مع بداية عام 2025، رصدت منظمة الصحة العالمية متحور كورونا الجديد، وأُطلق عليه اسم NB.1.8.1، ويعرف إعلاميًا بـ”نيمبوس“. وبالرغم من أنه ينتمي لعائلة أوميكرون، إلا أن بعض التعديلات في مادته الجينية أثارت مخاوف بشأن قدرته على الانتشار وتفادي المناعة المكتسبة. لكن، هل يعني هذا أننا أمام موجة جديدة؟ والأهم: هل ما زالت اللقاحات التي أخذناها سابقًا تحمينا؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما الذي نعرفه عن متحور كورونا الجديد حتى الآن؟
ظهر متحور كورونا الجديد “نيمبوس” لأول مرة في يناير 2025، وسُجل رسميًا ضمن المتغيرات الخاضعة للرصد في مايو. حتى الآن، تم رصده في 22 دولة حول العالم، ويُقدّر أنه يشكّل حوالي 10% من العينات المسجّلة، أي أنه في مرحلة تصاعد نسبي، لكن دون انتشار شامل كأوميكرون أو دلتا.
ورغم القلق العلمي، تقيّم منظمة الصحة العالمية المخاطر العالمية من متحور كورونا الجديد نيمبوس بأنها “منخفضة” حتى الآن، لكنها لا تستبعد أن يؤدي استمرار تطور الفيروس إلى ظهور موجات جديدة.
شاهد أيضًا: مرض تنفسي خطير ينتشر في أوروبا: هل يعود مشهد كورونا؟
ما مدى اختلاف “نيمبوس” عن المتحورات السابقة؟
ينحدر متحور “نيمبوس” علميًا من سلالة أوميكرون، ولا يبتعد كثيرًا عنها من حيث البنية الجينية، لكنه يتضمن طفرات إضافية تمنحه قدرة أعلى – نسبيًا – على التهرب من المناعة المكتسبة سواء من اللقاحات أو من الإصابات السابقة. ومع ذلك، لا تشير الأدلة الحالية إلى أن المتحور يسبب مرضًا أكثر شدة. بل على العكس، فإن معظم الإصابات تظل خفيفة إلى معتدلة، وخاصة لدى الأفراد الملقحين، مما يعكس استمرار فاعلية اللقاحات في تقليل شدة المرض ومعدلات الدخول إلى المستشفيات.
شاهد أيضًا: مريضة إيدز تثير القلق في مصر: ما القصة؟
أعراض متحور كورونا الجديد ما الذي تغيّر؟
بحسب خبراء الأمراض المعدية، فإن أعراض نيمبوس لا تختلف كثيرًا عن متحورات أوميكرون السابقة، وتشمل أعراض متحور كورونا الجديد ما يلي:
-
التهاب حلق شديد يوصف كـ”شفرة حادة”.
-
تعب عام وصداع.
-
سعال خفيف واحتقان.
-
حمى وآلام عضلية.
ما يلفت الانتباه هو غياب فقدان حاستي الشم والتذوق، الذي كان شائعًا في السلالات الأولى. ومع ذلك، تبقى الأعراض متنوعة، خصوصًا لدى الفئات الهشة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
شاهد أيضًا: العفن المنزلي يهاجم رئتيك بصمت: اكتشف الخطر الخفي في بيتك!
هل ما زالت اللقاحات فعالة؟
الإجابة من منظمة الصحة العالمية والخبراء: نعم، لكنها ليست كاملة.
إن اللقاحات المعتمدة لا تزال فعالة ضد متحور كورونا الجديد نيمبوس في تقليل الأعراض الشديدة والوفاة، خاصة عند تلقي الجرعات المعززة. وتشير الأرقام إلى أن الجرعات الحديثة تقلل فرص دخول المستشفى بنسبة تصل إلى 45%.
لكن في المقابل، فعالية المناعة الجماعية بدأت بالتراجع مع مرور الوقت وعدم تجديد التحصين. لذلك، يُنصح الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعة معززة حديثًا، بالعودة للتطعيم لتجديد الحماية، خصوصًا من هم في الفئات المعرضة للخطر.
كيف ينتشر متحور كورونا الجديد؟
يتساءل البعض “هل يجب القلق من الهواء مجددًا؟”، في حين ينتشر متحور كورونا الجديد بنفس آلية المتحورات السابقة: عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال أو الحديث عن قرب. ويمكن أن يبقى في الهواء في الأماكن سيئة التهوية، أما عن التوصيات فهي لا تزال على حالها، وهي كالتالي:
- تهوية الغرف.
- ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
- غسل اليدين بانتظام.
علاج متحور كورونا الجديد
علاج نيمبوس لا يختلف عن المتحورات السابقة. معظم الحالات يمكن أن تتعافى في المنزل باستخدام:
-
الراحة.
-
الترطيب.
-
أدوية خافضة للحرارة ومسكنات.
أما في الحالات الشديدة، فقد تُستخدم مضادات الفيروسات أو العلاجات بالأجسام المضادة. وفي كل الأحوال، يُنصح بالتواصل مع الطبيب فور ظهور الأعراض أو في حال وجود عوامل خطر.
موجة جديدة؟ بين التحذير والتطمين
رغم ارتفاع نسبة الحالات الإيجابية في بريطانيا بنسبة 97% مقارنة بشهر مارس، إلا أن الأرقام لا تشير إلى انتشار عالمي شامل. وقد ساهم كوفيد-19 في وفاة أكثر من 300 شخص في إنجلترا خلال مايو فقط، ما يشير إلى أن خطر الفيروس لم يختفِ تمامًا، خاصة في التجمعات الكبرى أو لدى الفئات الضعيفة.
الخبراء في إقليم شرق المتوسط لا يستبعدون موجة صيفية جديدة، لكنها تبدو “قابلة للاحتواء” إذا التزم الناس بالإجراءات الوقائية وتحديث اللقاحات.
خلاصة:
اللقاحات لا تمنع الإصابة تمامًا، لكنها تقلل احتمالية الأعراض الخطيرة والوفاة بشكل واضح. لذلك، فإن الرسالة الأهم من كل ما سبق هي:
-
إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة، لا تهمل الجرعة المعززة.
-
الالتزام بالإجراءات البسيطة كتهوية الأماكن والكمامة في الزحام قد يُحدث فرقًا كبيرًا.
-
لا داعي للذعر، لكن لا مكان للتراخي أيضًا.
العالم لا يعود إلى نقطة الصفر، لكنه يتعلم التعايش مع متغيرات الفيروس بعينٍ على العلم، ويدٍ على التطعيم.