يُعد المغنيسيوم من العناصر المعدنية الأساسية في جسم الإنسان، إذ يُشارك في تنظيم أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي داخل الخلايا، ويؤثر بشكل مباشر في وظائف العضلات والأعصاب، وإنتاج الطاقة، واستقرار ضغط الدم، ونقل الإشارات العصبية. لكن ورغم أهميته الحيوية، فإن كثيرًا من الناس يُعانون من انخفاض مستوياته دون ملاحظة واضحة، خاصةً أن أعراضه قد تكون خفية وتظهر تدريجيًا، وتُفسر في كثير من الأحيان بأنها ناتجة عن الإرهاق أو التوتر أو سوء التغذية العام.
أحد أكثر المواضع حساسية تجاه هذا النقص هو الوجه، إذ يرتبط نقص المغنيسيوم في الوجه بظهور مجموعة من العلامات التي يمكن ملاحظتها عند النظر في المرآة، لكنها غالبًا ما تُهمل أو تُعزى لأسباب سطحية. هذه العلامات تُعد بمثابة جرس إنذار صامت، يدل على اختلال داخلي يستدعي الانتباه والمعالجة.
في هذا المقال، نستعرض سبع علامات قد تظهر على الوجه والعينين، وتُشير إلى نقص المغنيسيوم، مع شرح علمي لأسبابها، ونصائح للتعامل معها بطريقة طبيعية وآمنة.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
كيف تبدو علامات نقص المغنيسيوم في الوجه؟
يمكن ملاحظة العلامات التالية على الوجه، كدليل على نقص المغنيسيوم:
ارتعاش الجفن أو تشنج العين المتكرر
يُعتبر ارتعاش الجفن من أكثر العلامات المبكرة التي تدل على نقص المغنيسيوم، ويُعرف طبيًا باسم “تشنج الجفن الميكانيكي”. ويحدث هذا الارتعاش اللاإرادي نتيجة فرط في نشاط الإشارات العصبية، بسبب غياب العنصر الذي يضبط الإيقاع العصبي العضلي في الجسم: المغنيسيوم.
يبدأ الارتعاش غالبًا في الجفن السفلي، وقد يظهر على شكل رفرفة خفيفة تستمر لثوانٍ ثم تختفي، لتعود لاحقًا في أوقات متفرقة. ومع استمرار النقص، قد يصبح التشنج أكثر تكرارًا وحدة، وربما يُصاحب بشعور بضغط حول العين.
السبب في ذلك يعود إلى أن المغنيسيوم يُساهم في تهدئة الجهاز العصبي المركزي، وعندما تقل مستوياته، تصبح الأعصاب أكثر حساسية وأقل قدرة على التحكم في الانقباضات العضلية.
التعامل مع الحالة: ينصح بتناول أغذية طبيعية غنية بالمغنيسيوم مثل السبانخ، اللوز، الكاجو، الشوفان، والبقوليات، كما يمكن التفكير في استخدام مكملات المغنيسيوم بعد استشارة الطبيب، خاصة إذا كانت الأعراض متكررة ومزعجة.
ظهور انتفاخ أو أكياس تحت العين
من العلامات اللافتة التي قد تظهر عند نقص المغنيسيوم في الوجه، بروز انتفاخات أو أكياس تحت العين، حتى لدى الأشخاص الذين ينامون جيدًا أو لا يُعانون من حساسية موسمية.
يكمن السبب في أن المغنيسيوم يُساهم في تنظيم توازن السوائل في الجسم. وعندما تنخفض مستوياته، قد يُصاب الجسم بحالة من احتباس الماء، تؤدي إلى تجمع السوائل في أنسجة الوجه الرقيقة، خاصةً تحت العينين.
إضافةً إلى ذلك، قد يُفاقم التوتر، أو تناول كميات زائدة من الصوديوم، أو ضعف النوم من هذه الظاهرة، لكن يبقى نقص المغنيسيوم أحد العوامل الخفية الرئيسية التي يتم إغفالها.
التعامل مع الحالة: شرب الماء بكميات كافية، تقليل تناول الأملاح والوجبات السريعة، إلى جانب دعم النظام الغذائي بالمغنيسيوم من مصادر طبيعية كالخضراوات الورقية والبذور، قد يُساعد في تقليل هذا الانتفاخ تدريجيًا.
الهالات السوداء التي لا تزول
تُعتبر الهالات السوداء من المشكلات الجمالية الشائعة، وغالبًا ما تُربط بقلة النوم أو الإرهاق. ومع ذلك، فإن هناك صلة وثيقة بين نقص المغنيسيوم في الوجه وظهور الهالات السوداء بشكل دائم أو متكرر.
يُؤثر انخفاض المغنيسيوم على الدورة الدموية ويُقلل من تدفق الأكسجين إلى الأنسجة، مما يجعل البشرة، خاصة في المناطق الرقيقة تحت العين، تبدو أكثر اسمرارًا، وتفقد حيويتها الطبيعية. كما أن الإجهاد التأكسدي الناتج عن نقص هذا المعدن يُسهم في تفاقم هذه البقع الداكنة، حتى مع استخدام المستحضرات التجميلية.
التعامل مع الحالة: في حال لم تُجدِ الكريمات والنوم الكافي نفعًا، فقد يكون من المفيد تقييم مستويات المغنيسيوم في الجسم. يُنصح بتناول أطعمة مثل الأفوكادو، الموز، الحبوب الكاملة، مع التفكير في مكملات المغنيسيوم عند الحاجة.
شاهد أيضًا: 5 أدوية يجب تجنب تناولها مع المغنيسيوم!
تشنج أو ضغط في عضلات الوجه
يشعر بعض الأشخاص أحيانًا بشدّ في عضلات الفك أو الصدغين أو الخدين، وكأن هناك ضغطًا غير مريح. هذا الشعور قد يُنسب للتوتر أو للضغط النفسي، إلا أنه في كثير من الحالات يكون مرتبطًا بانخفاض المغنيسيوم.
هذا المعدن يعمل كمضاد طبيعي للتشنج، ويساعد على استرخاء العضلات والأعصاب. وعندما تقل نسبته، تتعرض عضلات الوجه لحالة من فرط النشاط العصبي، مما يُسبب انقباضات مؤلمة أو مزعجة، وقد يتم الخلط بينها وبين أعراض اضطرابات المفصل الصدغي الفكي.
التعامل مع الحالة: إلى جانب الراحة وتقليل التوتر، يُنصح باستخدام ملح إبسوم في ماء الاستحمام، لأنه يمتص عبر الجلد ويوفر المغنيسيوم مباشرة للعضلات. كما يُفضّل إدراج الخضراوات الورقية، مثل السلق والكرنب، ضمن النظام الغذائي اليومي.
جفاف أو تقشر غير طبيعي للبشرة
البشرة الصحية تحتاج إلى ترطيب داخلي وخارجي. وعند الحديث عن نقص المغنيسيوم في الوجه، فإن الجفاف المزمن أو التقشر غير المبرر يُعد من العلامات المهمة.
المغنيسيوم يُسهم في الحفاظ على وظيفة حاجز البشرة، ويُساعد الخلايا على الاحتفاظ برطوبتها الطبيعية، كما يحد من الالتهابات ويُعزز تجدد الخلايا. عند انخفاض مستوياته، تُصبح البشرة أكثر عرضة للتلف، وقد تُصاب بالتهيج أو الاحمرار أو الخشونة.
التعامل مع الحالة: لا يكفي استخدام مرطبات موضعية فقط، بل لا بد من دعم البشرة من الداخل، عبر تناول مكملات المغنيسيوم أو الأغذية الغنية به مثل العدس، الفاصوليا، الكاكاو الخام، والمأكولات البحرية.
تعب ظاهر في العيون
تشير بعض الدراسات إلى أن انخفاض المغنيسيوم يُضعف قدرة الجسم على إنتاج الطاقة بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى ظهور علامات التعب على الوجه، وتحديدًا في منطقة العين.
العيون التي تبدو شاحبة، أو تفتقر إلى الحيوية، أو تكون مصحوبة بشعور بعدم وضوح الرؤية أو حساسية للضوء، قد تكون انعكاسًا لحالة من الإرهاق الخلوي المرتبط بنقص هذا المعدن الحيوي.
التعامل مع الحالة: تقليل استهلاك الكافيين، والحصول على راحة كافية، مع التركيز على الأطعمة التي تدعم الطاقة العصبية، مثل البذور والحبوب الكاملة، يُساعد على استعادة الحيوية في مظهر العيون.
ارتعاش في زاوية الفم أو جانب الوجه
تُعد الارتعاشات اللاإرادية الخفيفة التي تصيب جانب الفم أو الخد أو حتى الجبهة من العلامات العصبية الناتجة عن اختلال توازن الكهارل في الجسم، وعلى رأسها المغنيسيوم.
يحدث ذلك نتيجة اضطراب في الإشارات العصبية التي تتحكم في حركة العضلات، مما يؤدي إلى حركات لا إرادية متكررة، قد تكون خفيفة لكنها مزعجة. التوتر، وسوء التغذية، والحرمان من النوم كلها قد تُفاقم هذه الحالة إذا كان هناك بالفعل نقص في المغنيسيوم.
التعامل مع الحالة: يُستحسن تقليل الضغوط العصبية، واتباع نظام غذائي متوازن، مع التركيز على مصادر طبيعية للمغنيسيوم، أو اللجوء إلى مكملات طبية بوصفة مختصة.
شاهد أيضًا: سواد الشفايف: الأسباب وطرق العلاج
الخلاصة
قد لا يُفكر معظم الناس في المغنيسيوم حين يلاحظون تغيّرات على وجوههم أو حول أعينهم، لكن الحقيقة أن نقص المغنيسيوم في الوجه يُعد من العلامات التي لا يجب تجاهلها.
إن ملاحظة هذه الإشارات البسيطة، واتخاذ خطوات عملية لتصحيح الخلل، يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا ليس فقط في المظهر الخارجي، ولكن في الصحة العامة أيضًا.