مفاجأة: الذكاء الاصطناعي يساهم في الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة!

في خطوة علمية تحمل الأمل لآلاف المرضى حول العالم، طور باحثون في جامعة أوريجون الأمريكية أداة ذكاء اصطناعي جديدة قادرة على الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة من خلال تحليل الصوت، حيث تعتمد هذه التقنية على رصد التغيرات الدقيقة في نبرة الصوت وخصائصه، ما يفتح الباب أمام طرق تشخيص أقل تعقيدًا وأكثر دقة من الأساليب التقليدية.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة

يُعد الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة خطوة حاسمة في إنقاذ حياة المرضى، حيث تتيح التشخيص قبل تطور المرض وانتشاره، ما يزيد فرص العلاج الناجح ويحد من المضاعفات الصحية الخطيرة. يعتمد الكشف المبكر على مراقبة التغيرات الدقيقة في الطيات الصوتية والقدرة على التعرف على العلامات الأولية للأورام، وهو ما يجعل التدخل الطبي أكثر فعالية وأقل تعقيدًا من الطرق التقليدية مثل التنظير أو الخزعات.

يتم الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة حاليًا من خلال طرق تقليدية دقيقة لكنها تتطلب تدخلًا طبيًا مباشرًا، ويمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

• تنظير الحنجرة بالفيديو: فحص الطيات الصوتية والأنسجة المحيطة بدقة للكشف عن أي أورام أو تغيرات غير طبيعية.

• خزعات الأنسجة: أخذ عينات من الأنسجة المشبوهة وتحليلها مخبريًا لتأكيد التشخيص وتحديد ما إذا كانت حميدة أو خبيثة.

• التقييم الصوتي الطبي: تحليل صوت المريض سريريًا للكشف عن أي تغيرات في النبرة أو القدرة على الكلام، والتي قد تشير إلى وجود مشكلة في الطيات الصوتية.

• المتابعة الدورية مع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة: للتأكد من عدم تطور أي أعراض جديدة قد تشير إلى بداية الإصابة.

رغم دقة هذه الطرق، إلا أنها غالبًا مكلفة وتستغرق وقتًا، وتتطلب أخصائيين مؤهلين، وقد تكون متعبة للمرضى في بعض الحالات.

الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة بالذكاء الاصطناعي

أصبح بالإمكان الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة بطرق مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن مشروع Bridge2AI-Voice التابع للمعهد الوطني الأمريكي للصحة، والذي يهدف لتسخير الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات الطبية الكبرى، ويتيح تحليل الصوت بطريقة دقيقة وسريعة، ويمكن تلخيص أهم مميزاته فيما يلي:

• تحليل التسجيلات الصوتية: يقوم الذكاء الاصطناعي بدراسة نبرة الصوت ودرجة الصوت وشدته، للكشف عن أي تشوهات في الطيات الصوتية قد تشير إلى وجود أورام.

• التعرف على المؤشرات الحيوية الصوتية: مثل نسبة التوافقيات إلى الضوضاء والتردد الأساسي، والتي أظهرت فعاليتها خصوصًا في المراحل المبكرة للمرض لدى الرجال.

• سهولة الوصول والمتابعة: يمكن استخدام التطبيق في أي مكان دون الحاجة لتدخل جراحي، ما يقلل من الوقت والجهد المبذولين للوصول للتشخيص.

• إمكانية التوسع والتطوير: مع زيادة حجم قاعدة البيانات والتنوع بين الجنسين، يمكن تحسين دقة النظام ليشمل النساء أيضًا، ويصبح أداة قوية للتشخيص المبكر عالميًا.

• تقليل الاعتماد على الإجراءات المعقدة: مثل التنظير أو الخزعات، مما يجعل العملية أقل إجهادًا وأسرع وأكثر أمانًا للمرضى.

شاهد أيضًا: علاج جديد للسرطان من قاع المحيط! هل يكون الحل؟

أبرز نتائج الدراسة

أجرت جامعة أوريجون الأمريكية دراسة رائدة بهدف الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة عبر الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن مشروع Bridge2AI-Voice التابع للمعهد الوطني الأمريكي للصحة. ركز الباحثون على تحليل التسجيلات الصوتية لأكثر من 12 ألف تسجيل صوتي من 306 مشاركين من مختلف أنحاء أمريكا الشمالية، بما في ذلك حالات طبيعية وأخرى مصابة بآفات أو أورام في الطيات الصوتية.

استخدم الفريق البحثي مجموعة من المؤشرات الحيوية الصوتية، مثل التردد الأساسي للصوت، وارتعاش النبرة، والاختلاف في درجة الصوت ضمن الكلام، ونسبة التوافقيات إلى الضوضاء، لتحديد التغيرات الدقيقة التي قد تدل على وجود سرطان الحنجرة في مراحله المبكرة. وأظهرت النتائج وجود اختلافات ملحوظة بين أصوات الرجال الأصحاء وأصوات المصابين بآفات حميدة أو أورام، بينما لم تُظهر البيانات الأولية نتائج واضحة لدى النساء، إلا أن الباحثين يعتقدون أن توسيع قاعدة البيانات قد يؤدي إلى كشف هذه الفروق أيضًا.

خلصت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على التمييز بين الأصوات المصابة والسليمة بدقة عالية، ما يمهد الطريق لتطوير أدوات تشخيصية مبتكرة تقلل من الحاجة للتدخل الجراحي وتسهل متابعة المرضى بشكل أسرع وأكثر أمانًا. المرحلة التالية تشمل اختبار النظام في الإعدادات السريرية على نطاق أوسع، لضمان فعاليته لدى الرجال والنساء على حد سواء، قبل تطبيقه كأداة عملية للكشف المبكر عن سرطان الحنجرة عالميًا.

شاهد أيضًا: شراكة جديدة تهدف لتطوير تشخيص سرطان الرئة بالذكاء الاصطناعي

أهمية الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة

يعتبر الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة خطوة أساسية لحماية حياة المرضى وتحسين فرص الشفاء، وفيما يلي أهم الأرقام والإحصاءات التي توضح أهميته:

• عالميًا، تم تسجيل نحو 1.1 مليون إصابة جديدة بسرطان الحنجرة عام 2021، مع ما يقرب من 100 ألف حالة وفاة.

• تتراوح نسبة البقاء على قيد الحياة بين 35% و78% خلال خمس سنوات، وتختلف حسب مرحلة الورم وموقعه داخل الحنجرة.

• يشكل الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة العامل الأكثر حسمًا في تحسين فرص العلاج والنجاة، خصوصًا مع تعقيد الطرق التقليدية مثل تنظير الأنف وخزعات الأنسجة والتي تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا.

عوامل الخطر المرتبطة بالمرض

أما عن عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الحنجرة، فهي تشمل:

• التدخين بأنواعه المختلفة.

• الإفراط في تناول الكحول.

• الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

• التاريخ العائلي للإصابة بأمراض الحنجرة.

شاهد أيضًا: عشبة القنفذية: مكافحة السرطان والشيخوخة وتعزيز المناعة

المستقبل الواعد للأداة الذكية

وفيما يخص المستقبل الواعد للأداة الذكية في التشخيص المبكر:

• يسعى الباحثون حاليًا إلى اختبار الخوارزميات على نطاق أوسع داخل العيادات والمستشفيات.

• الخطة المقبلة تتضمن تدريب النماذج على قاعدة بيانات أكبر وأكثر تنوعًا لضمان الكفاءة والدقة في الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة لدى الرجال والنساء على حد سواء.

• هذه التقنية قد تقلل من الحاجة إلى التدخل الجراحي وتختصر وقت التشخيص، مما يساهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة حياة المرضى.

الخلاصة

يمثل الكشف المبكر عن سرطان الحنجرة عبر أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة نقلة نوعية في مجال التشخيص الطبي. فبفضل القدرة على رصد التغيرات الصوتية البسيطة، يمكن توفير وسيلة آمنة، سريعة، وفعالة تساعد على اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما يزيد فرص الشفاء ويحسن جودة حياة المرضى.