تزايدت التساؤلات والقلق حول لقاحات الأطفال خصوصًا لقاح كورونا ويأتي السؤال هل لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال؟ وذلك بعد انتشار تقارير إعلامية عن حالات وفاة محتملة بين الأطفال بعد تلقي لقاح ضد كورونا ، فما حقيقة الأمر؟ وهل يجب إعادة النظر في إعطاء اللقاحات للأطفال؟ إليك في هذا المقال كل ما يجب معرفته.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
هل لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال حقًا؟
كشفت مصادر مطلعة اليوم أن مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة يناقشون تقارير تفيد بأن لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال، حيث أوردت صحيفة واشنطن بوست عن أربعة مصادر أن المسؤولين يدرسون ربط اللقاح بحالات وفاة 25 طفلاً، في وقت يتم فيه تقييم فرض قيود على اللقاحات. وتعتمد هذه التقارير على معلومات مقدمة إلى النظام الاتحادي للإبلاغ عن الآثار السلبية للقاحات، والتي تتضمن تقارير لم يتم التحقق من صحتها بعد.
وفي رد رسمي، أكدت وزارة الصحة الأميركية أن إدارة الغذاء والدواء والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تقوم بمراجعة دورية للبيانات، وأن أي استنتاجات حول وفاة الأطفال بعد لقاح كوفيد-19 يجب اعتبارها مؤقتة حتى يتم نشر نتائج السلامة النهائية، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة وقد تصدر تقارير رسمية خلال الأسابيع المقبلة.
اقرأ أيضًا: متحور كورونا الجديد “نيمبوس”: هل ما زالت اللقاحات تحمينا؟
نظام الإبلاغ عن الآثار الجانبية بعد اللقاح
يتم جمع البيانات حول الآثار الجانبية المحتملة من خلال نظام الإبلاغ عن الآثار السلبية للقاحات (VAERS). بعض التقارير أوردت حالات وفاة بعد تلقي لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال، لكنها لا تعكس بالضرورة علاقة سببية مؤكدة، إذ يحتاج كل تقرير إلى تقييم علمي دقيق قبل استخلاص أي استنتاج.
فعالية اللقاح وأهميته للأطفال
تنفي الدراسات الحديثة أن لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال، بل يساهم بشكل فعال في حماية الأطفال من مضاعفات الفيروس، ويمكن تلخيص أهم فوائده فيما يلي:
-
تقليل خطر المرض الحاد: اللقاح يقلل بشكل كبير من احتمالية إصابة الأطفال بحالات كوفيد-19 التي تستدعي دخول المستشفى.
-
الوقاية من المضاعفات طويلة الأمد: يساعد على الحد من الأعراض المزمنة مثل التعب المستمر، ومشاكل الجهاز التنفسي والقلب بعد التعافي.
-
تعزيز الاستجابة المناعية: الأطفال الذين تلقوا اللقاح يطورون مناعة قوية ضد الفيروس، ما يحسن قدرة أجسامهم على مقاومة العدوى عند التعرض له.
-
حماية المجتمع والعائلة: يقلل اللقاح من احتمالية نقل العدوى بين الأطفال وأفراد الأسرة، ما يساهم في الحد من انتشار الفيروس في المدارس والمجتمعات.
-
سلامة مؤكدة: الدراسات أظهرت أن معظم الأطفال يعانون فقط من أعراض جانبية خفيفة ومؤقتة، مثل الألم في موقع الحقن أو الحمى، ما يؤكد أن اللقاح آمن ضمن الفئات العمرية المسموح بها.
اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين اللقاحات والتوحد؟
توصيات الجهات الصحية
تشير الشائعات المتناقلة إلى أن لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال، إلا أن الجهات الصحية تؤكد على أهمية تلقي الأطفال للقاح للوقاية من مضاعفات الفيروس، ويمكن تلخيص التوصيات كما يلي:
-
التطعيم لجميع الأطفال المؤهلين: توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) والهيئات الصحية الدولية بأن يحصل جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر فما فوق على اللقاح وفق الإرشادات المعتمدة.
-
تعزيز المناعة الفردية والمجتمعية: يساعد اللقاح الأطفال على تطوير استجابة مناعية قوية، ويقلل من احتمالية نقل العدوى داخل الأسرة والمدرسة.
-
المتابعة الدقيقة للآثار الجانبية: يجب مراقبة الأطفال بعد التطعيم للتأكد من أي أعراض جانبية محتملة، مع العلم أن معظمها خفيف ومؤقت.
-
الوقاية من المضاعفات الخطيرة: اللقاح يقلل من خطر الإصابة بالمرض الحاد ويحد من المضاعفات الطويلة الأمد الناتجة عن كوفيد-19.
الخلاصة
حتى الآن، لا توجد أدلة علمية قوية تؤكد أن لقاح كوفيد-19 يهدد حياة الأطفال، والبيانات الرسمية تشير إلى أن اللقاحات آمنة وفعّالة، وأي تقرير عن وفاة بعد اللقاح يحتاج إلى دراسة علمية دقيقة قبل استخلاص استنتاجات، لذلك يجب الاعتماد على المصادر الرسمية ومتابعة التوصيات الصحية يضمن سلامة الأطفال وحمايتهم من مضاعفات كوفيد-19.