مع بداية العام الدراسي وتغير الطقس، يدخل الأطفال في بيئة جديدة مليئة بالتحديات الصحية، أبرزها نزلات البرد والإنفلونزا. وفي ظل هذا الواقع، أطلقت هيئة الدواء المصرية تحذيرًا بالغ الأهمية، يسلط الضوء على خطورة استخدام أدوية البرد للأطفال دون إشراف طبي، خصوصًا تلك التي تُصرف من دون وصفة طبية. هذا التحذير لا يهدف إلى إثارة القلق، بل إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول الاستخدام الآمن للأدوية، وحماية صحة الأطفال من المخاطر غير المرئية.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
أدوية البرد للأطفال
أدوية البرد للأطفال هي مستحضرات دوائية تُستخدم لتخفيف أعراض نزلات البرد مثل السعال، انسداد الأنف، احتقان الحلق، أو ارتفاع الحرارة. ورغم انتشارها في الصيدليات، إلا أن فعاليتها في علاج نزلات البرد الفيروسية محدودة، وغالبًا ما تُستخدم فقط للتخفيف المؤقت من الأعراض. بعض هذه الأدوية قد يحمل مخاطر صحية إذا استُخدم بجرعات غير صحيحة أو من دون استشارة الطبيب، ومن الأمثلة الشائعة عليها ما يلي:
- مضادات الاحتقان: مثل سودوإيفيدرين وفينيل إيفرين، وتُستخدم لتخفيف انسداد الأنف.
- مضادات الهيستامين: مثل كلورفينيرامين وديكستروميثورفان، لتقليل العطس أو سيلان الأنف.
- خافضات الحرارة ومسكنات الألم: مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، لتخفيف الحمى وآلام الجسم.
استخدام أدوية البرد للأطفال بدون إشراف طبي
في فترة تغير الفصول، يزداد تعرض الأطفال لنزلات البرد والإنفلونزا. وفي هذا السياق، أصدرت هيئة الدواء المصرية تحذيرًا عاجلًا من مخاطر استخدام أدوية السعال والبرد للأطفال، خصوصًا تلك التي تُصرف من دون وصفة طبية، مشددة على ضرورة استشارة الأطباء والصيادلة قبل إعطائها للصغار.
خطورة أكبر من الفائدة
أكدت الهيئة أن هذه الأدوية غالبًا ما تحتوي على مكونات متعددة، ما يزيد احتمالية تناول جرعات زائدة بالخطأ، فضلًا عن أنها لا تقدم فعالية حقيقية في علاج نزلات البرد، إذ تقتصر فائدتها على تخفيف بعض الأعراض بشكل مؤقت.
المضادات الحيوية ونزلات البرد
أوضحت الهيئة أن نزلات البرد والإنفلونزا ومعظم التهابات الجهاز التنفسي العلوي ناتجة عن عدوى فيروسية، وبالتالي فإن المضادات الحيوية غير فعالة في هذه الحالات. فهي مخصصة فقط لمكافحة العدوى البكتيرية مثل:
- التهاب الحلق البكتيري.
- بعض أنواع التهاب الأذن الوسطى.
- الالتهاب الرئوي البكتيري.
اقرأ أيضًا: حبوب سنتروم: مكوناتها وفوائدها الصحية للرجال والنساء والأطفال
مقاومة البكتيريا
رغم شيوع استخدامها، فإن المضادات الحيوية ليست الحل السحري لنزلات البرد. فمعظم هذه الحالات ناتجة عن عدوى فيروسية، لا تستجيب للمضادات الحيوية التي تستهدف البكتيريا فقط. الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية لا يضر فقط الطفل، بل يسهم في خلق مشكلة صحية عالمية تُعرف باسم “مقاومة المضادات الحيوية”، حيث تصبح البكتيريا أكثر قدرة على مقاومة العلاج، مما يهدد فعالية هذه الأدوية في المستقبل.
بدائل آمنة للتعامل مع نزلات البرد عند الأطفال
قدمت هيئة الدواء مجموعة من النصائح لمساعدة الأطفال على التعافي دون اللجوء إلى أدوية غير آمنة:
- الإكثار من شرب السوائل الدافئة والباردة.
- استخدام المحلول الملحي وأجهزة الترطيب.
- تناول العسل الطبيعي لتخفيف السعال (فوق عمر السنة).
- تقديم أطعمة ومشروبات باردة لتخفيف التهاب الحلق.
الوقاية خير من العلاج
شددت هيئة الدواء على أن أفضل وسيلة لحماية الأطفال من نزلات البرد والإنفلونزا ليست أدوية البرد للأطفال وحدها، بل الوقاية المبكرة، فهي تشكل خط الدفاع الأول أمام أي عدوى. فالطفل في المدرسة أو أماكن التجمع يكون أكثر عرضة للإصابة نتيجة الاختلاط المستمر، وهنا يأتي دور العادات الصحية اليومية للحفاظ على صحته وتقليل الحاجة لاستخدام أدوية البرد للأطفال:
غسل اليدين بانتظام
يُعد غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية من أهم الوسائل لمنع انتقال الفيروسات. فالأيدي تلامس الأسطح ثم تقترب من الفم أو الأنف والعينين، ما يجعلها وسيلة أساسية لانتقال العدوى. ويُنصح بتعويد الأطفال على غسل أيديهم قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض أو اللعب في الخارج.
تنظيف الأسطح كثيرة الاستخدام
الأسطح مثل مقابض الأبواب، الطاولات، الهواتف، وألعاب الأطفال قد تكون بيئة لتجمع الفيروسات. لذلك، من المهم مسحها بانتظام باستخدام مطهرات آمنة، خاصة في فصل الشتاء أو عند وجود إصابة في المنزل.
تجنب مخالطة الأشخاص المصابين
يُنصح بإبقاء الأطفال بعيدًا عن الأفراد المصابين بالبرد أو الإنفلونزا، سواء في العائلة أو المدرسة، للحد من فرص انتقال العدوى. وإذا مرض الطفل، يجب منحه فترة راحة في المنزل حتى لا ينقل العدوى لغيره.
تعزيز مناعة الطفل
الوقاية لا تتوقف عند النظافة فقط، بل تشمل أيضًا اتباع نمط حياة صحي:
-
النوم الكافي لدعم جهاز المناعة.
-
تناول غذاء متوازن غني بالخضروات والفواكه.
-
تشجيع الطفل على شرب السوائل بانتظام.
بهذه الإجراءات البسيطة يمكن تقليل احتمالية إصابة الأطفال بنزلات البرد، وحمايتهم من اللجوء إلى أدوية قد تكون غير آمنة.
اقرأ أيضًأ: متلازمة راي: الخطر الخفي لاستخدام الأسبرين عند الأطفال
خاتمة
إن تحذير هيئة الدواء المصرية يسلط الضوء على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي حول الاستخدام الرشيد للأدوية. فصحة الأطفال أمانة، والحذر في إعطائهم أي دواء هو خط الدفاع الأول لحمايتهم من المخاطر الصحية قصيرة أو طويلة المدى.