عشبة الاشواجندا: كنز طبيعي لتحسين المزاج والخصوبة والطاقة

تعتبر عشبة الاشواجندا من أكثر النباتات الطبية التي ذاع صيتها مؤخرًا، خصوصًا عند الحديث عن علاج مشاكل الأرق والتوتر، فكيف يتم استخدام الأشواجندا؟ وما هي فوائدها وتأثيراتها على النساء والرجال؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

ماهي الاشواجندا، وما هي مكوناتها النشطة الفعالة؟

تعتبر الأشواجندا (بالإنجليزية: Ashwagandha) من الأعشاب المفيدة جدًا من الناحية الصحية، حيث تلعب دورًا كبيرًا في الحد من الأمراض المزمنة، كونها تحتوي العديد من المعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة والالتهاب؛ كما تحتوي عشبة الاشواجندا على مجموعة واسعة من المركبات النشطة الفعَّالة، ومن أبرز هذه المركبات:

1. الإيزوبيليتيرين (بالإنجليزية:Isopelletierine): له خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للألم.
2. الأنافيرين (بالإنجليزية:Anaferine): يعتبر مسكنًا للألم ومضادًا للالتهاب.
3. الكوسيوهيجرين (بالإنجليزية: Cuscohygrine): يُعتقد أن له خصائص مهدئة ومضادة للقلق.
4. الأناهيجرين (بالإنجليزية: Anahygrine): يساعد في تخفيف القلق وتحسين المزاج.
5. الويثانوليدات (بالإنجليزية: Withanolides): لها خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب ومنشطة للجهاز المناعي.
6. الويثافيرينات (بالإنجليزية: Withaferins): تظهر فعاليته في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
7. الميشرا (بالإنجليزية: Mishra): يساعد في تقوية الجهاز المناعي وتقليل التهابات الجسم.
8. سيتويندوسايدس (بالإنجليزية: Sitoindosides): تعتبر هذه المادة مضادة للتوتر والقلق أيضًا، وتساعد في تحسين الاستجابة للضغوطات.

ما هي فوائد عشبة الاشواجندا؟

بفضل احتواء العشبة على المركبات السابقة، فإنها تحمل في طياتها العديد من الفوائد، وتشمل فوائد عشبة الاشواجندا ما يلي:

الفوائد للرجال

تعمل عشبة الاشواجندا على زيادة إفراز هرمون التستوستيرون لدى الرجل، بالإضافة إلى أنها تعزز من صحة الحيوانات المنوية بشكل كبير، وتزيد من عددها؛ وبالتالي فنبتة الأشواجندا تزيد من خصوبة الرجل.

ثبت أيضًا أن عشبة الاشواجندا تزيد من الكتلة العضلية، وتقلل من نسبة الدهون في الجسم، بالإضافة إلى أنها تزيد من مستوى القوة لدى الرجال، فضمن إحدى الدراسات اكتسب الرجال الأصحاء قوة في العضلات وازدياد في حجمها بعد 30 يومًا من تناول 750 – 1250 ميللغرام من جذر اشواجندا المطحون بشكل يومي.

الفوائد للنساء

يعتقد أن عشبة الاشواجندا قد تلعب دورًا في تنظيم دورة الحيض وتخفيف الأعراض المرتبطة بها، مثل الألم والانتفاخ وتغيرات المزاج، كما يُعتقد أن هذا النبات يمكن أن يساعد في تنظيم إفرازات هرمونات مثل البرولاكتين والاستروجين والبروجستيرون،في الوقت ذاته تعمل على تقليل مضاعفات انقطاع الطمث، وتخفف عدة أعراض مرافقة لها كالهبات الساخنة، وتقلبات المزاج، ومشاكل النوم، والتهيج والقلق.

شاهد أيضًا: انقطاع الطمث المبكر: كل ما تحتاجين إلى معرفته

خفض ضغط الدم

تناول عشبة الأشواغاندا قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم؛ لكن يجب الانتباه أن تناول العشبة من الممكن أن يسبب هبوطًا حادًا في ضغط الدم لدى مرضى ارتفاع الضغط. كما قد يتداخل استخدامها مع الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد تحفز عشبة الأشواغاندا الجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض أمراض المناعة الذاتية.

خفض مستوى السكر في الدم

تلعب عشبة الاشواغاندا دورًا فعالًا في تنظيم مستوى السكر في الدم، سواء لدى الأشخاص الأصحاء أو المصابين بداء السكري، فهي تعمل على زيادة إفراز الأنسولين، بالإضافة إلى أنها تزيد من حساسية الأنسولين، ففي دراسة أجريت على 6 أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني، ساهم تناول مكملات الاشواجندا لمدة 30 يوماً، في خفض مستويات السكر في الدم.

إنقاص الوزن

تملك عشبة الاشواجندا أكثر من آلية تساهم بفاعلية في فقدان الوزن الزائد، وهي كالتالي:

1. تقليل مستويات الكورتيزول: عشبة الاشواجندا قد تساعد في تقليل مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، الذي يعرف أيضًا بـ “هرمون الإجهاد”. ارتفاع مستويات الكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشهية وتخزين الدهون، وبالتالي تقليلها قد يسهم في عملية التخسيس.
2. زيادة معدل الأيض: يساعد النبات في زيادة معدل الأيض؛ مما قد يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية وبالتالي تسهيل عملية التخسيس.
3. تقليل الإجهاد وزيادة الطاقة: يمكن أن يساعد تقليل مستويات الإجهاد وزيادة الطاقة الناتجة عن استخدام عشبة الاشواجندا في تحسين الأداء الرياضي وزيادة النشاط البدني، مما يسهل عملية فقدان الوزن.
4. تقليل الالتهابات: تحتوي العشبة على مركبات تسمى “الويثانوليدات” والتي تعتبر مضادات للالتهابات الطبيعية. ويعتبر الالتهاب من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على عملية التخسيس.

بشكل عام، يمكن أن تكون عشبة الأشواجندا جزءً مفيدًا من نظام غذائي ونمط حياة صحي، لكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامها كجزء من برنامج لخسارة الوزن.

مكافحة السرطان

يحتوي النبات على خصائص مضادة للسرطان، حيث تعيق تلك الخواص من نمو الخلايا السرطانية، وتزيد من نسبة الموت المبرج لها، وذلك لاحتواء عشبة الاشواجندا على مركب نشط بيولوجيًا يدعى ويذافرين (بالإنجليزية: Withaferine) الذي يعزز موت الخلايا السرطانية، ويكون فعالًا ضد العديد من أنواع السرطان.

شاهد أيضًا: بهارات تحميك من السرطان: أكثر من 3 أنواع مختلفة

عشبة الاشواجندا وفوائدها للقولون العصبي

تأتي تلك الفائدة كون لعشبة الاشواجندا أن تعمل على خفض مستوى الكورتيزول في الجسم، والذي يوصف بهرمون التوتر، كون الغدد الكظرية تقوم بإفرازه استجابة للتوتر، أو عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل كبير.

من فوائد الاشواغندا أيضًا أنها تقلل من الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التوتر والقلق، كما أنها تقلل من مستوى الإجهاد، عبر تنظيم الإشارات الكيميائية في الجهاز العصبي، ففي دراسة استمرت 60 يومًا على 64 شخصًا يعانون من ضغوط مزمنة، أدى تناول مكملات عشبة الاشواجندا إلى انخفاض القلق والأرق لديهم بنسبة 69٪.

التخفيف من أعراض الاكتئاب

على الرغم من أن هذا الجانب يحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيده، إلا أن هذه العشبة تلعب دورًا مساعدًا في تخفيف أعراض الاكتئاب، فضمن دارسة استمرت 60 يومًا، وأجريت على 64 شخصًا بالغًا مصابين بالتوتر، ساهم تناول 600 ميليغرام من مستخلص الأشواجندا عالي التركيز بشكل يومي، في انخفاض مستوى الاكتئاب الحاد لديهم بنسبة 79%.

تعزيز صحة القلب ومكافحة الالتهابات

تساهم في تحسين صحة القلب، من خلال خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية في الجسم، هذا بالإضافة إلى أن الاشواجندا تزيد من نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، وهي نوع من الخلايا اللمفاوية، التي تعد مكونًا أساسيًا للجهاز المناعي، كما تقلل من علامات الالتهاب، مثل بروتين C المتفاعل (CRP)، ففي إحدى الدراسات، أدى تناول 250 ميلغرام من مستخلص اشواجندا بشكل يومي، إلى انخفاض في نسبة بروتين C المتفاعل بنسبة 36٪.

تعزيز صحة الدماغ والذاكرة

فهي تزيد من نشاط مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية من الجذور الحرة الضارة، كما أنها تعمل على تقوية الذاكرة، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي استمرت 8 أسابيع على 50 شخصًا بالغًا، أن تناول 300 ميلغرام من خلاصة جذور أشواجندا مرتين في اليوم، أدى إلى تحسن ملحوظ في الذاكرة العامة ومستوى الانتباه وأداء المهام.

مكافحة الجراثيم والبكتيريا وتحسين صحة الجهاز الهضمي

حيث يساهم تناول الاشواجندا مع المضادات الحيوية في تخفيف السعال والحمى بشكل أفضل من تناول المضادات الحيوية وحدها، كما تلعب دورًا فعالًا في تثبيط أو قتل البكتيريا مثل السالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية،كما أن تناولها يساعد في علاج الإمساك، وآلام المعدة، والقيء، والتهاب الأمعاء، وتقليل مشاكل القولون العصبي.

مكافحة الفيروسات والفطريات

إذ يعزز تناول عشبة الاشواجندا سرعة الشفاء من التهاب الكبد الفيروسي، كما أنها تشكل مضادًا للعديد من الفيروسات كفيروس نقص المناعة البشرية والهربس وفيروس مرض الجراب المعدية، إضافة إلى ذلك تلعب دورًا فعالاً في تثبيط نمو أنواع متعددة من الفطريات كالليشمانيا والملاريا.

الحد من أعراض الوسواس القهري وفرط الحركة

حيث يساهم استخدام الاشواجندا مع الأدوية الكيميائية، في علاج أعراض الوسواس القهري، والحد منها، كما تمتلك الاشواجندا دورًا في تحسين وقت الاستجابة والاندفاع والتركيز لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

تحسين النوم ومكافحة الشيخوخة

فهي تساعد الأشخاص على النوم بشكل جيد، إضافة إلى تحسين جودة النوم، وكونها تحتوي على (Withanolides) وهي من مضادات الأكسدة القوية، التي تحسن علامات الإجهاد التأكسدي المرتبط بالتقدم في العمر.

الآثار الجانبية للاستخدام

على الرغم من فوائد عشبة الاشواجندا، إلا أنه يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية والمضار عند استخدامها. إليك بعض الآثار الجانبية المحتملة:

1. اضطرابات المعدة: قد تسبب الجرعات الكبيرة منها الاضطرابات المعوية مثل اضطراب المعدة، والإسهال، والقيء.
2. مشاكل الكبد:  قد تسبب الأشواجندا مشاكل في الكبد، بما في ذلك فشل الكبد الشديد والحاجة إلى زراعة كبد.
3. تأثيرات على الغدة الدرقية: قد تزيد عشبة الاشواجندا من وظيفة الغدة الدرقية عن طريق زيادة تحويل الهرمون الدرقي الأقل فعالية (T4) إلى الهرمون الأكثر فعالية (T3)؛ وبالتالي، قد تؤدي لزيادة نشاط الغدة الدرقية؛ مما قد يكون خطرًا على الأشخاص الذين يعانون من فرط النشاط الدرقي.
4. الحمل والرضاعة الطبيعية: يُنصح بعدم استخدامها خلال فترة الحمل أو الرضاعة الطبيعية، حيث قد تسبب مضاعفات.
5. أمراض المناعة الذاتية: قد تؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة؛ مما قد يزيد من تفاقم أعراض أمراض المناعة الذاتية.
6. تفاعل مع الأدوية الأخرى: قد تتفاعل الأشواجندا مع بعض الأدوية الأخرى، لذا يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها إذا كنت تتناول أدوية أخرى.

طريقة استعمال عشبة الاشواجندا والجرعة اليومية

يمكن استخدام عشبة الاشواجندا في شكل كبسولات، أو أقراص، أو مستخلصات سائلة، أو مساحيق قابلة للإضافة إلى المشروبات، أو حبوب قابلة للمضغ. وعادةً ما تكون الجرعة المعتادة 500 مليغرام مرتين يوميًا، ويمكن تناولها في أي وقت من اليوم حسب التفضيلات الشخصية. ومع ذلك، قد تختلف الجرعة حسب احتياجات كل فرد والغرض من الاستخدام، لذا يجب استشارة الطبيب قبل بدء استخدامها لتحديد الجرعة المناسبة.

أفضل وقت لتناول حبوب الأشواجندا

أفضل وقت لتناول حبوب الأشواغندا يمكن أن يختلف من شخص لآخر حسب الأهداف الصحية والتوصيات الطبية الفردية. ومع ذلك، هناك بعض الاقتراحات حول أوقات اليوم المناسبة لتناولها:

1. صباحًا: بعض الأشخاص يفضلون تناول حبوب الأشواجندا في الصباح مع الوجبة الأولى أو على معدة فارغة. يمكن أن يساعد تناولها في الصباح على زيادة الطاقة وتحسين اليقظة والتركيز خلال النهار.
2. مع الطعام: يُنصح بتناولها مع الطعام لتقليل فرص حدوث الاضطرابات المعوية مثل الغثيان والقيء والإسهال.
3. قبل النوم: بعض الأشخاص يفضلون تناول الحبوب قبل النوم لتحسين جودة النوم، وتخفيف التوتر والقلق، وزيادة الاسترخاء قبل النوم.
4. وفقًا لتوصيات الطبيب: يُفضل دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول حبوب الأشواجندا لتحديد الجرعة المناسبة وأفضل وقت لتناولها وفقًا لحالتك الصحية والأهداف المرجوة.

نستنتج أنه يمكن أن تجعل عشبة الأشواجندا بعض الأشخاص يشعرون بالحيوية من خلال وضوح العقل، بينما قد تسبب أيضًا مشاعر الهدوء والاسترخاء. لذا، يمكن أن يكون من الفكرة الجيدة أن تجرب تناولها في الصباح وفي المساء لمعرفة كيف يؤثر عليك، ثم يمكنك تحديد أفضل وقت يناسبك في روتينك.

محاذير وتوصيات عند الاستعمال

بعض الفئات التي يجب عليهم تجنب استهلاك عشبة الاشواجندا، ومنهم:

1. النساء الحوامل والمرضعات: استهلاك عشبة الأشواجندا غير آمن خلال فترة الحمل، حيث قد يؤدي استخدامها إلى الإجهاض. كما ينصح بتجنب استهلاكها أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، نظرًا لعدم وجود معلومات موثوقة حول مدى أمان استهلاكها خلال هذه الفترة.
2. أمراض المناعة الذاتية: ينصح بتجنب استهلاك عشبة الأشواجندا من قِبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب اللويحي، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة الحمراء، حيث قد تزيد من نشاط الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض هذه الأمراض.
3. اضطرابات الغدة الدرقية: قد يزيد استهلاك عشبة الاشواجندا من مستويات هرمون الغدة الدرقية، لذلك يُنصح مرضى الغدة الدرقية بتجنب استهلاكها أو توخي الحذر عند استخدامها.
4. الأشخاص المقبلون على العمليات الجراحية: يجب تجنب استهلاك العشبة قبل أسبوعين على الأقل من موعد العملية الجراحية، حيث إنها قد تبطئ الجهاز العصبي المركزي.
5. مرضى السكري: قد يؤدي استهلاك عشبة الاشواجندا إلى خفض مستويات السكر في الدم؛ لذلك يجب أخذ الحذر عند تناولها بالتزامن مع أدوية السكري، حيث قد يؤدي ذلك إلى انخفاض حاد بنسبة السكر في الدم.
6. مرضى ارتفاع ضغط الدم: قد يخفض استهلاك عشبة الأشواجندا ضغط الدم؛ لذلك يجب الانتباه عند تناولها بالتزامن مع الأدوية الخافضة لضغط الدم، حيث قد يزيد من انخفاض ضغط الدم بشكلٍ كبير.

شاهد أيضًا: عشبة العلندة… كنز طبيعي أم خطر خفي؟

تذكر أنه عندما تفكر بإدراج عشبة الاشواجندا ضمن نظامك الغذائي، وتناولها بشكل يومي، عليك أن تستشير طبيبًا مختصًا في البداية، فهذه العشبة -وعلى الرغم من فوائدها الكثيرة- قد تكون غير آمنة للعديد من الأشخاص، كالنساء الحوامل أو المرضعات، أو الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، أو الذين يتناولون أدوية لمرض الغدة الدرقية؛ لذا اطلب الاستشارة الطبية لمعرفة ما إن كان ذلك مناسبًا لحالتك الصحية أم لا.