحتها منذ زمن.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

x9k91eo

الدكتور عبدالله عمر يوضح: كيف تحافظ على بشرتك وتتفادى أخطاء العناية الشائعة

مواضيع ذات صلة

مشاركة