يعد السعال أو الكحة من أبرز الأمراض الشائعة وخصوصًا في فصل الشتاء، وقبل المسارعة لزيارة الطبيب، يلجأ البعض إلى علاج الكحة بالطرق الطبيعية، فما هي أفضل العلاجات المنزلية لتهدئة السعال بأنواعه؟ وما هي أسباب الإصابة بالسعال؟ وهل يستدعي السعال مراجعة الطبيب؟
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
السعال
يحدث السعال (بالإنجليزية: Cough) كاستجابة طبيعية من الجسم عندما يهاجمه شيء مسببًا تهيجًا في الحلق والممرات الهوائية، إذ يستثير العامل التحسسي النهايات العصبية الدماغية، وعندما ترسل النهايات العصبية الرسائل إلى الدماغ، يوجه الدماغ عضلات الصدر والبطن لدفع الهواء من الرئتين لإخراج العامل المسبب للتهيج من الجسم، كما أنّ حدوث السعال من وقت لآخر هو أمر طبيعي وليس مرضيًا في كل وقت، لكن السعال الذي يستمر لعدة أسابيع، أو الذي يصاحبه مخاط ملون أو مخاط دموي يشير حتمًا إلى وجود حالة مرضية تستدعي العلاج.
من الممكن أن يكون السعال في بعض الأحيان قويًا، حيث يسبب تهيجًا في الرئتين، كما أنه يكون مجهدًا بشدة ويسبب الأرق والانزعاج للمصاب به لدرجة انكسار أحد الأضلاع في الصدر.
أفضل علاجات منزلية لتخفيف حدة السعال
على الرغم من أنّ بعض حالات السعال قد تكون شديدة، كما أنها تستدعي مراجعة الطبيب للخضوع للعلاجات المناسبة، إلا أنّه يمكن تخفيف السعال بالعديد من التدابير المنزلية، ومنها نذكر التالي:
الغرغرة بالماء والملح
تعد الغرغرة بالماء والملح من أكثر التدابير المنزلية فعالية في علاج السعال الرطب، بالإضافة إلى التخفيف من التهاب الحلق، حيث يقلل الملح الموجود في الغرغرة البلغم، والمخاط في مؤخرة الحلق، بالتالي تهدئة السعال بشكل كبير.
كما يمكن عمل الغرغرة بالماء والملح من خلال وضع نصف ملعقة من الملح في كوب من الماء الدافئ، وتركه حتى يذوب، من ثم الغرغرة به حتى يصل الماء إلى مؤخرة الحلق وبصقه، كما ينبغي الانتباه إلى عدم إعطاء الغرغرة للأطفال الصغار، ذلك لأنهم قد يكونوا غير قادرين على الغرغرة بشكل صحيح؛ مما يؤدي إلى ابتلاعهم للماء المالح الذي يؤدي لمضاعفات.
شرب السوائل
يعد الحفاظ على رطوبة الجسم من أهم العلاجات المنزلية التي تهدىء من السعال بشكل كبير، حيث تشير الأبحاث إلى أنّ شرب السوائل بكميات كافية في درجة حرارة الغرفة يمكن أن يخفف من السعال، وسيلان الأنف، والعطاس.
كما يمكن أن يفيد شرب السوائل الأشخاص المصابين بنزلات البرد، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ تناول المشروبات الساخنة يخف من الالتهاب الذي أصاب الحلق، والقشعريرة، والتعب والإرهاق.
علاوة على ذلك تتضمن المشروبات التي يمكن أن تخفف السعال، مشروبات شاي الأعشاب، وعصائر الفاكهة الدافئة، والشاي منزوع الكافيين، والمرق.
شاهد أيضًا: في موسم التهاب الحلق: إليك أفضل المشروبات لعلاجه
حمام البخار
يمكن أن تتحسن بعض أنواع السعال بما فيها السعال الرطب عند إجراء حمام البخار، أو أخذ حمام دافىء مليء بالبخار، والبقاء فيه لعدة دقائق حتى تهدأ الأعراض، بالإضافة إلى شرب كوب من الماء للتبريد، ومنع الإصابة بالجفاف.
يمكن أيضًا لتهدئة السعال ملء وعاء كبير بالماء الساخن، وإضافة أعشاب الزيوت الأساسية بما فيها الكينا، وزيت إكليل الجبل التي تخفف من الاحتقان بشكل كبير، ومن ثمّ استنشاق الأبخرة المتصاعدة لمدة 5 دقائق، عدا عن إمكانية استخدام أجهزة ترطيب الهواء، أو أجهزة التبخير.
شاي العسل
تشير الأبحاث إلى أنّ العسل يمكن أن يخفف من الكحة بشكل كبير، حيث تمت مقارنة العسل مع أدوية السعال للأطفال، إذ لوحظ بأنّ فعالية العسل قد عادلت فعالية الأدوية المضادة للسعال، كما يمكن تناول شاي العسل من خلال خلطه مع نوع من أنواع الشاي العشبي، أو إذابته في ماء دافئ وشربه مرة أو مرتين في اليوم، كما ينبغي الإشارة إلى عدم إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام.
الزنجبيل
من الممكن أن يخفف الزنجبيل من السعال الجاف أو الربو، ذلك لما يحتويه من مواد لها خصائص مضادة للالتهاب، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أنّ بعض المركبات المضادة للالتهاب الموجودة في العسل يمكنها إرخاء الأغشية الموجودة في الشعب الهوائية؛ وبالتالي التقليل من السعال.
كما يمكن إضافة العديد من أنواع الشاي العشبي إلى الزنجبيل، أو من خلال وضع شرائح الزنجبيل الطازج في كوب من الماء الدافئ وشربه، لكن من المهم عدم الإكثار من مشروبات الزنجبيل فقد تسبب اضطرابًا في المعدة.
الزعتر
يتم استخدام عشبة الزعتر بشكل كبير سواءً في الطبخ، أو في علاج العديد من الحالات المرضية بما فيها التهاب الحلق والكحة، إذ أشارت بعض الدراسات إلى أنّ تناول المشروبات التي تحتوي على الزعتر، وأوراق اللبلاب قللت بشكل كبير من الكحة، مقارنةً بالأدوية الأخرى المستخدمة للعلاج.
اتباع نمط حياة صحي
يمكن أن يكون اتباع نمط حياة صحي من خلال إجراء تغييرات تمنع الإصابة بارتجاع الحمض المعدي وسيلة من وسائل تهدئة السعال، حيث يمكن تجنب تناول الأغذية التي تسبب تهيج لحمض المعدة، بما فيها الأغذية الدهنية، والمقلية، والحمضية، والمشروبات الكحولية، ومشروبات الكافيين.
جذر الخطمي
يعد جذر الخطمي أحد أنواع الأعشاب المعالجة لنزلات البرد التي تم استخدامها منذ القديم أيضًا في تهدئة السعال وعلاج التهاب الحلق، إذ يمكن لهذا النوع من الأعشاب أن يخفف من السعال بشكل كبير، ذلك لما يحتويه من كميات كبيرة من الصمغ، حيث تعمل مادة الصمغ على تغليف الحلق؛ وبالتالي التخفيف من التهاب الحلق والسعال.
أسباب السعال
تحدث الإصابة بالكحة أيًا كان نوعها نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي:
العوامل المهيجة
تعد العوامل المهيجة التي تسبب التحسس من أكثر العوامل المسببة للسعال، وهي تتضمن الآتي:
- العفن.
- الغبار.
- دخان السجائر.
- الروائح العطرية.
- روائح المنظفات والمواد الكيميائية.
- وبر الحيوانات الأليفة.
الحالات المرضية
قد يكون السعال عرضًا من أعراض الإصابة بحالة مرضية، حيث تتضمن هذه الحالات الآتي:
- نزلات البرد والإنفلونزا.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الالتهاب الرئوي.
- الحساسية.
- السعال الديكي.
- الربو.
- التهاب القصيبات الحاد.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- اضطرابات الحلق بما فيها اضطراب الأحبال الصوتية.
- التنقيط الأنفي الخلفي.
- فشل القلب وأمراض القلب الأخرى.
شاهد أيضًا: ما هي أنواع السعال؟ وكيف يمكن معالجتها؟
متى يستدعي السعال مراجعة الطبيب؟
يعد السعال من الحالات المرضية شائعة الحدوث، وبشكل خاص خلال موسم نزلات البرد والإنفلونزا والحساسية، كما أنّ غالبية أنواع السعال لا تعد خطيرة، ومع ذلك فإنّه ينصح بزيارة الطبيب في الحالات التالية:
- عندما يترافق السعال مع ظهور دم، أو بلغم ممزوج بالدم.
- إذا كان الشخص المصاب بالسعال -أيًا كان نوعه- لديه صعوبة في التنفس سواءً وقت النوم أو خلال أوقات النهار.
- عندما يصبح السعال مزمنًا، أي يستمر لعدة أسابيع، ويكون شديدًا.
- عندما يكون المصاب بالسعال يعاني من أحد الأمراض المزمنة وتظهر عليه أعراض غير مريحة عند استخدام علاجات تهدئة السعال.
- إصابة الطفل حديث الولادة بالسعال الشديد.
- ظهور بلغم ذو لون أصفر، أو أخضر كريه الرائحة.
- التعب والإرهاق الحادين.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لما فوق 38 درجة مئوية لمدة تزيد عن 3 أيام.
- ظهور أعراض الإصابة بالجفاف.
- القشعريرة.
شاهد أيضًا: 10 أطعمة تعزز جهاز المناعة في الشتاء
لا بد من التأكيد على أنّ شيوع الحالة المرضية لا يلغي خطورتها، و على الرغم من إمكانية تهدئة السعال بواسطة التدابير المنزلية في كثير من الأحيان، إلا أنّه قد يحتاج المصاب إلى مراجعة الطبيب أو المستشفى؛ لذا من المهم عدم إهمال الأعراض واستشارة الطبيب في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات المنزلية.