متلازمة تكيس المبايض أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات هي حالة مرضية تشمل مجموعة من الأعراض التي تؤثر على المبيض والإباضة، في مقالنا هذا نتعرف على ماهية هذه المتلازمة أعراضها وأسبابها، وطرق العلاج.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
ما هو المقصود بمتلازمة تكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome) هي اضطراب هرمونات يؤثر على المبيض لدى المرأة في عمر الإنجاب، والمبيض هو العضو المسؤول عن انتاج الهرمونات الأنثوية مثل الاستروجين والبروجسترون، وبدورهما هما مسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية، كما أن المبيض ينتج القليل من الهرمون الذكوري الأندروجين، وهذا الخلل يسبب إنتاج كميات أعلى من الطبيعي من الأندروجين؛ مما يؤدي إلى اضطراب فترات الحيض وصعوبة الحمل، العلامات الرئيسية الثلاث للمتلازمة هي:
- تكيسات في المبيض.
- مستويات عالية من الهرمونات الذكرية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
ما هي أسباب تكيس المبايض؟
إن أسباب متلازمة تكيس المبيض غير معروفة إلى الآن، إلا أن الأطباء يعتقدون أن المستويات العالية من الأندروجين تمنع المبايض من انتاج الهرمونات الأنثوية وتكوين البويضات بشكل طبيعي، كما أنهم يربطون العوامل الآتية بارتفاع نسبة الإصابة بتكيس المبايض عند النساء، وهي:
- أسباب جينية: تشير الدراسات إلى أن الوراثة قد تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بهذه المتلازمة، فهو مرض تتوارثه العائلات.
- مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض: الأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس لمساعدة الجسم على الاستفادة من السكر بالطعام؛ وبالتالي الحصول على الطاقة، وعندما لا تستطيع خلايا الجسم استخدام الأنسولين بشكل صحيح، يزداد مستوى الجلوكوز في الدم؛ وبالتالي تزداد حاجة الجسم للأنسولين فينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين ليعوض تلك الخلايا، وهذا الأنسولين الإضافي يؤدي إلى تحفيز المبايض على انتاج المزيد من الأندروجين، كما تعد السمنة السبب الرئيسي لمقاومة الأنسولين.
- الإصابة بالالتهابات: ربطت الدراسات بين شدة الالتهابات التي تصيب الجسم ومستويات الأندروجين المرتفعة، حيث وُجد أن غالبية النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من التهابات شديدة، وقد تساهم أيضًا زيادة الوزن في ارتفاع مستوى الالتهابات في الجسم.
ملاحظة: مما سبق تتأكد العلاقة بين التكيس والسمنة، حيث تسبب زيادة الوزن الإصابة بمقاومة الانسولين كما تسبب أيضًا زيادة مستوى الالتهابات بالجسم؛ وكلا العاملين يسببان متلازمة تكيس المبايض.

ما أعراض متلازمة تكيس المبايض؟
تظهر الأعراض عند بعض النساء في وقت مبكر، بينما تكتشف البعض الآخر إصابتهن بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات بعد زيادة الوزن أو عندما تواجهن صعوبة في حدوث الحمل، ومن أكثر أعراض تكيس المبايض شيوعاً هي:
- دورات الحيض غير المنتظمة: إن قلة الإباضة الناتجة عن متلازمة تكيس المبايض تمنع بطانة الرحم من التجدد كل شهر؛ وبالتالي تكون الدورة الشهرية غير منتظمة، فإذا كنت مصابة بهذه المتلازمة قد تمرين بأقل من ثماني فترات الحيض في السنة.
- نزيف شديد: تتراكم بطانة الرحم لفترة أطول من اللازم؛ لذا يمكن أن تعاني المراة المصابة بتكيس المبيض آلامًا أثناء الدورة الشهرية تكون أكثر من المعتاد.
- نمو الشعر: أكثر من نسبة 70% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يظهر لهن شعر على الوجه والجسم، بما في ذلك الظهر والبطن (الشعرانية).
- حب الشباب: إن الهرمونات الذكورة قد تزيد من كمية الدهون في الجلد؛ مما يؤدي إلى انتشار حب الشباب في مناطق مثل الوجه والصدر وأعلى الظهر.
- زيادة الوزن: ما يصل إلى 80% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يعانين من البدانة.
- اسوداد الجلد: يمكن أن تظهر بقع داكنة على بعض مناطق الجسم كالعنق والفخذ وتحت الثديين.
- الصلع الذكوري: يصبح شعر الرأس رقيق ويتساقط.
شاهد ايضًا: سرطان المبيض: طرق التشخيص والعلاج المبكر الذي ينقذ الحياة

ما هي المضاعفات لمتلازمة تكيس المبايض؟
الاختلالات الهرمونية يمكن أن تؤثر على صحة الجسم، حيث يمكن أن يؤثر ارتفاع مستويات الأندروجين عن المعدل الطبيعي على الخصوبة، وكذلك يمكن أن يؤدي إلى خطر الإصابة بـالحالات المرضية التالية:
- تأخر الحمل وتكيس المبايض: تكيس المبايض هي أحد الأسباب الرئيسية للعقم لدى النساء؛ لذلك فتتبع هذا المرض من أهم ما يهتم الاطباء عند وجود حالة عدم القدرة على الإنجاب.
- متلازمة الأيض: وهي مجموعة من الحالات المرضية تشمل ارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول الحميد وارتفاع الكوليسترول الضار. وهذه العوامل معاً أيضاً تسمى متلازمة التمثيل الغذائي، كما أن زيادة الوزن ومتلازمة تكيس المبايض تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.
- انقطاع التنفس أثناء النوم: تسبب هذه الحالة التوقف عن التنفس أثناء النوم، وخاصة لدى النساء اللواتي يعانين من البدانة.
- سرطان بطانة الرحم: تسقط بطانة الرحم أثناء التبويض، فإذا لم تتم الإباضة كل شهر، يمكن أن تتراكم هذه البطانة؛ وبالتالي تزيد من سماكتها؛ مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- الاكتئاب: يمكن أن تؤثر التغييرات الهرمونية والأعراض المرافقة لها كنمو الشعر غير المرغوب فيه سلبًا على مشاعر المرأة المصابة؛ وينتهي الأمر بالعديد من المصابات بتكيس المبايض إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق. كما يمكن أن تجعل متلازمة المبيض متعدد الكيسات الحمل أكثر صعوبة، ويمكن أن تزيد من خطر حدوث مضاعفات الحمل والإجهاض.

ما هي العلاجات الممكنة لحالات تكيس المبايض (PCOS)؟
علاج متلازمة تكيس المبايض يشمل العديد من الخطوات لبناء استراتيجية متكاملة للعلاج:
- فقدان الوزن: يمكن أن يساعد فقدان 5-10% فقط من وزنك في تنظيم الدورة الشهرية؛ وتحسين أعراض تكيس المبايض؛ كما يمكن أن يؤدي فقدان الوزن أيضاً إلى تحسين مستويات الكوليسترول، وخفض الأنسولين، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
- الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات: إذ وجدت الدراسات أن هذه الأنظمة فعالة في إنقاص الوزن وخفض مستويات الأنسولين، فالنظام الغذائي ذو المؤشر الجلايسيمي المنخفض (low-GI) -وهو الذي يحتوي على الكربوهيدرات من الفواكه والخضار والحبوب الكاملة- له القدرة على تنظيم الدورة الشهرية بشكل أفضل من نظام غذائي منتظم لفقدان الوزن.
- ممارسة الرياضة: وجدت بعض الدراسات أن ممارسة تمارين رياضية معتدلة الشدة لمدة 30 دقيقة ولمدة ثلاثة أيام على الأقل أسبوعيًا، يمكن أن تساعد النساء المصابات بتكيس المبايض على خسارة الوزن، وتحسين الإباضة، وخفض مستويات الأنسولين.
- حبوب منع الحمل: يمكن أن تساعد حبوب منع الحمل والأدوية الأخرى في تنظيم الدورة الشهرية، وعلاج أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات، مثل نمو الشعر وحب الشباب.
- تناول عقاقير الهرمونات: يمكن أن يؤدي تناول هرمون الاستروجين والبروجستين بشكل يومي إلى استعادة التوازن الهرموني الطبيعي، وتنظيم الإباضة، وتخفيف الأعراض، مثل نمو الشعر الزائد، وتقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- تناول عقار ميتفورمين (الاسم التجاري: جلوكوفاج): هو دواء يستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني، كما أنه يحسن من مستويات الأنسولين؛ مما يعالج متلازمة تكيس المبيض.
- تناول عقار كلوميفين (الاسم التجاري: كلوميد): هو دواء للخصوبة يمكن أن يساعد النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض على الحمل، ومع ذلك؛ فإنه يزيد من مخاطر التوائم والولادات المتعددة الأخرى.
- أدوية إزالة الشعر: يمكن أن تساعد بعض العلاجات في التخلص من الشعر غير المرغوب فيه أو منعه من النمو.
- الجراحة: تكون عادة الجراحة هي آخر الحلول لعلاج هذه الحالة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، إذ يعتبر خيارًا لتحسين الخصوبة لدى النساء.
شاهد أيضًا: كل ما تريدين معرفته عن حبوب بريمولوت لتنظيم وتأخير الدورة الشهرية

إذا كنت تعانين من أعراض متلازمة تكيس المبايض كنمو الشعر الزائد على الوجه والجسم أو عدم انتظام الدورة الشهرية، عليك مراجعة الطبيب المختص لتشخيص متلازمة تكيس المبايض بشكل مبكر لتفادي مضاعفاتها.