في مسلسل “كارثة طبيعية” الذي يُعرض حاليًا، لم يكن العنوان مجازيًا فقط؛ بل حمل في طيّاته إسقاطًا على ما يمكن أن يحدث داخل جسد المرأة عند حدوث الحمل المتعدد، حيث تتحول العمليات الحيوية الدقيقة إلى عاصفة من التغيرات الهرمونية والمناعية. ورغم أن استقبال أكثر من جنين في الرحم يُعدّ حدثًا مفرحًا، إلا أنه يفتح الباب أمام مضاعفات معقدة قد تجعل الحمل أقرب إلى اختبار لقدرة الجسد على الصمود.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو الحمل المتعدد؟
يُعرّف الحمل المتعدد (بالإنجليزية: Multiple pregnancy) بأنه وجود أكثر من جنين واحد في رحم الأم خلال فترة الحمل، سواء كان توأمًا متماثلًا ناتجًا عن انقسام بويضة واحدة، أو غير متماثل ناتجًا عن تخصيب بويضتين مختلفتين. هذا النوع من الحمل أصبح أكثر شيوعًا مع انتشار علاجات الخصوبة والتقنيات الحديثة مثل الإخصاب الصناعي أو أطفال الأنابيب ( بالإنجليزية: In vitro fertilization or IVF).
اقرأ أيضًا: تسمم الحمل (Eclampsia).. أسبابه ومضاعفاته والوقاية منه

الأسباب العلمية وراء الحمل المتعدد
تُظهر الأبحاث أن هذه الحالة التي تتضمن وجود أكثر من جنين واحد في رحم الأم خلال فترة الحمل لا يحدث عشوائيًا، بل يتأثر بعدة عوامل بيولوجية ووراثية وبيئية، منها:
- 
العوامل الوراثية: النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي بالحمل بتوائم أكثر عرضة. 
- 
العمر: يزداد احتمالية حدوث الـحمل المتعدد بعد سن الثلاثين بسبب ارتفاع هرمون FSH. 
- 
علاجات الخصوبة: استخدام الأدوية المنشطة للمبايض يزيد من احتمال إطلاق أكثر من بويضة. 
- 
التقنيات المساعدة على الإنجاب: مثل الإخصاب المخبري، حيث يُزرع أكثر من جنين لزيادة فرص النجاح. 
- 
التغذية والعِرق: بعض الدراسات إلى أن النساء الإفريقيات أكثر عرضة للحمل المتعدد، كما أن النظام الغذائي الغني بالبروتين يرتبط بزيادة احتماله. 
اقرأ أيضًا: هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل فعلًا؟ الحقيقة الكاملة التي تهم كل أم
مخاطر الحمل المتعدد على الأم
ورغم بهجة انتظار أكثر من طفل، إلا أن الحمـل المتعدد يضاعف الضغط على جسم المرأة، ويزيد من احتمالات الإصابة بمضاعفات خطيرة، منها:
- 
ارتفاع ضغط الدم الحملي وتسمم الحمل: نتيجة زيادة العبء القلبي والهرموني. 
- 
فقر الدم: بسبب زيادة الحاجة إلى الحديد والمغذيات. 
- 
الولادة المبكرة: غالبًا ما تحدث قبل الأسبوع الـ37 من الحمل. 
- 
نزيف ما بعد الولادة: نتيجة تمدد الرحم الزائد وصعوبة انقباضه بعد الولادة. 
- 
الولادة القيصرية: ترتفع نسبها بشكل ملحوظ لتفادي المخاطر أثناء الولادة الطبيعية. 

5 أعراض مبكرة تشير إلى الحمل المتعدد
تختلف أعراض الحمل المتعـدد عن الحمل العادي في شدتها ومدى ظهورها المبكر، وتشمل:
- 
غثيان صباحي حاد: نتيجة ارتفاع مستويات الهرمونات بسرعة. 
- 
زيادة مفرطة في الوزن خلال الحمل في الأسابيع الأولى. 
- 
تعب شديد وعدم القدرة على النوم. 
- 
زيادة حجم الرحم بصورة أسرع من المتوقع. 
- 
نتائج تحليل الدم تُظهر مستويات مرتفعة من هرمون hCG. 
هذه العلامات لا تؤكد وحدها وجود أكثر من جنين، لكنها مؤشرات تستدعي مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية.
المرض المحتمل المرتبط بالحمل المتعدد
من أبرز المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالحمـل المتعدد هو ما يُعرف بمتلازمة نقل الدم الجنيني (بالإنجليزية: Twin-to-Twin Transfusion Syndrome)، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة، تحدث عندما يتشارك التوأمان في مشيمة واحدة ويتوزع الدم بينهما بشكل غير متوازن، مما قد يهدد حياة أحد الأجنة أو كليهما إن لم يُعالج الأمر مبكرًا.
اقرأ أيضًا: ملابس الحمل: دليلك الشامل
متى يجب على الأم مراجعة الطبيب فورًا؟
ينصح الأطباء بضرورة المتابعة الدورية الدقيقة للحمل المتعدد، مع التوجه العاجل للطبيب في حال:
- 
الشعور بآلام حادة في البطن أو انقباضات متكررة. 
- 
تورم مفاجئ في الوجه أو اليدين. 
- 
نزيف مهبلي مهما كان بسيطًا. 
- 
قلة حركة الأجنة أو توقفها. 

خلاصة
يُعد الحمل المتعدد معجزة بيولوجية مبهرة، لكنه في الوقت نفسه تحدٍ طبيّ يحتاج إلى مراقبة دقيقة ودعم متواصل. تمامًا كما عكس مسلسل “كارثة طبيعية” الصراع بين الطبيعة والبقاء، فإن جسد الأم يعيش تجربة متكاملة بين الخطر والحياة، بين المعاناة والقدرة على الخلق. لذا، تبقى المتابعة الطبية المنتظمة والتغذية السليمة هما الدرع الواقية لحماية الأم وأطفالها في هذه الرحلة الفريدة.
 
								 
															 
															 
								 
															 
															 
															 
															 
															 
															 
															 
															 
															 
															