الرقص نشاط بدني ممتع يمنحك فوائد عقلية وجسدية، وهو يعد تمرينًا للتخلص من الضغوط النفسية التي يسببها العمل والأسرة، يساعدك الرقص على التوقف عن القلق المستمر وتجنب الأفكار السلبية؛ وبالتالي فالرقص لا تقتصر فوائده على حرق السعرات الحرارية والحركة الجسدية فقط بل يساعد أيضًا في تحسين الصحة العقلية والصحة النفسية بشكل ملحوظ وفعّال للغاية، لنكتشف معًا تأثير الرقص على الصحة العقلية من خلال استعراض نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.
العلاج بالرقص
عرفت جمعية العلاج بالرقص الأمريكية (ADTA) العلاج بالحركة أو الرقص كعلاج نفسي حركي لتعزيز التكامل العاطفي، والاجتماعي، والمعرفي، والجسدي للفرد بغرض تحسين الصحة والرفاهية.
تم إجراء دراسات بحثية حول تأثير الرقص على الصحة العقلية وكانت نتائجها واعدة، حيث تضمنت تلك الدراسات فوائد الحركة والرقص لزيادة جودة الحياة ومهارات التعامل مع الآخرين، كما أكدت على أثر الرقص في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق في نفس الوقت.
فوائد الرقص للدماغ والصحة النفسية
يطلق الجسم أثناء الرقص مواد كيميائية مختلفة لتحسين الحالة المزاجية، تساعد هذه المواد الكيميائية في تحسين الصحة النفسية و الصحة العقلية، وبمجرد أن تبدأ الرقص كل يوم، لن يتشتت تركيزك بل سيبقى دائمًا في الوقت الحاضر لأنك في تلك اللحظة ستركز على تنفيذ حركات رقص معينة وستبدأ في الاستمتاع باللحظة، فيما يلي نتعرف على تأثير الرقص على الصحة العقلية والنفسية:
- يجعل العقل حادًا لأنك تبدأ في تذكر جميع الخطوات، ويحسن ذاكرتك، وإبداعك؛ فالرقص يعزز الصحة العقلية.
- يتبين دور الرقص في علاج الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية الأخرى؛ مثل: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والقلق الاجتماعي لأنه يحسن قوة التعلم ويقوي نظام التواصل داخل الجسم، كما يعد الرقص مفيدًا للأطفال المصابين بالتوحد.
- يفرز الرقص هرمونات تساعد أيضًا في تخفيف التوتر والإجهاد؛ مما يريح المزاج ويجعل الجسم متفائلًا وهادئًا مثل الرقص الحر، والهيب هوب، والرقص المعاصر، والسالسا.
- يساعد في زيادة الترابط الاجتماعي وتأسيس علاقات مع المشاركين في الرقصات الجماعية، كما يساعد أيضًا الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، واضطراب الشخصية الوسواسية وغير ذلك من أمراض الصحة العقلية لتحسين الروابط مع أحبائهم وأفراد أسرهم وأصدقائهم.
- يقلل الرقص من أعراض الاكتئاب حيث يركز على التعبير العاطفي وحركة الجسم، ويحسن عمل الدماغ إذ ترتبط الصحة الجسدية والعقلية معًا، فعندما يشعر الجسم بالتحسن فإنه يفيد أيضًا في عمل الدماغ.
- يظهر تأثير الرقص على الدماغ من خلال تحسين شبكات الدماغ ونقل المواد الكيميائية التي تساعد في استقرار الصحة العقلية والصحة النفسية ، حيث يقلل انتقال المواد الكيميائية بصورة صحيحة من فرص الإصابة بالاضطرابات العصبية والعقلية.
- يساعد الرقص في زيادة احترام الذات وتعزيز الثقة في النفس، ويساعد الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي على التغلب على خوفهم وقلقهم.
- يزيد من إنتاج هرمون الإندورفين؛ مما يعزز الشعور بالسعادة.
فوائد الرقص للصحة البدنية
الرقص من الأنشطة البدنية المُمتعة التي تجمع بين الإيقاع الموسيقي والحركة البدنية والمتطلبات العقلية لحفظ حركات الرقص وتناغمها؛ لذلك يعدها البعض بمثابة رياضة بدنية شاملة لما لها من فوائد عديدة للجسم، فيما يلي أبرزها:
- يحسن ويزيد من قوة العضلات.
- يرفع معدل ضربات القلب.
- يحسن الرئتين.
- يزيد من الدورة الدموية.
- يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- يعزز اللياقة البدنية.
- يقلل من الشعور بالألم.
- يحسن قوام الجسم.
- يقوي العظام.
- يقلل من فرص الإصابة بالدوار (الدوخة).
- يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- يساعد على التحكم في الوزن.
- يحسن من مرونة الجسم.
- يعمل على تنسيق أفضل وخفة الحركة.
- يزيد القدرة على التحمل.
- يحسن معدل التنفس.
شاهد أيضًا: ما هي العادات اليومية لتجنب الأزمة القلبية؟

دراسات تظهر تأثير الرقص على الصحة العقلية
هناك تفسير علمي وراء تأثير الرقص على الصحة العقلية والنفسية بصورة إيجابية، حيث تظهر العديد من الأبحاث العلمية فوائد الرقص في تحسين صحة القلب، وقوة العضلات بشكل عام، وأثر الرقص في تحسين الحالة المزاجية، وتقليل الاكتئاب، وكانت هذه الفوائد ملحوظة عبر مجموعة متنوعة من الأعمار والتركيبة السكانية، وهنا سنتحدث عن أبرز هذه الدراسات.
الدراسة السويدية
درس باحثون سويديون أكثر من 100 حالة لفتيات مراهقات يعانين من مشاكل مثل الاكتئاب والقلق، نصف الفتيات يحضرن دروس رقص أسبوعية بينما النصف الآخر لم يحضر، ووجدت النتائج تحسنًا في الصحة النفسية والعقلية للفتيات اللواتي شاركن في دروس الرقص، ولقد أبلغت الفتيات عن تحسن في مزاجهن، واستمرت هذه الآثار الإيجابية لمدة تصل إلى 8 أشهر بعد انتهاء دروس الرقص.
دراسة (UCLA Health)
وفقًا لدراسة (UCLA Health) نُشرت في عدد أغسطس 2021 عن العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية، تبينت إيجابية العلاقة بين الرقص والصحة النفسية بين المشاركين، فيما يتعلق بإصابتهم بالقلق أو اضطراب ما من الصدمة، حيث صرحت الغالبية العظمى (98٪ من جميع الراقصين المشاركين في الدراسة) أن الرقصات حسنت مزاجهم، ومنحتهم المزيد من الثقة في النفس.
دراسة فرونتيرس إن أجينغ نيوروساينس
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم الأعصاب ووظائف الدماغ فرونتيرس إن أجينغ نيوروساينس (Frontiers in Aging Neuroscience) قارن باحثون بين آثار ممارسة رياضة المشي وتمارين التمدد وبين التأثير الإيجابي للرقص على العقل لأشخاص متقدمين في السن، وكان للرقص التأثير الإيجابي الأبرز.
دراسات أخرى
أكدت دراسات أخرى تأثير الرقص على الصحة العقلية بشكل إيجابي، كما ربطت بيسنه وبين التحسينات في الأداء الإدراكي والمزاج لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات التنكس العصبي، إذ لاحظ عالم النفس والراقص بيتر لوفات أن الرقص ساهم في حدوث تحسينات فسيولوجية وعاطفية كبيرة للمرضى المصابين بمرض باركنسون، وقرر لوفات وفريقه البحثي بجامعة هيرتفوردشاير أن الرقص فريد من نوعه بين أشكال التمارين الأخرى لأنه يحتوي على 3 عناصر حيوية لتحسين الصحة؛ وهي العنصر الاجتماعي، والجسدي، والإدراكي، كما أن الانخراط في الأنشطة التي تتطلب تفاعلًا اجتماعيًا ومجهودًا بدنيًا وحل للمشكلات تؤثر بشكل إيجابي على أداء الدماغ.
شاهد أيضًا: 5 أسرار لتعيش عمرًا طويلًا بصحة جيدة
أنواع الرقص
هناك العديد من الأشكال المختلفة للرقص بعضها رقصات تراثية تقليدية وأخرى مُعاصرة، والبعض يمكن القيام به منفردًا والآخر في مجموعات، ويُنصح الأشخاص الذين يواجهون مشكلات اجتماعية أو مشكلات تتعلق بالقلق والتوتر بالمشاركة في صفوف الرقص الجماعية المختلفة لتحسين قدراتهم الاجتماعية، فيما يلي أبرز أنواع الرقص وأكثرها شيوعًا وفائدةً للصحة النفسية والبدنية:
- الأيروبيك.
- الرقص الحر.
- السالسا.
- التانغو.
- الهيب هوب.
- الرقص الريفي (كانتري).
- رقص النقر.
- الباليه.
- الزومبا.
شاهد أيضًا: فوائد ممارسة اليوغا يوميًا للصحة العقلية والجسدية
يتضح مما سبق تأثير الرقص على الصحة العقلية ودوره الكبير في تحسين المزاج وعلاج الاضطرابات النفسية، وأكثر ما يجعله أهم وأسهل وسيلة لتخفيف التوتر والقلق هو قدرتك على ممارسته بمفردك في أي وقت بسهولة أو في مجموعات، هذا بجانب تنوع أشكال الرقصات التي تعطي الفرصة لاختيار النوع المناسب والمحبب لك.