قد تزيد معدلات الإصابة بالأمراض عند العودة إلى المدرسة، إذ يختلط الأطفال ببعضهم بشكل كبير مما قد يساعد في انتشار الأمراض بشكل واسع. فما هي أهم أمراض أطفال المدارس؟ وهل يعتبر فيروس HFMD الذي ينتشر بينهم خطيرًا؟ إليك أهم التفاصيل في المقال التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
لماذا تنتشر الأمراض بين أطفال المدارس؟
تنتشر العديد من الأمراض في بداية السنة الدراسية بسبب التواصل المقرب مع الأطفال الآخرين، إضافةً إلى انتشار العديد من الجراثيم في بيئة المدرسة، وذلك يتضمن مقاعد الدراسة، وغرف الصفوف الدراسية، وملاعب المدرسة حيث تقع العديد من الحوادث.
قد يكون من الصعب الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض، لكن يعتبر غسل اليدين بانتظام الطريقة الأكثر فعالية في الوقاية، ويجب تعليم الطفل كيفية غسلهما بطريقة صحيحة. ينصح أيضًا بإبقاء الطفل في المنزل في حال إصابته بالمرض، وكراقبة درجة حرارته لمدة 24 ساعة في حال ارتفاعها، وذلك لمنع نشر المرض بين الأطفال الآخرين.
اقرأ أيضًا: مع العودة إلى المدارس.. لا تهمل مخاطر كثرة جلوس الأطفال!
أمراض أطفال المدارس الشائعة
عادةً ما تنتج هذه الأمراض عن جراثيم مثل الفيروسات أو البكتيريا، ويمكن أن تنتشر بشكل واسع بين الأطفال الصغار تحديدًا. نذكر فيما يلي أهم أمراض أطفال المدارس.
فيروس اليد والقدم والفم
يعد فيروس اليد والقدم والفم (بالإنجليزية: Hand, Foot and Mouth Disease) من الأمراض المنتشرة بشكل خاص بين أطفال المدارس والحضانات؛ بسبب سهولة انتقاله في البيئات المزدحمة. عادةً ما يصيب الفيروس الأطفا الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، لكنه قد يصيب الأطفال الأكبر عمرًا أو حتى البالغين. ينتقل الفيروس عبر العطس والسعال، أو ملامسة الأدوات المشتركة مثل الأقلام، والألعاب، وأسطح الطاولات، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للعدوى خلال فترة الدوام المدرسي.
من أبرز أعراضه الحمى الخفيفة، وظهور تقرحات مؤلمة في الفم تجعل الأكل والشرب صعبًا، إضافة إلى طفح جلدي أو بثور صغيرة على اليدين والقدمين. ورغم أن المرض عادةً خفيف ويزول خلال عشرة أيام من تلقاء نفسه، إلا أنه قد يسبب غيابًا متكررًا عن المدرسة ويؤثر على راحة الطفل. تلعب الوقاية دورًا أساسيًا، وتشمل تشجيع الأطفال على غسل أيديهم بانتظام، وتعقيم الأدوات المدرسية، والتأكد من بقاء الطفل المصاب في المنزل حتى زوال الأعراض، مما يقلل فرص انتقال العدوى بين الطلاب ويحافظ على بيئة مدرسية صحية.
الرشح والانفلونزا
يعتبر الرشح والإنفلونزا من أمراض أطفال المدارس الشائعة؛ نظرًا لسهولة انتقال الفيروسات المسببة لهما في الصفوف المزدحمة والأماكن المغلقة. ينتقل المرض عبر الرذاذ المتطاير من العطس أو السعال، وكذلك من خلال ملامسة الأسطح والأدوات المشتركة.
تظهر أعراض الرشح عادة بشكل تدريجي وتشمل انسداد أو سيلان الأنف، العطس، والتهاب الحلق الخفيف، بينما تتميز الإنفلونزا ببداية مفاجئة مع حمى مرتفعة، قشعريرة، آلام في العضلات والمفاصل، وإرهاق شديد. وعلى الرغم من أن أغلب الحالات تكون بسيطة وتتعافى خلال أيام، إلا أن بعض الأطفال قد يعانون من مضاعفات مثل التهاب الأذن أو التهابات صدرية، خصوصًا لدى ذوي المناعة الضعيفة.
القوباء
القوباء (بالإنجليزية: Impetigo) هي عدوى جلدية بكتيرية شائعة تصيب الأطفال في سن المدرسة، وتنتشر بسهولة في البيئات المزدحمة مثل الصفوف والحضانات. تسببها عادة بكتيريا المكورات العنقودية أو العقدية، وتظهر في صورة بثور أو تقرحات سطحية تتحول سريعًا إلى قشور ذهبية مميزة حول الفم أو الأنف أو على اليدين.
تنتقل العدوى من طفل لآخر عبر الملامسة المباشرة للجلد المصاب، أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف والأقلام. ورغم أن القوباء ليست مرضًا خطيرًا في الغالب، إلا أنها قد تسبب حكة مزعجة وتؤثر على راحة الطفل ومظهره. يتضمن العلاج استخدام مراهم أو مضادات حيوية موضعية، وفي الحالات الأكثر شدة قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا فمويًا.
التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
يطلق على التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي أيضًا اسم انفلونزا المعدة (بالإنجليزية: Stomach flu)، وتسببه فيروسات متعددة أبرزها النوروفيروس والروتا فيروس، وينتقل بسهولة عبر الطعام أو الماء الملوث، وكذلك من خلال ملامسة الأسطح والأدوات المشتركة، لذلك يعتبر أيضًا من أمراض أطفال المدارس الشائعة.
تظهر الأعراض بسرعة وتشمل الإسهال، والتقيؤ، وآلام البطن، والحمى الخفيفة، مما يؤدي إلى فقدان السوائل واحتمالية الإصابة بالجفاف إذا لم يتم تعويضها بشكل كافٍ. عادةً ما يكون المرض محدودًا ويستمر لبضعة أيام، لكن الجفاف قد يمثل خطرًا أكبر على الأطفال الصغار. يركز العلاج على الراحة، وشرب كميات كافية من السوائل أو المحاليل التعويضية الفموية لتعويض المعادن والأملاح المفقودة.
اقرأ أيضًا: العودة للمدارس: استعدادات ونصائح لكل أم مع بداية العام الدراسي
التهاب الحلق
يعتبر التهاب الحلق (بالإنجليزية: Strep throat) أيضًا من أهم أمراض أطفال المدارس شيوعًا، وينتقل بين الطلاب بسرعة كبيرة. قد يسبب التهاب الحلق الألم الشديد في الحلق، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة الحرارة، والصداع. ينصح بعلاج التهاب الحلق فور ظهور أعراضه، فقد يؤدي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية في حال عدم علاجه.
ينصح بإجراء مسحة للحلق وتلقي العلاج الذي يتمثل بالمضادات الحيوية، وتعليم الطفل كيفية غسل اليدين بطريقة صحيحة، إضافةً للابتعاد عن الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض المرض.
الخاتمة:
من أهم أمراض أطفال المدارس الرشح والانفلونزا، إضافةً لالتهاب الحلق ومرض اليد والقدم والفم الذي ينتج عن الإصابة بعدوى فيروسية. تنتشر هذه الأمراض بسبب الاختلاط المقرب بين الأطفال، وقابلية انتشار الجراثيم بينهم بشكل واسع. ينصح بتعليم الطفل أساسيات الوقاية من المرض، إضافةً إلى إبقائه في المنزل ليستريح ويتعافى من المرض، وللوقاية من انتقال المرض إلى الأطفال الآخرين.