التهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Chronic Prostatitis) هو مرض يصيب الذكور، وقد يؤثر على الوظيفة الجنسية والقدرة على التبول، ويمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك التهابات بكتيرية متكررة، وتلف للأعصاب أو العضلات في منطقة الحوض. في هذا المقال، سنتعرف على التهاب البروستاتا وعلاجه وأسباب التهاب البروستاتا.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب| نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما المقصود بالتهاب البروستاتا؟
البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate) هي غدة بحجم الجوزة تقع أسفل المثانة عند الرجال، كما أنها جزء من الجهاز التناسلي الذكري، وهي تنتج أحد السوائل التي يتكون منها السائل المنوي، وتساعد عضلات هذه الغدة أيضًا في دفع السائل المنوي إلى مجرى البول أثناء القذف، وبسبب موقع غدة البروستاتا ووظيفتها يمكن أن تؤثر مشاكلها على التبول وكذلك على الوظيفة الجنسية للرجل.
التهاب البروستاتا هو حالة مرضية تصيب غدة البروستاتا، تتمثل في حدوث التهاب أو تورم في أنسجتها، وقد يكون الالتهاب حادًا يظهر بشكل مفاجئ وسريع، أو مزمنًا يستمر لفترة طويلة، ويحدث الالتهاب إما بسبب عدوى بكتيرية تنتقل من الجهاز البولي أو من خلال العلاقات الجنسية، أو نتيجة أسباب غير بكتيرية مثل اضطرابات الجهاز المناعي أو تهيج الأعصاب والعضلات في منطقة الحوض
يتطور التهاب البروستاتا المزمن تدريجيًا ويمكن أن يستمر لأشهر أو حتى سنوات، حيث تستمر أعراض التهاب البروستاتا المزمن لمدة 3 أشهر أو أكثر، وقد لا يستجيب بشكل جيد للعلاجات التي يوصي بها الطبيب، أما التهاب البروستاتا الحاد فهو حالة مؤقتة تحدث فجأة، حيث تستمر بضعة أيام فقط أو أسابيع، وغالبًا ما تستجيب بشكل جيد للعلاج.
أسباب الإصابة بالالتهاب
ينتج التهاب البروستاتا بسبب سلالات شائعة من البكتيريا، حيث تبدأ العدوى عندما تتسرب البكتيريا من البول إلى البروستاتا، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الإثارة المطولة دون القذف وتراكم السوائل داخل غدة البروستاتا من أسباب التهاب البروستاتا المزمن، ومن الأسباب الأخرى نذكر التالي:
- غالبًا ما تحدث آلام في الخصية أثناء النشوة الجنسية نتيجة لاحتقان الدم في الأوعية الدموية التي تغذي المنطقة التناسلية، هذا الألم عادة ما يؤثر على قدرة الرجل على القذف.
- الاستجابة الجسدية المُتكررة للرغبة الجنسية، أو الشهوة الزائدة، أو الامتناع عن العلاقة الجنسية لفترات طويلة.
- بعض العادات الحياتية مثل الجلوس لفترة طويلة من الزمن، وركوب الخيل والدراجات كثيرًا.
- حدوث اضطراب هرموني بشكل خاص لدى الرجال في الفترة العمرية بين 55 – 65 سنة.
- حدوث أي إصابة في الحبل الشوكي.
- الخراجات في المسالك البولية.
- الاستهلاك المفرط للكحول.
- سرطان البروستات.
- الإمساك المتكرر.
أعراض التهاب البروستاتا
تتعدد الأعراض الناجمة عن إصابة الشخص بالتهاب البروستاتا، والتي تختلف من شخص لآخر ومن أبرز هذه الأعراض:
- الألم الذي قد يكون شديدًا في أو حول القضيب أو الخصيتين، أو فتحة الشرج، أو أسفل البطن، أو أسفل الظهر، ويمكن أن يكون البراز مؤلمًا أيضًا.
- عدم القدرة على التبول من أعراض التهاب البروستاتا؛ مما يؤدي إلى تراكم البول في المثانة، وهذه الحالة تعرف باسم “احتباس البول الحاد”؛ مما يتطلب عناية طبية عاجلة.
- ألم أثناء التبول، والحاجة إلى التبول بشكل متكرر (خاصة في الليل)، ومشاكل في بدء التبول أو إيقافه.
- غالبًا ما تكون أعراض التهاب البروستاتا المزمن أقل حدة من أعراض التهاب البروستات الحاد.
- الشعور بالألم في منطقة قاعدة القضيب أو خلف كيس الصفن (الجلد الموجود أسفل الخصيتين).
- المشاكل الجنسية مثل ضعف الانتصاب والألم عند القذف، أو ألم في الحوض بعد ممارسة الجنسية.
- حصول آلام في أسفل الظهر هو من علامات التهاب البروستات عند الرجال.
- حدوث آلام في المستقيم.
- وجود دم في السائل المنوي.
- حصول ارتفاع في درجة الحرارة.
- القشعريرة.

تشخيص الالتهاب في البروستاتا
يجب مراجعة الطبيب في حالة ظهور أعراض تضخم البروستاتا التي ذكرناها، مثل ألم الحوض أو صعوبة أو ألم عند التبول أو القذف المؤلم، عادة ما يسأل الطبيب عن المشاكل التي يواجهها المريض مع فحص منطقة البطن، وإذا لم تكن هناك علامات للعدوى فقد تكون هناك حاجة إلى بعض الاختبارات مثل:
- يتضمن تشخيص التهاب البروستاتا فحص البول أو السائل المنوي أو الدم للكشف عن علامات العدوى أو مشاكل أخرى في البروستاتا.
- يشمل أخذ عينة صغيرة من الأنسجة من غدة البروستاتا باستخدام إبرة للتحليل وتسمى هذه العملية بخزعة البروستاتا.
- يستخدم الطبيب منظارًا صغيرًا لفحص داخل المثانة أو المجرى البولي، وتسمى هذه العملية تنظير المثانة.
- يستخدم الموجات فوق الصوتية لفحص البروستاتا أو المثانة.
العلاج الطبي
يمكن علاج البروستاتا بالأدوية بعد إجراء الفحوصات السابقة، حيث يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب وفقًا للسبب الأساسي المسبب للالتهاب، ويمكن أن تشمل العلاجات التالي:
- المضادات الحيوية: تناول المضادات الحيوية هو العلاج الأكثر شيوعًا لالتهاب البروستاتا، وسيختار الطبيب الدواء بناءً على نوع البكتيريا التي سببت العدوى، فإذا كانت أعراض شديدة فقد يحتاج الأمر إلى مضادات حيوية وريدية، ومن الممكن أن تكون مدة علاج التهاب البروستاتا من أربعة إلى ستة أسابيع، حيث عادة ما يكون علاج التهاب البروستاتا المزمن أطول.
- حاصرات ألفا (بالإنجليزية: Alpha Blockers): تعمل هذه الأدوية على تخفيف توتر عنق المثانة وعضلاتها؛ وبالتالي قد تخفف من الأعراض مثل التبول المؤلم.
- عقاقير مضادة للالتهابات: الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) من علاجات التهاب البروستاتا، كونها قد تجعلك تشعر بالراحة أكثر.
علاج التهاب البروستاتا بالعلاجات الطبيعية
بالإضافة إلى العلاج الطبي يمكنك اللجوء إلى بعص العلاجات المنزلية الطبيعية لالتهاب البروستاتا، التي تسرع من عمليات الشفاء ومنها:
- يمكن للتدليك المنتظم لغدة البروستاتا أن يساعد في تقليل الورم وتوفير الراحة من الألم، لكن يجب أن يتم التدليك فقط بواسطة أخصائي طبي مدرب لتجنب أي أخطاء قد تزيد من تعقيد الحالة.
- يعتبر المشي المنتظم لحوالي 30 دقيقة هو أفضل تمرين لغدة البروستاتا، فهذا يساعد على تخفيف الأعراض.
- يمكن علاج التهاب البروستاتا بالأعشاب، حيث يُعتقد أن تناول الأعشاب مثل نبات القنفذية ونبات القراص له فوائد كبيرة في تخفيف الاحتقان والتهابات الجسم، ومع ذلك، يجب استهلاك هذه الأعشاب وفقًا لتوجيهات الطبيب المعالج لتجنب أي مشاكل أو آثار جانبية غير مرغوب فيها.
- يجب إجراء تغييرات في نمط الحياة؛ فإذا كنت تقوم بركوب الخيل، فمن المستحسن تعليق هذا النشاط حتى تتحسن.
- تعتبر الاستراحات المتكررة ضرورية، وخاصة للأفراد الذين لديهم وظائف مكتبية.
- تجنب الكحوليات والكافيين والأطعمة الحارة.
في الختام، يُعد التهاب البروستاتا من المشكلات الصحية الشائعة بين الرجال والتي قد تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والصحة الجنسية والبولية. ورغم أن أعراضه قد تتشابه مع أمراض أخرى، إلا أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية يساعدان بشكل كبير في السيطرة على الالتهاب وتجنب مضاعفاته. لذلك، يُنصح أي رجل يشعر بأعراض غير طبيعية في التبول أو ألم في الحوض بمراجعة الطبيب المختص وعدم إهمال الحالة، فالوقاية والعلاج المبكر هما الطريق الأمثل للحفاظ على صحة البروستاتا.