رغم درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، لا يزال كثيرون يعانون من نزلات البرد الموسمية، فيما يُعرف بـ”برد الصيف”. وبينما يربط البعض البرد بالشتاء فقط، إلا أن فيروسات الجهاز التنفسي لا تلتزم بفصل معين. ولحسن الحظ، هناك مشروبات طبيعية تساعد في التخفيف من الأعراض، وتدعم جهاز المناعة خلال فترة التعافي.
في هذا المقال، نوضح أعراض برد الصيف، ونستعرض مجموعة من المشروبات التي يمكن أن تساهم فعليًا في علاجه.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو برد الصيف؟
برد الصيف هو نوع من العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، تمامًا كما يحدث في نزلات البرد الشتوية، لكن ما يميّزه هو توقيت ظهوره في فصل الصيف، عندما يتوقع الكثيرون أن يكونوا في مأمن من أمراض البرد.
رغم أن اسمه قد يبدو متناقضًا، فإن “برد الصيف” ليس أسطورة أو مصادفة. وفقًا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن بعض الفيروسات المسببة لنزلات البرد، مثل الراينوفيروس (بالإنجليزية: Rhinovirus) والفيروسات الغدّية (بالإنجليزية: Adenoviruses) تنشط على مدار العام، ولا تتوقف عند نهاية فصل الشتاء.
ما يزيد من شدة الأعراض في الصيف هو الانتقال المفاجئ والمبالغ فيه بين درجات الحرارة المرتفعة في الخارج، والبرودة الصناعية للمكيّفات في الأماكن المغلقة، مثل المكاتب، والسيارات، والمحال التجارية. هذا التغيّر السريع يضعف دفاعات الجهاز التنفسي، ويهيّئ البيئة لتكاثر الفيروسات.
غالبًا ما يُصاب الشخص ببرد الصيف بعد الجلوس لفترات طويلة في أماكن مبرّدة جدًا، أو عند النوم ليلاً تحت التكييف دون غطاء مناسب، أو عند التعرق المفاجئ ثم التعرض لتيارات هواء باردة. الجسم في هذه الحالة يُفاجأ بتقلب الحرارة، فينخفض مستوى استجابته المناعية، ما يفتح الباب أمام العدوى.
اللافت أن بعض الحالات تُخطئ بين أعراض برد الصيف والحساسية الموسمية، لذلك من المهم التمييز بينهما، حيث أن البرد الفيروسي عادةً ما يصاحبه احتقان وألم في الحلق وسعال، بينما الحساسية ترتبط أكثر بحكة العينين والعطاس المستمر.
شاهد أيضًا: العفن المنزلي يهاجم رئتيك بصمت: اكتشف الخطر الخفي في بيتك!
أعراض برد الصيف الشائعة
أعراض برد الصيف تُشبه نزلات البرد التقليدية إلى حدّ كبير، لكنها قد تكون أكثر إزعاجًا بسبب حرارة الطقس والجفاف المصاحب، وتظهر على شكل مجموعة من العلامات المألوفة، منها:
-
احتقان الأنف أو سيلانه.
-
صداع خفيف أو متوسط.
-
ألم في الحلق.
-
سعال جاف أو مصحوب بالبلغم.
-
عطاس متكرر.
-
شعور بالتعب والإرهاق.
-
ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
شاهد أيضًا: انتبه الملايين يعانون الآن من كوفيد-19 طويل الأمد
مشروبات طبيعية تساعد على تخفيف برد الصيف
إليك قائمة من المشروبات التي يدعمها الطب التقليدي والأبحاث الحديثة، والتي يمكن أن تخفف الأعراض، وتحفّز مناعة الجسم بطريقة طبيعية:
شاي الزنجبيل الطازج
يُعتبر الزنجبيل من أشهر الأعشاب المضادة للالتهاب، ويُستخدم منذ قرون لتخفيف احتقان الحلق وتسكين السعال. غليه في الماء مع إضافة العسل والليمون يعزّز خصائصه العلاجية ويمنح الجسم دفعة من الدفء والمناعة.
ماء دافئ مع الليمون والعسل
هذا المشروب البسيط يُعدّ مزيجًا مثاليًا لمحاربة برد الصيف وتهدئة الحلق ومحاربة الفيروسات، فهو غني بفيتامين C، ويساعد على تحفيز الجهاز المناعي
شاي النعناع
يتميز برائحته المنعشة ومفعوله المباشر في فتح المجاري التنفسية، خاصة بفضل مادة المنثول. يساعد أيضًا على تقليل الصداع المرتبط بالاحتقان ويمنح شعورًا بالارتخاء الفوري.
حساء الدجاج
رغم كونه طعامًا أكثر من كونه مشروبًا، فإن حساء الدجاج يعمل كمرطّب دافئ يغذي الجسم بالبروتين والمعادن. كما يساهم في ترطيب الحلق وتليين الإفرازات المخاطية.
ماء جوز الهند
يُعد من أفضل المشروبات الطبيعية الغنية بالإلكترولايتات، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم. يساعد على تعويض السوائل والمعادن المفقودة بسبب التعرّق أو ارتفاع الحرارة الخفيف.
شاي القرفة مع العسل
يمتاز بخصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات، ويحفّز التعرق الطبيعي لطرد السموم من الجسم. يُنصح باستخدامه بحذر لدى الحوامل أو مرضى الكبد، بعد استشارة الطبيب.
مغلي البابونج
هذا المشروب المهدّئ يساهم في تخفيف التوتر وتحسين جودة النوم، ما يدعم عملية التعافي بشكل غير مباشر. كما أنه لطيف على المعدة ومفيد في تهدئة السعال الخفيف.
نصائح للتعافي من برد الصيف
إلى جانب تناول المشروبات الطبيعية، هناك مجموعة من العادات اليومية التي يمكن أن تسرّع التعافي وتخفف من حدة الأعراض. إليك أبرز النصائح المجربة والموصى بها من متخصصي الصحة:
-
الراحة التامة: منح الجسم فرصة للراحة يساعد الجهاز المناعي على تركيز طاقته في مقاومة الفيروس والتعافي بسرعة أكبر.
-
تجنّب التكييف المباشر: تجنب النوم في التكييف، والجلوس مباشرة تحت فتحات المكيّف، وقلّل الفارق بين حرارة الغرفة والجو الخارجي لتقليل الصدمة الحرارية على الجسم.
-
تناول أطعمة غنية بفيتامين C وD: مثل الحمضيات، الفلفل الحلو، التوت، والبيض، حيث تساهم هذه الفيتامينات في تقوية المناعة وتسريع الشفاء.
-
الترطيب المستمر: اشرب الماء بكميات كافية، وتناول السوائل الدافئة لتعويض فقدان السوائل ولتليين الإفرازات المخاطية.
-
الابتعاد عن الكافيين: يسبب الجفاف، مما قد يزيد من شدة الأعراض ويبطئ عملية التعافي.
-
النوم الكافي: النوم العميق يساعد الجسم على إصلاح الخلايا وتعزيز المناعة، لذا احرص على الحصول على 7–9 ساعات من النوم الجيد.
-
الغرغرة بالماء الدافئ والملح: تُخفف من التهابات الحلق وتقلل من نمو البكتيريا في الفم والبلعوم.
-
التهوية الجيدة للمكان: احرص على دخول هواء نقي إلى غرفتك، دون تعرّض مباشر لتيارات باردة، مما يساعد على تقليل تركّز الفيروسات في الهواء.
-
تجنّب التدخين أو التعرض لدخان السجائر: لأن ذلك يهيّج الجهاز التنفسي ويزيد من الالتهاب.
-
مراقبة الأعراض: إذا استمرت لأكثر من 7 أيام أو ساءت بشكل ملحوظ، يجب استشارة الطبيب، فقد يكون هناك عدوى بكتيرية أو حالة أخرى تحتاج لتشخيص دقيق.
الخلاصة
برد الصيف قد يكون خادعًا ومزعجًا، لكنه في الغالب غير خطير. الاهتمام بالجسم، وتناول السوائل الصحيحة، والراحة الكافية، هي الأسلحة الأهم في التغلب عليه. ولأن المناعة لا تعرف فصول السنة، من الضروري أن نمدّها بما تحتاجه، سواء في عز الشتاء أو تحت شمس الصيف.