كيف يغيّر الزهايمر ملامح حياتنا وحياة من نحب؟

1

x77eq3
كيف يغيّر الزهايمر ملامح حياتنا وحياة من نحب؟

فهرس الصفحة

يتكوّن جسم الإنسان من أجهزة عديدة تعمل مع بعضها البعض بدقة عالية، ومن بين أجزاء الجسم المخ أي العقل الذي ميّز الله به الإنسان عن غيره من الكائنات، يصاب المخ بعدة حالات مرضية منها الزهايمر، فما هو مرض ألزهايمر؟ وما هي مراحله؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ما هو الزهايمر؟

الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s Disease) حالة مرضية تصيب أجزاء من الدماغ بالتحديد التي تتحكم في الفكر، اللغة، الذاكرة، وهو يعدّ من أكثر أسباب الخَرَف شيوعًا، يجعل ألزهايمر ممارسة الأنشطة الحياتية أمرًا صعبًا، ويستهدف هذا المرض العضال بشكل كبير الأشخاص البالغين من العمر 65 عامًا وأكثر، وقد يصيب الأشخاص الأقل عمرًا أيضًا لكن الأمر يكون أقل شيوعًا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر بلغ عدد المصابين بالزهايمر في عام 2020 في الولايات المتحدة الأمريكية 5.8 مليون شخص.

مراحل المرض

يتطور المرض بشكل بطيء أي يحتاج عدة سنوات حتى تشتد الأعراض، يقسّم الأطباء مراحل الزهايمر إلى خمسة مراحل، وفيما يلي توضيح كل مرحلة على حدة:

المرحلة الأولية

لا تظهر خلال هذه المرحلة أي أعراض إذ إن داء الزهايمر يبدأ قبل وقت طويل من ظهور الأعراض، في الغالب يتم الكشف عن هذه المرحلة من خلال إجراء فحوصات أو أبحاث فقط. تستمر المرحلة الأولية عدة سنوات وربما لعقود أيضًا، وجدير بالذكر أنّ المصاب لن يلاحظ أي تغير، إذ لا يمكن الكشف عن التغيرات إلا من خلال تقنيات تصوير جديدة تحدد رواسب بروتين أميلويد بيتا الذي يشير إلى الإصابة بالزهايمر، من الممكن أيضًا أن يتم الكشف عن هذه المرحلة من خلال إجراء فحوصات جينية، لكن لا تتم هذه الفحوصات إلا بإشراف طبي كونها لا يتم إجراؤها لجميع المصابين.

مرحلة الاختلال المعرفي المعتدل

يعاني المصابون بالمرض في مرحلة الاختلال المعرفي المعتدل من تغيرات خفيفة في الذاكرة والقدرة على التفكير، أي لا تجعل هذه التغيرات ممارسة الأنشطة الحياتية أمرًا صعبًا، وما يحدث بشكل دقيق هو هفوات فيما يتعلق بالمعلومات التي يمكن تذكرها بسهولة في العادة، مثل المحادثات والمواعيد.

كما يواجه المصابون بداء الزهايمر في مرحلة الاختلال المعرفي المعتدل صعوبة في تقدير الفترة الزمنية اللازمة لإنجاز أمر ما، أو صعوبة في تقدير عدد الخطوات اللازمة لإنجاز مهمة أو تسلسلها، بالإضافة إلى صعوبة في اتخاذ القرارات.

وننوه هنا أنّه ليس بالضرورة أن يكون الشخص المصاب بالاختلال المعرفي المعتدل مصابًا بألزهايمر، فقد يكون ناتجًا عن حالة مرضية أخرى، وذلك لا يتم اكتشافه إلا من خلال إجراء تقييم وفحص طبي.

المصابون بداء الزهايمر

 

مرض الزهايمر والخرف البسيط

في الغالب يتم تشخيص الزهايمر في مرحلة الخرف الطفيف، كون المشاكل في الذاكرة والتفكير تصبح واضحة بشكل كبير، وتتمثل هذه المشاكل في فقدان الذاكرة بالنسبة للأحداث اليومية، فقد يواجه المصاب صعوبة في تذكر الأحداث الحديثة بشكل خاص، بالإضافة إلى صعوبة في حل المشاكل والمهام المعقدة، فقد يصبح التخطيط لزيارة أو حساب مالي عبئًا على المصاب.

تحدث في مرحلة الخرف البسيط تغيرات في الشخصية، فقد يصبح المصابون بألزهايمر مكبوتين أو انطوائيين، الغضب بشكل مستمر، بالإضافة إلى نقص الرغبة والحافز لإتمام المهام الموكلة إليه. كما يعاني المصاب من صعوبة في تنظيم الأفكار والتعبير عنها، إذ يصبح من الصعب على المصاب أن يجد كلمات مناسبة لوصف الأشياء، يواجه المصاب صعوبة في معرفة طريقهم أو معرفة أماكن الأغراض التي وضعوها.

مرحلة الخَرف المعتدل

تتفاقم أعراض الزهايمر في هذه المرحلة بالتحديد، فتظهر أعراض النسيان والتشويش ويصبح المصاب بحاجة إلى مساعدة من الآخرين، يعاني المصاب في هذه المرحلة من فقدان تام للإدراك أي إدراك أماكنهم، وعدم معرفة أيام الأسبوع أو فصول السنة، بالإضافة إلى الخلط بين أفراد العائلة والأشخاص الغرباء.

يزداد فقدان الذاكرة في مرحلة الخرف المعتدل فقد ينسى المصاب تفاصيل عن تاريخه الشخصي، أو عنوانه أو رقم هاتفه، كما أنه يكرر القصص ذاتها أو يختلق قصصاً جديدة لسد الثغرات في الذاكرة. في هذه المرحلة من داء ألزهايمر تحدث تغيرات أكبر في الشخصية إذ يثير المصاب شكوكًا لا وجود لها، على سبيل المثال قد يقتنع بأنّ الأطباء أو أفراد العائلة قاموا بسرقة أشياء منه.

شاهد أيضًا: تأثير العطر:كيف تساهم الروائح في إنعاش ذاكرة كبار السن؟

فقدان الذاكرة في مرحلة الخرف المعتدل

مرحلة الخرف الشديد

أو ما يعرف مراحل مرض الزهايمر الاخيرة التي تعرف أيضاً بالخرف الحاد الناتج عن ألزهايمر، تستمر قدرة المصاب العقلية لمريض الزهايمر في التراجع، إذا لا يمكن للمصاب أن يتكلم أو يتحدث بشكل مفهوم على الرغم من أنّه يتحدث في بعض الأحيان بعبارات وكلمات.

كما يحتاج المصاب بالخرف الشديد إلى الرعاية الدائمة والمساعدة بشكل كامل في تناول الطعام، وارتداء الملابس، واستخدام الحمام وجميع المهام اليومية، بالإضافة إلى الانخفاض في القدرات الجسدية، فقد يصبح الشخص غير قادر على المشي دون مساعدة، أو العجز عن الجلوس وإمساك الرأس دون مساعدة، أضف إلى ذلك أن العضلات والمنعكسات تصبح غير طبيعية، وفي نهاية الأمر يفقد الشخص قدرته على البلع والتحكم في وظائف المثانة والأمعاء.

أسباب الإصابة

كما هو الحال في جميع أنواع مرض الخرف يحدث مرض الزهايمر عندما تموت خلايا المخ وهي حالة تنكسية عصبية، حيث تحتوي أنسجة المخ لدى المصاب بلزهايمر على عدد أقل من الخلايا العصبية والوصلات، كما أن الرواسب الصغيرة تتراكم على الأنسجة العصبية وهي تعرف باسم اللويحات والتشابكات، ومن ثمّ تتطور اللويحات المتشكلة على خلايا الدماغ لتحدث تشابكات عصبية بين اللويحات المصنوعة من بروتين بيتا أميلويد مع بروتين آخر يسمى تاو.

لم يحدد الباحثون سببًا واضحًا لحدوث هذه التغيرات، لكن يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، تتضمن هذه العوامل الآتي:

  1. وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض لزهايمر.
  2. الشيخوخة والتقدم بالعمر تزيد من فرصة الإصابة.
  3. وجود جينات معينة.
  4. إصابات الدماغ الشديدة أو المتكررة.
  5. التعرض للملوثات البيئية بما فيها المعادن السامة، المواد الكيميائية الصناعية، مبيدات الآفات.

شاهد أيضًا: دراسة جديدة: فرط النعاس عند كبار السن علامة على الإصابة بالخرف

نصائح للوقاية من المرض

يعدّ مرض الزهايمر من أكثر الأمراض التي يرغب الناس في الوقاية من الإصابة بها؛ لأن العِلم عجز عن علاج الكثير من حالاته، وكون الأطباء لم يحددوا سببًا واضحًا للإصابة به فإنّ طرق للوقاية من الزهايمر غير مثبتة بشكل كامل، مع ذلك فإنّ طرق الوقاية من الأمراض تفيد ولا تضر.

ولتجنب مرض الزهايمر يمكن اتباع ما يلي:

إدارة الحالات المرضية المزمنة

من المهم للوقاية من مرض لزهايمر متابعة مستويات السكر في الدّم، ومعدلات الكوليسترول، ومستويات ضغط الدم، إذ تم ربط بعض الحالات المرضية المزمنة بالإصابة بالمرض، بما فيها السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب.

الحفاظ على وزن صحي

من طرق الوقاية أيضًا الحفاظ على وزن صحي مثالي، إذ يمكن أن يساعد تقليل الوزن والحفاظ على وزن صحي من خطر الإصابة ببعض الأمراض ومنها الزهايمر، يشار إلى أنّ السمنة قد تسبب تغيرات في بنية الدماغ وهذا يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

تنشيط الدماغ

قد يكون الأشخاص الذين يواصلون تعلّم مهارات أو علوم جديدة أو الأشخاص الاجتماعيين أقل عرضة للإصابة بالمرض، وعلى الرغم من أنه لا يوجد دراسات كافية تؤكد ذلك، لكن التحفيز الذهني يكون بمثابة تمرين للعقل وتنشيط له وبجميع الأحوال ينعكس إيجابًا على صحة الجسم.

تنشيط الدماغ

أخذ الحذر من إصابات الرأس

عند قيادة السيارة ينبغي وضع حزام الأمان، وارتداء الخوذة عند قيادة الدراجات؛ فقد تؤدي إصابات الرأس إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر، كما ينبغي التحقق من الأماكن التي يمكن السقوط فيها في المنزل ووضع أساليب وقاية تحمي الرأس.

حزام الأمان لأخذ الحذر من إصابات الرأس

قد تكون جميع الأمراض هيّنةً أمام الأمراض التي يخسر فيها الإنسان عقله ومداركه ويصبح فيها بحاجة لمساعدة الآخرين؛ لذا من الأفضل اتباع أساليب الوقاية وإجراء فحوصات بشكل دوري خاصةً عند وجود عوامل خطر تزيد من الإصابة بالزهايمر.

الأسئلة الشائعة عن مرض الزهايمر

  • يقدر متوسط ما يعيشه المصابون بالزهايمر بعد التشخيص بين 3-11 عامًا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!

فيديوهات ذات صلة

مقاومة الإنسولين محمد السعيد 2

x9o3gcg

“مقاومة الأنسولين.. المرض الصامت الذي يهدد حياتنا: د. محمد السعيد يكشف الأسباب والعلاج” الجزء الثاني

مواضيع ذات صلة

مشاركة