وضع ساق فوق الأخرى.. إتيكيت أم تهديد صحي؟

يعد وضع ساق فوق الأخرى عادة شائعة يمارسها الكثيرون أثناء الجلوس في العمل أو المنزل أو أثناء السفر، إلا أن خبراء الصحة يحذرون من أن هذه الوضعية المتكررة قد تشكل خطرًا على الدورة الدموية وتزيد احتمالية الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، وهي حالة طبية تهدد الحياة إذا لم يتم الانتباه إليها، إليك في هذا المقال ما يجب أن تعرفه.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

كيف يؤثر وضع ساق فوق الأخرى على الدورة الدموية؟

وضع ساق فوق الأخرى لفترات طويلة ليس مجرد عادة بسيطة قد تبدو مريحة، بل يمكن أن يكون له تأثير صحي خطير على الدورة الدموية. عندما يجلس الشخص بهذه الطريقة، يضغط وزن الساق العليا على الأوردة في الساق السفلى، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي نحو القلب. هذا التراكم الدموي يؤدي إلى بطء الدورة الدموية في الأوردة العميقة، ما يزيد من احتمالية تكون الجلطات الدموية، وهي حالة تعرف علميًا باسم تجلط الأوردة العميقة (DVT).

هذه الجلطات غالبًا ما تتشكل في الساقين أو منطقة الحوض، لكنها لا تبقى دائمًا في مكانها. إذا انفصلت أي جزء من هذه الجلطة، يمكن أن تنتقل عبر الدورة الدموية لتصل إلى الرئتين، مسببة الانسداد الرئوي (بالإنجليظية: Pulmonary Embolism)، وهو حالة طارئة قد تكون مميتة إذا لم يتم التدخل الطبي سريعًا. الأعراض المبكرة قد تشمل تورم الساق، الألم، أو تغير لون الجلد، بينما قد تظهر أعراض الانسداد الرئوي فجأة وتشمل ضيق التنفس الحاد، ألم في الصدر، أو خفقان سريع للقلب.

لذلك، ينصح الأطباء بتجنب الجلوس بوضع ساق فوق الأخرى لفترات طويلة، خاصة لمن لديهم عوامل خطورة إضافية مثل السمنة، التدخين، تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات، أو حالات تثبيط الحركة لفترات طويلة كالسفر بالطائرة أو القيادة لمسافات طويلة. بدلاً من ذلك، يُفضل تحريك الساقين بانتظام، تغيير وضعية الجلوس، والقيام بتمارين بسيطة لتحفيز الدورة الدموية، للحفاظ على صحة الأوردة وتقليل خطر حدوث الجلطات الدموية.

اقرأ أيضًا: أسباب غير متوقعة لألم الساقين عند النوم

أعراض تحذيرية عند الإفراط في وضع ساق فوق الأخرى

قد تظهر على الشخص مجموعة من الأعراض تشير إلى ضعف الدورة الدموية أو بداية تجلط الأوردة، ومنها:

• تورم في الساقين أو الذراعين.

• ألم أو شعور بالرقة في المنطقة المصابة.

• حرارة غير طبيعية في الجلد.

• تغير لون الجلد إلى الأحمر أو الأزرق الداكن.

• تضخم الأوردة السطحية أحيانًا.

وفي كثير من الحالات قد لا تظهر أي أعراض، ما يجعل الوعي والتقييم الطبي المبكر أمرًا حيويًا لتجنب المضاعفات.

العوامل التي تزيد من خطورة الوضعية

هناك عوامل تزيد من احتمالية تأثير وضع ساق فوق الأخرى على صحة الأوردة، منها:

• الجلوس لساعات طويلة دون حركة، سواء في المكتب أو أثناء السفر.

• التاريخ العائلي للإصابة بالجلطات الدموية.

• الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان أو أمراض المناعة الذاتية.

• الحمل أو الولادة الحديثة.

• السمنة، التقدم في العمر، أو التدخين.

اقرأ أيضًا: مع العودة إلى المدارس.. لا تهمل مخاطر كثرة جلوس الأطفال!

نصائح للحفاظ على صحة الأوردة

يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بـ وضع ساق فوق الأخرى عبر تبني بعض العادات اليومية الصحية، مثل:

• تغيير وضعية الجلوس كل ساعة على الأقل وعدم الثبات في وضعية واحدة لفترات طويلة.

• ممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل المشي أو التمارين البسيطة داخل المكتب.

• رفع الساقين أحيانًا لتحفيز تدفق الدم وتقليل الضغط على الأوردة.

• شرب الماء بكميات كافية للحفاظ على سيولة الدم.

• مراجعة الطبيب فور ظهور أي علامات غير طبيعية مثل الألم أو التورم.

وفقًا لدراسة منشورة في مجلة جراحة الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Journal of Vascular Surgery) فإن الحفاظ على حركة منتظمة أثناء الجلوس يقلل بشكل كبير من خطر تجلط الأوردة العميقة، حتى لدى الأشخاص الذين يمارسون عادة وضع ساق فوق الأخرى.

الخلاصة

على الرغم من أن وضع ساق فوق الأخرى قد يبدو عادة مريحة أو جزءًا من الإتيكيت، إلا أن الإفراط فيه قد يكون خطرًا على الدورة الدموية ويزيد احتمالية الإصابة بتجلط الأوردة العميقة. الوعي بالأعراض واتباع أسلوب حياة نشط وصحي يحمي الأوردة ويحافظ على صحتك بشكل عام.