سبب انتشار سلالة جديدة من الانفلونزا قلقًا واسعًا، نظرًا لكونها شديدة العدوى وتسبب أعراضًا حادة، إذ يعتقد أنها الانفلونزا الأكثر حدة منذ عقود. فما هو سبب انتشار هذه السلالة، وما هي الأعراض التي تسببها؟ وهل تشكل خطرًا على حياة المصابين؟ إليك التفاصيل في المقال التالي.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا
كيف بدأ انتشار السلالة الجديدة؟
يواجه العالم هذا الشتاء تحذيرًا صحيًا متزايدًا بسبب ظهور سلالة جديدة من الانفلونزا A تعرف باسم (بالإنجليزية: H3N2 subclade K). بدأت هذه السلالة تنتشر بسرعة في عدة دول، خاصة بالمملكة المتحدة واليابان، ما أثار قلق خبراء الأمراض المعدية حول مدى فعالية التلقيح الموسمي ضدها.
تشير الأبحاث الأولية إلى أن التحورات الجينية في هذه السلالة تجعلها مختلفة بشكل ملحوظ عن السلالات الواردة في لقاحات هذا العام، مما قد يقلل من قدرتها على استهدافها بدقة. ورغم ذلك، تؤكد بعض الجهات الصحية أن اللقاح لا يزال يوفر حماية جيدة من مضاعفات المرض، خصوصًا لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
من جهة الأعراض، فإن الإصابة بـ H3N2 غالبًا ما تتشابه مع الإنفلونزا الموسمية: حمى مفاجئة، سعال، آلام في الجسم، تعب شديد، وارتجاف. وتأكيدًا للتحديات المحتملة، تنبه بعض المصادر إلى أن بداية موسم الإنفلونزا قد تكون مبكرة هذا العام بشكل غير معتاد، ما يزيد من الضغط على أنظمة الرعاية الصحية.
باختصار، تعتبر subclade K من H3N2 سلالة جديدة من الانفلونزا والتي تستدعي الحذر المزيد والمراقبة الدقيقة، خصوصًا مع تزايد حالات الإصابة وتحذير الخبراء من أن اللقاحات قد تكون أقل انسجامًا معها هذا الموسم.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن الإصابة بالإنفلونزا؟ إليك أسرار العدوى الصامتة

هل تختلف أعراض السلالة الجديدة؟
تشير التقارير الصحية الواردة من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة إلى أن أعراض السلالة الجديدة من الانفلونزا لا تختلف كثيرًا عن أعراض الإنفلونزا الموسمية المعتادة. فمعظم المصابين يعانون من حمى مفاجئة، وقشعريرة، وسعال جاف، وآلام في العضلات والمفاصل، وصداع، واحتقان الأنف، وتعب شديد – وهي الأعراض التقليدية للإنفلونزا.
لكن ما يثير القلق من انتشار سلالة جديدة من الانفلونزا هو شدة الأعراض وسرعة تطورها لدى بعض الفئات، مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وهو ما ظهر في تقارير الصحة العامة في كندا وبريطانيا. بعض الأطباء لاحظوا ازدياد الحالات التي تحتاج رعاية طبية بسبب الجفاف أو ضيق التنفس، مما يوحي بأن السلالة قد تكون أكثر قدرة على التسبب بمضاعفات دون أن تغير شكل الأعراض نفسها.
بمعنى آخر: الأعراض هي نفسها، لكن حدتها قد تكون أعلى لدى فئات معينة، وهذا ما دفع الجهات الصحية للتنبيه على ضرورة التطعيم واتخاذ احتياطات الوقاية المعتادة خلال موسم الشتاء.
ما هي طرق الوقاية؟
توصي الجهات الصحية في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، باتباع إجراءات الوقاية التقليدية نفسها بعد انتشار سلالة جديدة من الانفلونزا، لأنها ما تزال الأكثر فعالية في الحد من انتشارها. ويعد التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا خط الدفاع الأول، إذ تشير التقارير إلى أن لقاح هذا الموسم يوفّر حماية جيدة ضد السلالة المنتشرة. كما ينصح بالحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وتجنّب لمس الوجه قدر الإمكان، خاصة خلال فترات ارتفاع الإصابات.
وتشدد الهيئات الصحية على أهمية البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض لتقليل نقل العدوى، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو المغلقة، خصوصًا لدى كبار السن أو المرضى المزمنين. كما يفضل الحفاظ على تهوية جيدة في الأماكن المغلقة، وتجنب الاختلاط الوثيق مع الأشخاص المرضى. يسهم اتباع هذه الخطوات البسيطة في خفض خطر العدوى والمضاعفات المرتبطة بالسلالة الجديدة بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: أضرار لقاح الانفلونزا: هل تفوق فوائده؟

الخاتمة:
سبب انتشار سلالة جديدة من الانفلونزا قلقًا واسعًا بين مقدمي الرعاية الصحية، وقد انتشرت السلالة في المملكة المتحدة واليابان بشكل واسع. ينصح بالحرص على غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا، والابتعاد عن الأماكن المكتظة، وتلقي مطعوم الانفلونزا الذي يساعد على الوقاية من الإصابة بالمضاعفات.