كشفت الفنانة السعودية أسيل عمران عن معاناتها مع المرض المناعي، لتُفاجئ جمهورها بتفاصيل صادمة عن رحلة علاج طويلة بدأت قبل خمس سنوات، كانت فيها التوترات النفسية – وليس الوراثة – هي العدو الخفي. فما الذي يحدث عندما يتحول جهاز المناعة إلى خصم يهاجم جسدك؟ وكيف يُمكن للتوتر أن يقلب موازين الصحة؟ إليك التفاصيل الكاملة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو المرض المناعي الذاتي؟
المرض المناعي الذاتي هو اضطراب خطير في جهاز المناعة، حيث يفقد القدرة على التمييز بين الأجسام الغريبة (مثل الفيروسات والبكتيريا) وأنسجة الجسم السليمة، فيبدأ بمهاجمة أعضاء الجسم نفسه وكأنها عدو يجب القضاء عليه.
كيف يحدث هذا الخلل؟
في الوضع الطبيعي، يتعلم جهاز المناعة التعرف على خلايا الجسم منذ الولادة، لكن ما يحدث خلال المرض المناعي هو التالي:
-
يحدث خلل في آلية التعرف على الأجسام الغريبة التي يجب مهاجمتها.
-
تبدأ الخلايا المناعية (مثل الخلايا التائية والأجسام المضادة) بمهاجمة أنسجة معينة أو خلايا سليمة غير مصابة.
-
يستمر الهجوم مسببًا التهابات مزمنة وتلفًا تدريجيًا.
أمثلة على أمراض المناعة الذاتية
-
الذئبة الحمراء: تهاجم أعضاء متعددة (الجلد، المفاصل، الكلى)
-
التصلب المتعدد: يهاجم الغشاء المحيط بالأعصاب.
-
السكري النوع الأول: يدمر خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.
-
التهاب المفاصل الروماتويدي: يستهدف بطانة المفاصل.
-
الصدفية: يسبب نموًا سريعًا وغير طبيعي لخلايا الجلد.
شاهد أيضًا: سبب وفاة سارة الغامدي: هل حان وقت الحديث عن الكشف المبكر؟
رحلة أسيل عمران مع المرض المناعي
في حوارها الصريح مع برنامج “كلام نواعم” على قناة MBC1، تحدثت أسيل عن سنوات من الألم والتشخيصات المتعددة، أكدت خلالها أن الوراثة ليست سببًا واضحًا لحالتها، بل أشار الأطباء إلى التوتر المزمن كعامل رئيسي ساهم في إطلاق العاصفة المناعية داخل جسدها.
شاهد أيضًا: رحلة داخلية تبدأ بصوت: اكتشف قوة التأمل الصوتي!
كيف يؤثر التوتر على جهاز المناعة؟
بحسب دراسة منشورة في هارفرد فإن التوتر المستمر يؤدي إلى:
-
ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يُضعف أداء الخلايا المناعية.
-
تقليل إنتاج الخلايا اللمفاوية (المسؤولة عن مكافحة العدوى).
-
إضعاف نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، التي تهاجم الخلايا السرطانية والفيروسات.
-
اضطراب التوازن المناعي بين الالتهاب ومضاداته، ما يفتح الباب أمام الالتهابات المزمنة وأمراض المناعة الذاتية.
شاهد أيضًا: مرض تنفسي خطير ينتشر في أوروبا: هل يعود مشهد كورونا؟
الآثار الأخرى للتوتر على الجسم
التوتر لا يُهاجم المناعة فقط، بل يترك بصماته السلبية في عدة جوانب:
-
اضطرابات الجهاز الهضمي (مثل الغثيان والقولون العصبي).
-
نوبات صداع متكررة.
-
مشاكل في النوم والأرق المزمن.
-
إرهاق جسدي ونفسي دائم.
-
تقلبات مزاجية حادة، وأحيانًا اكتئاب.
شاهد أيضًا: هدوءك يبدأ من هنا… جرّب التأمل وعش تجربة السلام الداخلي!
كيف تحمي نفسك من آثار التوتر على المناعة؟
صحيح أن التوتر قد يكون العدو الخفي الذي يهاجم جهازك المناعي، لكن الخبر المطمئن هو أن هناك وسائل بسيطة وفعالة لاستعادة السيطرة على صحتك النفسية والجسدية، عبر تغييرات صغيرة في نمط الحياة. إليك أبرز ما يُوصي به الخبراء لتجنب المرض المناعي الناتج عن التوتر:
التأمل وتمارين التنفس
يساعد التأمل وتمارين التنفس في كسر دائرة التوتر المزمن الذي قد يكون أحد المحفزات الخفية للمرض المناعي الذاتي. هذه الممارسات اليومية تعيد التوازن للجهاز المناعي، فتمنعه من مهاجمة الجسم وتقلل من حدة الالتهابات المصاحبة للمرض المناعي.
شاهد أيضًا: سياحة العافية والتأمل: أجمل الأماكن لتجربة روحية مميزة
النشاط البدني المنتظم
المشي السريع، اليوغا، السباحة، أو حتى الرقص، تُحفز إطلاق هرمونات السعادة مثل الإندورفين، وتُعزز كفاءة الجهاز المناعي في مقاومة الالتهابات، وينصح بالمشي لمدة 30 دقيقة يوميًا من التمارين المعتدلة، فهي كافية لإحداث فرق فعلي على صحتك النفسية والمناعية.
التغذية الذكية والمضادة للالتهابات
فيما يلي أبرز المغذيات الأساسية لدعم المناعة:
-
فيتامين C: من الحمضيات، الفراولة، الفلفل الأحمر.
-
الزنك: من البقوليات، المكسرات، الحبوب الكاملة.
-
أوميغا 3: من السلمون، التونة، بذور الكتان والشيا.
هذه المغذيات تقلل من الإجهاد التأكسدي، وتدعم إنتاج الخلايا المناعية التي تتراجع تحت ضغط التوتر.
النوم العميق والمريح
النوم المتواصل لمدة 7–9 ساعات يعزز من تجدد الخلايا، يقلل من مستويات الكورتيزول، ويساعد الجسم على إنتاج الأجسام المضادة بكفاءة، ويُنصح بضرورة تجنب الشاشات قبل النوم بساعة، واحرص على النوم في غرفة مظلمة وهادئة لزيادة جودة النوم.
الدعم الاجتماعي والعاطفي
الحديث مع صديق مقرّب، المشاركة في نشاط اجتماعي، أو حتى التفاعل الإيجابي مع من تحب يقلل ضغط الدم ويهدئ الجهاز العصبي، وذلك ما أظهرته دراسات من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلس (UCLA) عام 2020 أن العزلة الاجتماعية ترتبط بزيادة مؤشرات الالتهاب في الجسم، فيما يعزز الاتصال البشري المناعة النفسية والجسدية.
الخلاصة:
قصة أسيل عمران هي دعوة صادقة للتأمل في جسور الصلة بين النفس والجسد. جهازك المناعي لا يعمل في فراغ، بل يتأثر مباشرة بمزاجك، أفكارك، وسرعة إيقاع الحياة من حولك. التوتر ليس مجرد شعور مؤقت، بل قد يكون بداية لأمراض خفية. لذا، احمِ نفسك من المرض المناعي، وخفف عن روحك ما يثقلها، وتمسك بكل ما يمنحك السلام.