في ليالي الصيف اللاهبة، قد يبدو النوم في التكييف مغريًت للتخلص من الحرارة الخانقة، فالهواء البارد يغمرك براحة فورية، ويمنحك شعورًا بالانتعاش… لكن هل فكرت يومًا بما يحدث داخل جسمك أثناء تلك الساعات؟ ما يبدو مريحًا للوهلة الأولى قد يُخفي آثارًا صحية غير ظاهرة تتسلل بصمت، من جفاف الجلد حتى اضطراب النوم وتراجع المناعة. في هذا المقال، نأخذك في جولة مبسّطة وعلمية داخل تأثيرات النوم في التكييف، لنكشف كيف يؤثر على جسمك، وما يمكنك فعله لحماية صحتك دون التخلي عن راحتك.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أضرار النوم في التكييف
تشمل الأضرار ما يلي:
1. جفاف الجلد والعينين
عند تشغيل التكييف لوقت طويل، ينخفض مستوى الرطوبة في الهواء، ما يسبب سحب الماء من سطح الجلد وطبقة الدمع التي تحمي العينين. النتيجة؟ بشرة جافة، باهتة، تميل إلى التقشر، وعينان جافتان تعانيان من الاحمرار والحرقة عند الاستيقاظ.
في الحالات المتقدمة، قد يؤدي الجفاف المتكرر إلى تشققات جلدية حول الأنف والفم، وتفاقم أمراض جلدية مثل الأكزيما أو التهاب الجفون التحسسي.
كيف تتجنب ذلك؟
-
اضبط التكييف على درجة حرارة معتدلة بين 24 و26 درجة مئوية.
-
استخدم مرطّب هواء داخل الغرفة للحفاظ على التوازن.
-
اشرب الماء بكميات كافية خلال اليوم.
-
طبّق مرطبًا غنيًا قبل النوم، ويفضل أن يحتوي على السيراميد أو حمض الهيالورونيك.
-
استخدم قطرات ترطيب للعينين إن شعرت بالوخز أو الحكة صباحًا.
شاهد أيضًا: هل ترتدي الجوارب أثناء النوم؟ الإجابة قد تغيّر نومك للأبد!
2. تشنجات وآلام عضلية
النوم في غرفة باردة بشكل مفرط يُضعف الدورة الدموية ويُسبب انقباض العضلات بشكل غير واعٍ، خاصة في الأطراف والمفاصل. وهذا ما يفسر الاستيقاظ على ألم في الظهر والرقبة أو الكتفين دون مجهود سابق. كما أن البرودة المستمرة تُقلل مرونة الأوتار والأنسجة، ما يزيد من خطر الشد العضلي حتى أثناء الراحة.
كيف تتجنب ذلك؟
-
لا توجّه تيار الهواء مباشرة إلى جسمك أو وجهك.
-
غطِّ مفاصلك ببطانية خفيفة، حتى لو شعرت بالحر.
-
جرّب وسادة تدعم الرقبة بشكل صحي.
-
احرص على ممارسة تمارين التمدد الخفيفة قبل النوم، خاصة للرقبة وأسفل الظهر.
شاهد أيضًا: هل تحتاج النساء حقًا إلى النوم أكثر من الرجال؟
3. اضطرابات في جودة النوم
قد يمنحك التكييف شعورًا أوليًا بالراحة، لكنه قد يُحدث تقطّعًا غير ملحوظ في مراحل النوم العميق. السبب يعود إلى تأثير البرودة على درجة حرارة الجسم الداخلية، والتي تُعتبر عاملًا مهمًا في تنظيم دورة النوم الطبيعية.
كما أن الانتقال المفاجئ بين حرارة نهارية مرتفعة وبرودة ليلية مفرطة يُربك الساعة البيولوجية، فيصعب على الجسم الدخول في نوم عميق متواصل.
كيف تتجنب ذلك؟
-
استخدم المؤقّت التلقائي لإيقاف التكييف بعد ساعتين.
-
افتح النافذة قليلًا قبل النوم لتهوية الغرفة وتخفيف الرطوبة.
-
حافظ على غطاء خفيف يضمن ثبات حرارة الجسم.
-
قلّل من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لتسهيل الدخول في النوم العميق.
شاهد أيضًا: هل توجد علاقة بين وقت النوم وذكاء المراهقين؟
4. تهيّج الجهاز التنفسي
يؤثر الهواء البارد الجاف على الجهاز التنفسي العلوي، خاصة الأنف والبلعوم، ما قد يؤدي إلى التهابات خفيفة أو احتقان صباحي متكرر. كما أن الاستنشاق المتكرر لهواء منخفض الرطوبة يضعف الحاجز الطبيعي الذي يحمي الممرات الهوائية من الفيروسات والميكروبات.
الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لهذا النوع من التأثير، إذ تتراجع لديهم قدرة الجسم على تنظيم حرارة الجهاز التنفسي والتفاعل مع التغيرات المناخية المفاجئة.
كيف تتجنب ذلك؟
-
نظّف فلاتر التكييف دوريًا لتجنّب تراكم الغبار والبكتيريا.
-
تجنّب النوم تحت الهواء المباشر.
-
استخدم بخاخًا ملحيًا طبيعيًا لترطيب الأنف قبل النوم.
-
أضف نبتة خضراء صغيرة في الغرفة لتحسين جودة الهواء.
شاهد أيضًا: هل تعاني من آلام الكتفين بعد النوم؟ إليك أهم الأسباب
5. تفاقم أعراض الحساسية
حتى لو كان التكييف نظيفًا، فإن الهواء المعاد تدويره قد يحمل جزيئات صغيرة من العفن أو الغبار الدقيق، وهي محفّزات قوية للحساسية التنفسية. أما إذا تم إهمال صيانة الجهاز، فإن احتمال تراكم البكتيريا والعفن داخل الفلاتر يزداد، ما يؤدي إلى تفاقم الربو أو التحسس الموسمي أو حتى تحسس الجلد.
كيف تتجنب ذلك؟
-
اجعل تنظيف الفلاتر عادة شهرية ثابتة
-
استخدم جهاز تنقية الهواء بجانب التكييف إن أمكن
-
قلّل فترة تشغيل التكييف قدر المستطاع، خاصة أثناء النوم
-
اغسل أغطية السرير أسبوعيًا للتقليل من تراكم مسببات الحساسية
شاهد أيضًا: تنميل اليدين أثناء النوم: هل هو عرض بسيط أم ناقوس خطر؟
خلاصة:
النوم في التكييف ليس عدوًا، لكنه يحتاج إلى وعي. الاعتدال في درجة الحرارة، والصيانة المنتظمة، والتعامل الذكي مع وقت التشغيل، كلّها خطوات بسيطة لكنها تحميك من مشاكل صحية متراكمة. فكر بجسمك كما تفكر براحتك، واتخذ قرارات صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في جودة نومك وصحتك العامة.
بواسطة 7awi Media group